الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
وظائف المبلّغ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

التبليغ العمليّ: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ*.

تعليم الناس وتزكيتهم: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ1.

التبليغ للولاية والقيادة: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ2.

مواجهة الطاغوت: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى3.

مواجهة الخرافات: يأمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم معاذاً فيقول له: "وَأَمِتْ أَمْرَ الجاهلية إلّا ما سُنَّه الإسلام"4.

احترام الآخرين: يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "أذلُّ الناس من أهان الناس"5.

الاهتمام بالجيل الجديد: يقول الإمام الصادق عليه السلام: "عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير"6.

التعاطي المناسب مع المخالفين: جاء في القرآن الكريم: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ7 وتحدّث أيضاً حول كيفيّة التعاطي مع الأقارب المنحرفين: ﴿لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ8. وتحدث أيضاً حول الأتباع الذين أصبحوا في عداد المخالفين: ﴿وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ9.

التبليغ بين الصور التقليديّة والمستحدثة:

قد ينغلق بعض الناس على الصور التبليغيّة التقليدية الموروثة ولا ينفتح على المناهج المستحدثة في التبليغ. فما هو التصوّر الإسلاميّ حول هذا الموضوع؟

لا شكَّ أنّنا حينما نفكّر بالانفتاح على المناهج الحديثة في الإعلام والتبليغ لا نريد إهمال المناهج القديمة والمتعارفة؛ كأسلوب الحديث المباشر الفرديّ
والجماعيّ، أو أسلوب التأليف والتدوين، أو أسلوب الشعر، إنّما نريد أن نوسّع دائرة المناهج والأساليب التبليغيّة لتشمل كتابة القصّة، والرواية، والمسرحية، والرسوم التقليدية والرمزية، والحكاية، وغيرها ممّا استُحدث في عالمنا المعاصر عبر مختلف الأجهزة كالراديو، والتلفزيون، والفيديو، والإنترنت، وما شاكل.

لعلّ هذه المناهج الحديثة غير مألوفة لدينا، ولا نعرف عنها في ممارسات الأنبياء والأئمّة والصالحين من أسلافنا، ولعلّها غير متاحة لدى الكثير خاصّة في ظروف ما قبل تأسيس الدولة الإسلاميّة حيث كانت الأجهزة المستحدثة في العادة بيد السلطات المنحرفة ولم يكن لرجال الإسلام منها نصيب كبير. وقد تكون أخذت موقعها في أوساطنا، بل وحتّى في طرق تفكيرنا وتخطيطنا للعمل التبليغيّ، إلا أنّنا اليوم بحاجة إلى إعادة نظر في مناهج التبليغ بين الانغلاق على الحالة التقليدية وبين الانفتاح على السُبل الحديثة.

النظرية الإسلاميّة لم تحصر العمل التبليغيّ بمنهج واحد، بل دعت لاستخدام كلّ أسلوب يتيح فرصة النفوذ إلى قلب الطرف الآخر والتأثير عليه، شريطة أن يكون بعيداً عن مناهج الاحتيال كالسحر، والشعوذة، والأكاذيب، والخداع...، يقول الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. و"الحكمة" و"الموعظة" في هذه الآية الكريمة ليست محدّدة بصورة تبليغية دون أخرى، وإن كانت تنصرف إلى أسلوب الحديث المباشر والمشافهة الكلامية، إلّا أنّ هذا الانصراف لا يضيّق مفهوم الكلمة.

ومن هنا نجد أن الأنبياء عليهم السلام توسّعوا في الممارسة التبليغيّة إلى كلّ طريقة متّبعة يومئذ، فلم يقتصر أسلوبهم على الموعظة الكلاميّة، وإنّما شمل أسلوب الشعر كما نجده في شعر حسَّان بن ثابت بتوجيه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، واستخدموا الموعظة العملية كما في قصّة إبراهيم عليه السلام وتكسيره للأصنام ﴿قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ2. واستخدموا المنهج الإعجازيّ في مقابل أباطيل السحرة كما في قصّة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون حيث ألقى عصاه لتلقف ما صنعوا.

كما أنّ القرآن الكريم استخدم بشكل واضح ومكثّف أسلوب "القصّة" وأسلوب "التمثيل"، ما دام ذلك يؤدّي إلى هداية الناس، مهما كان محتوى القصّة، أو نوع المثل قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا...3.

وعلى هذا الأساس ينبغي أن يعمل المبلِّغ على التعرُّف الدائم إلى الأساليب والوسائل والطرائق المتنوّعة لتقديم المضمون التبليغيّ، والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، كلّ ذلك بغية إيصال ونشر المضامين التبليغيّة إلى أكبر شريحة ممكنة.


* سورة البقرة، الآية: 44.
1- سورة الجمعة، الآية: 2.
2- سورة المائدة، الآية: 6.
3- سورة طه، الآية: 24.
4- ترجمة تحف العقول، ص26.
5- بحار الأنوار، طبعة المكتبة الإسلامية، ج5، ص142.
6- بحار الأنوار، طبعة بيروت (مؤسسة الوفاء)، ج23، ص236.
- سورة الكافرون، الآية: 6.
8- سورة هود، الآية: 46.
9- سورة البقرة، الآية: 21.

15-07-2016 | 12-36 د | 1444 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net