الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الترقي المعنوي وتحصيل المقامات
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

هل من الممكن أن يصلح عملنا، ونصل إلى مقامات الكمال والمعرفة، من غير أن نترك الدنيا، ونرفع أيدينا عن حياتنا الاجتماعية، وعن أعمالنا وحِرَفنا؟ ومن غير أن نذهب إلى المغارات والصحاري، ونعتزل فيها باستمرار عن الناس والمجتمع، لنشتغل بتأدية العبادات المعهودة والأدعية والأوراد المأثورة؟ مع أنه يمكن إجمالاً الاستفادة من الآية الشريفة: "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله" رضا الله سبحانه بالرهبانية.

إنّ الإنسان الذي يمارس عملاً اجتماعيًا لا يستطيع أداء الأدعية والعبادات...الخ.

فهل الطريق هو الاستغناء عن هذا العمل الاجتماعيّ، والخلوة لأداء الذكر والعبادات أو [المطلوب هو] "كن في الناس ولا تكن معهم"؟

فهل يمكن أداء العبادات من قبيل قراءة القرآن والصلاة... الخ التي لا حدود لها مع وجود الاشتغالات الاجتماعية؟ وطبعًا كان يوجد من يختم القرآن في يوم وليلة.

وهل يوجد شيء يكون بديلاً عن الأعمال الثقيلة التي يؤديها المرتاضون، شيء يمكن الاتيان به مع ممارسة العمل الاجتماعيّ والوجود في المجتمع، من غير أن ينزوي الإنسان عن المجتمع، ويتخلّى عن لوازم الحياة الاجتماعية كالزواج وتكفّل معيشة الأفراد واجبي النفقة؟! إضافة إلى أنه من المتعسّر حقًا أن يستطيع الإنسان أن يقسّم أمواله بين أهله وأولاده في زمان حياته وينزوي في المجتمع، وأساسًا هل يجوز مثل هذا العمل أم لا ؟ لأنّه ربما أدّى إلى ترك الواجبات.

وعلى كل حال، هل يوجد طريق يستطيع الإنسان بواسطته ومن دون ترك الدنيا أن يكون مأمونًا من سخط الله وغضبه، ومطمئنًا إلى رضاه، ويصل من خلاله إلى نتيجة عمل الرهبان تاركي الدنيا، أي (ابتغاء رضوان الله)؟ أي يكون نظير الشخص الذي لا رهبانية له وهو في المجتمع ويأتي بالمندوبات والمستحبات العادية فقط ولكنه يحصل على نفس نتيجة الأعمال الطويلة والشاقة لأولئك ؟

فهل يمكن مثل هذا الشيء؟ وهل يوجد طريق غير طريق تحمل الأعمال الشاقة التي يأتي بها المرتاضون؟ لأن كثيرًا من العلماء الأجلاء جدًا كانوا في وسط المجتمع ويشتغلون بالدروس الحوزوية المتعارفة من قبيل البحث والمطالعة...الخ.

ومع ذلك فإذا لم يكن لهم مقام أعظم من الآخرين فليسوا أقل منهم على الحدّ الأدنى، أي ان أعلميتهم من الآخرين كانت كالمسلمات، ومقامهم كان عاليًا جدًا جدًا.

لا تتخيلوا أنهم لم يكونوا يشتركون في الدروس أو التدريس، بل نقطع أنهم كانوا أكثر من الآخرين في ذلك، ونقطع بأنهم كانوا من أصحاب المقامات العالية بسبب الكرامات الصادرة منهم، والتي ذاعت بعد وفاتهم.

وعلى سبيل المثال فإن الكرامات المنقولة عن الشيخ الأنصاري رحمه الله لم تكن معروفة في أيام حياته. وذكر الشيخ الأنصاري لمجرد المثال، وإلا فإنّ كثيرًا من العلماء كانوا من أصحاب المقامات العلمية والعملية، ومع ذلك كان لهم التفوق في الفقه والأصول على الآخرين، وقد ذكر الشيخ النوري رحمه الله صاحب المستدرك أسماء مجموعة من العلماء منهم الشهيد الثاني رحمه الله، ممن كانوا من أصحاب المقامات المعنوية العالية، وفي نفس الوقت كانوا أقوياء في الأمور العلمية، ويقيمون صلاة الجماعة وكانوا يعيشون في وسط المجتمع، وكانت لهم علاقات مع الناس.

والجواب هو أننا نتصور أنه لا يوجد شك في هذا الأمر، وأنه إذا وُفِق له الإنسان فهو كافٍ له وفيه جميع مطالب ونتائج الرياضات الشاقة.

وهذا الأمر هو أن يرى الإنسان نفسه في محضر الله سبحانه، ويرى الله مطلعاً عليه في جميع أحواله، وحاضراً في كل مكان، وناظراً على جميع الأعمال والأحوال. والله يعلم كم لهذه الحالة من المراقبة والتوجّه من تأثيرات في روح الإنسان، وفي طلب العلم والمعرفة!.

* في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس

15-08-2015 | 13-08 د | 1466 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net