الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
عيد الفطر، يوم فرحة وتأمّل
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


محاور الخطبة
- وداع الأئمّة (عليهم السلام) لشهر رمضان
- يوم العيد، يوم فرحة وتأمّل
- يوم العيد، يوم اجتماعٍ للمؤمنين
- من آداب يوم العيد

مطلع الخطبة
الصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالناس يوم الفطر، فقال: "إنّ يومكم هذا يومٌ يُثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون، وهو أشبه يوم بيوم قيامتكم؛ فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلّاكم، خروجكم من الأجداث إلى ربّكم، واذكروا بوقوفكم في مصلّاكم وقوفكم بين يدي ربّكم، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم مصيركم في الجنّة أو النار، واعلموا -عبادَ الله- أنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديَهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: ابشروا عبادَ الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون"[1].

وداع الأئمّة(عليهم السلام) لشهر رمضان
أيّها الأحبّة،

كان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) يودّعون شهر رمضان ذاكرين بوداعهم إيّاه الرجوعَ إلى الباري -سبحانه- وطلب العفو منه والرحمة، فنجد الإمام الصادق (عليه السلام) يدعو قائلاً: "وهذا شهر رمضان قد تصرّم، فأسألك بوجهك الكريم وكلماتك التامّة إن كان بقي عليّ ذنب لم تغفره لي، تريد أن تحاسبني به أو تريد أن تعذّبني عليه أو تقايسني به، أن لا يطلع فجر هذه الليلة أو يتصرّم هذا الشهر إلّا وقد غفرته لي، يا أرحم الراحمين"[2].

وكذلك الإمام زين العابدين (عليه السلام) حيث يودّع  هذا الشهر الكريم توديع الحبيب لمحبوبه والعاشق لمعشوقه، قائلاً: "وقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ، وصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِه، وانْقِطَاعِ مُدَّتِه، ووَفَاءِ عَدَدِه، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوه وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُه عَلَيْنَا، وغَمَّنَا وأَوْحَشَنَا انْصِرَافُه عَنَّا"[3].

وما أجمل تحيّته له وسلامه عليه! حين يقول (عليه السلام) مخاطباً إيّاه: "السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيه الْقُلُوبُ، وقَلَّتْ فِيه الذُّنُوبُ. السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإِحْسَانِ. السَّلَامُ عَلَيْكَ، مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّه فِيكَ! ومَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ! السَّلَامُ عَلَيْكَ، مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وأَسْتَرَكَ لأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ!"[4].

يوم العيد، يوم فرحة وتأمّل
أيّها الأحبة،

إنّ هذا اليوم لَيوم فرحة وجائزة لمن أطاع الله في هذا الشهر الكريم، وأدّى ما عليه من واجبات وآداب، تنسجم مع كرامة هذا الشهر وحرمته.
عَن الإمام الصادق (عليه السلام) قَالَ: "إِذَا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ‏ الْفِطْرِ، نَادَى مُنَادٍ: اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ".[5]

وإنّ يوم العيد، وإن كان في ظاهره يوم فرحة وزينة، وهذا أمر جميل ومطلوب، ولكنّه في باطنه أيضاً يختزن النظر في مصير الإنسان، نفسه ومآله، بأن يتفكّر ويتدبّر ويتأمّل، كيف سيكون حاله بين يدي الله -تعالى، فيرجع إليه في هذا اليوم متضرّعاً إليه أن يتقبّل منه ما تقدّم من طاعاتٍ أيام شهر رمضان ولياليه، وأن يغفر له ما تقدّم من ذنب وتقصير، فإنّ الفرحة كلّ الفرحة لمن قام بما عليه، والحسرة كلّ الحسرة لمن قصر فيه بما عليه!

يوم العيد، يوم اجتماعٍ للمؤمنين
أيّها الأحبة،

إنّ لِيوم العيد في ثقافتنا الإسلاميّة أبعاداً جليلة وعظيمة، منها ما يتعلّق بنفس الفرد وتوجّهه إلى الله- سبحانه وتعالى-، ومنها ما يتعلّق بالمجتمع عامّة، حيث إنّ الناس تجتمع في هذا اليوم، وتتواصل فيما بينها، وتظهر لبعضها بعضاً ودّاً ومحبّة، ممّا يزيد الألفة بينهم ويزيل الشحناء والجفاء.

يقول الإمام الرضا (عليه السلام): "إِنَّمَا جُعِلَ يَوْمُ الْفِطْرِ الْعِيدَ لِيَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ مُجْتَمَعاً يَجْتَمِعُونَ فِيهِ ويَبْرُزُونَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَيُمَجِّدُونَهُ عَلَى مَا مَنَّ عَلَيْهِمْ، فَيَكُونُ يَوْمَ عِيدٍ وَيَوْمَ اجْتِمَاعٍ وَيَوْمَ فِطْرٍ وَيَوْمَ زَكَاةٍ ويَوْمَ رَغْبَةٍ وَيَوْمَ تَضَرُّعٍ؛ وَلِأَنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ يَحِلُّ فِيهِ الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ، لِأَنَّ أَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَأَحَبَّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مَجْمَعٌ يَحْمَدُونَهُ فِيهِ وَيُقَدِّسُونَهُ"[6].

من آداب يوم العيد
هناك آداب عديدة يستحب للمؤمن الالتزام بها، نذكر منها ما يأتي:
1-  الإفطار قبل الخروج من البيت،
فعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا أراد أن يخرج إلى المصلّى يوم الفطر، كان يفطر على تمرات أو زبيبات"[7].
 وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "كان أمير المؤمنين (صلوات اللَّه عليه) لا يخرج يوم الفطر حتّى يطعم ويؤدّي الإفطار؛ أي الفطرة"[8].

2-  التكبير: فقد كان النبي (صلّى اللَّه عليه وآله) يخرج يوم الفطر والأضحى رافعاً صوته بالتكبير، وكان (صلى اللَّه عليه وآله) يكبّر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتّى يأتي المصلّى.

3- الخروج ماشياً: كان رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله) يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً. وكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) يمشي في خمسة حافياً، ويعلّق نعليه بيده اليسرى: يوم الفطر، والنحر، والجمعة، وعند العبادة، وتشييع الجنازة، ويقول: "إنّها مواضع اللَّه -تعالى-، وأُحبّ أن أكون فيها حافياً"[9].

[1]  الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 108.
[2]  مصباح المتهجّد، الشيخ الطوسيّ، ص 636.
[3]  الصحيفة السجّاديّة، الإمام عليّ زين العابدين(ع)، ص 198.
[4] المصدر نفسه، ص 198.
[5]  الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج4، ص 168.
[6]  وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج7، 481.
[7]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج88، ص 122.
[8]  إقبال الأعمال، السيّد ابن طاووس، ج1، ص 478.
[9]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج41، ص54.

03-06-2019 | 17-03 د | 1570 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net