الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 889- 24جمادى الآخرة 1431 هـ الموافق 8 حزيران2010م
أهمية العلم والتعلم على ضوء سيرة الإمام الباقر عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- العلم والتعلّم على ضوء سيرة الإمام الباقر.
- فضل أشهر النور.
- ليلة الرغائب.

الهدف:
التعرف على أهمية العلم والتعلم، والتذكير بفضل أشهر النور ولا سيما رجب..

تصدير الموضوع:
روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "رجب شهر الاستغفار لأمتي، فأكثروا فيه الاستغفار فانّه غفورٌ رحيم، ويسمّى الرجب الأصبّ لان الرّحمة على أمتي تصب صبّاً فيه، فاستكثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ" 1.

المحور الأول: العلم والتعلّم على ضوء سيرة الإمام الباقر
1- مقامه العلمي: قال ابن حجر في ترجمة الإمام الباقر عليه السلام: "سُمي بذلك لأنه من بقر الأرض، أي شقّها، وإثارة مخبآتها ومكامنها، فكذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام، والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه" 2، والذي يدلّ على سعة علومه أنه مع كثرة ما انتهل العلماء من نمير علومه، فإنه كان يجد في نفسه ضيقاً وحرجاً لكثرة ما عنده من العلوم ، فكان عليه السلام يقول: "لو وجدت حمَلَة لعلمي الذي أتاني الله عز وجلّ، لنشرت التوحيد والإسلام والدين والشرايع..، وكيف لي بذلك، ولم يجد جدّي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفَّس الصعداء ويقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح علماً جماً..."3 .

وكان عليه السلام مقصد العلماء من كل البلاد الإسلامية، وما زار أحدٌ المدينة إلا عرّج على بيت محمد الباقرعليه السلام يأخذ منه..، وكان يقصده من أئمة الفقه كثيرون4 ، وكان الوافدون عليه عليه السلام يبدون خضوعاً وأملاً كبيرين بشخصيته العلمية بحيث كان عبد الله بن عطاء المكّي يقول: "ما رأيت العلماء عند أحدٍ قط أصغر منهم عند أبي جعفر ولقد رأيت الحكم بن عُيينة مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبيٌّ بين يدي معلّمه"5 . حتى وصفه هشام بن عبد الملك بأنه "نبي الكوفة" حين سأله الأبرش الكلبي: "من هذا الذي احتوشته أهل العراق يسألونه؟ قال: هذا نبي الكوفة وهو يزعم أنّه ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وباقر العلم ومفسِّر القرآن" 6.

2- العلم والتعلّم أصلان لا غنى عنهما: حثّ الإمام عليه السلام على طلب العلم ، وخصوصاً علم الفقه فقال : " الكمال كل الكمال : التفقه في الدين ، والصبر على النائبة وتقدير المعيشة "7 وحرص عليه السلام على نشر العلم وتعليمه للناس بقوله عليه السلام: " من علّم باب هدى فله أجر من عمل به، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئاً. . . "8، وجعل على العلم زكاة فقال : "زكاة العلم أن تعلّمه عباد الله"9 .

وعمل الإمام عليه السلام على المعالجة العلمية الشاملة، لكل ما يرتبط بفهم الدين الإسلامي، ولهذا كان منهجه العلمي الإصلاحي شاملاً للجانب العقائدي الذي يستند عليه فكر الإنسان وعقيدته وإيمانه، والجانب الفقهي الذي ينظّم حياة الإنسان وسلوكه الفردي والعام, باعتباره القانون الذي شرّعه الدين الإسلامي لحماية الحقوق وحفظ الواجبات، إضافة للجانب السلوكي والأخلاقي الذي يكفل تطبيقاً صحيحاً لهذا النظام .ولهذا نجد بأنه قد استوعب كل حقول المعرفة، وامتاز بوضوح الارتباط بمصادر المعرفة الربّانية المتمثّلة بكتاب الله وسنّة رسوله.

المحور الثاني: أشهر النور
1- شهر رجب: شهر رجب من الأشهر متناهية الشرف، والأحاديث في فضله كثيرة، ، روي عن الكاظم عليه السلام قال:من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسير سنة، ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنّة. وقال أيضاً: رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام يوماً من رجب سقاه الله عزوجل من ذلك النّهر.

وروى ابن بابويه بسند معتبر عن سالم قال:دخلت على الصّادق عليه السلام في رجب وقد بقيت منه أيّام، فلمّا نظر إلي قال لي: يا سالم هل صمت في هذا الشّهر شيئاً قلت: لا والله يا ابن رسول الله، فقال لي: فقد فاتك من الثّواب ما لم يعلم مبلغه إلا الله عزوجل، إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب الصّائمين فيه كرامته ، قال:فقلت له:يا ابن رسول الله فان صمت ممّا بقي منه شيئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصّائمين فيه، فقال: يا سالم من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً من شدّة سكرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر هذا الشّهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشّهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطى براءة من النّار وله أعمال عامة وخاصة تراجع في كتب الأدعية، من أهمها:

2- ليلة الرغائب: وهي أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب ، وفيها عمل مأثور عن النّبي صلى الله عليه واله وسلم ذو فضل كثير، ومن فضله أن يغفر لمن صلّاها ذنوب كثيرة، وانّه إذا كان أوّل ليلة نزوله إلى قبره بعَث الله إليه ثواب هذه الصّلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت مِن كلّ شدّة، فيقول:مَنْ أنت فما رأيت أحسن وجهاً منك، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك، ولا شمت رائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول:يا حبيبي أنا ثواب تلك الصّلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت اللّيلة لأقضي حقّك، وأنس وحدتك، وارفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصّور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسِك، فافرح فانّك لن تعدم الخير أبدا10.

3- شعبان: شهر شعبان شهر شريف وهو منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكان صلى الله عليه واله وسلم يصوم هذا الشّهر ويوصل صيامه بشهر رمضان، وكان صلى الله عليه واله وسلم يقول: "شعبان شهري من صامَ يوماً من شهري وجبت له الجنّة" 11،. روى عن الإمام الصّادق َ انّه قال: "كان السّجاد عليه السلام إذا دخل شعبان جمع أصحابه وقال عليه السلام : يا أصحابي أتدرون ما هذا الشّهر، هذا شهر شعبان وكان النّبي صلى الله عليه واله وسلم يقول:شعبان شهري، فصوموا هذا الشّهر حُبّاً لنبيّكم وتقرّباً إلى ربّكم، أقسم بمن نفسي بيده لقد سمعت أبي الحسين عليه السلام يقول: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من صام شعبان حُبّاً لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتقرّباً إلى الله أحبّه الله وقرّبه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنّة".

وروى الشّيخ عن صفوان الجمّال قال: قال لي الصّادق عليه السلام حُثّ من في ناحيتك على صوم شعبان، فقلت: جعلت فداك ترى فيه شيئاً، فقال: نعم إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة: يا أهل يثرب إني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري.

ثمّ قال انّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيّام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى، ثمّ كان عليه السلام يقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله.

4- شهر رمضان: شهر رمضان شهر الضيافة والكرم الإلهيين، حيث يوجّه الله تعالى دعوة إلى أشرف ضيافة يمكن أن يطمح إليها إنسان في هذه الدنيا، وهي ضيافة الله تعالى، في شهر الله تعالى ،أفضل الشهور، وأفضل الأيام والليالي والساعات. وهدف هذه الدعوة توطيد العلاقة مع الله تعالى من خلال تطهير الروح، وبناء الإرادة المرتبطة بقوة الإيمان، التي تحكم علاقة الإنسان بربه وبمجتمعه على مستوى الدنيا، وتحدّد مصيره على مستوى الآخرة. فورد في خطبة رسول اللهصلى الله عليه واله وسلم "هو شهرٌ دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله...".

وقد خصّ الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
- خلو فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان
- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار. في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون .
- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ..
- لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان .
- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة.


1-الشيخ عباس القمي: مفاتيح الجنان.
2- ابن حجر: الصواعق المحرقة: 201.
3- سفينة البحار: ج2.
4- أبو زهرة: الإمام الصادق عليه السلام ص22 .
5-الشيخ المفيد / الإرشاد ص280- 282.
6-بحار الأنوار: ج46: ص: 350.
7-الكافي:ج1:ص32.
8-م.ن.ص35
9- م.ن.ص41
10- الشيخ عباس القمي: مفاتيح الجنان.
11- الشيخ عباس القمي: مفاتيح الجنان.

15-06-2010 | 03-56 د | 3299 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net