الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1360- 16 شوال 1440 هـ - الموافق 20 حزيران 2019م
الحمزة، أسد الله وأسد رسوله

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



محاور الخطبة
- مناقب الحمزة
- إسلامه
- بطولاته بين يدي الرسول (صلّى الله عليه وآله)
- استشهاده
- ما بعد شهادته

مطلع الخطبة
حمدت الله حين هدى فؤادي                 إلى الإسلام والدين الحنيفْ
لدينٍ جاء من ربٍّ عزيزٍ                     خبير بالعباد بهم لطيفْ
إذا تُليتْ رسائلهُ علينا                        تحدّر دمع ذي اللبّ الحصيفْ
رسائل جاء أحمد من هداها                  بآيات مبيّنات الحروفْ
وأحمدُ مصطفىً فينا مطاعٌ                   فلا تَغْشَوه بالقول العنيفْ
فلا والله نسلمه لقومٍ                          ولمّا نقضِ فيهم بالسيوفْ[1]

إنّها أبيات شعر وردت عن لسان الحمزة بن عبد المطّلب (رضوان الله عليه) معلناً فيها إيمانه بدين النبيّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وحرصه عليه.

مناقب الحمزة وألقابه
أيّها الأحبّة،
يصادف الخامس عشر من شوّال ذكرى استشهاد حمزة بن عبد المطّلب (عليهما السلام)، عمّ النبيّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، وكان قد أمضى سنين من سنيّ الجهاد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد أصاب الحزن قلب رسول الله بفراقه. 
كان لحمزة شخصيّة مهيبة، يتحلّى بصفات قلّما توجد في رجل واحد، ما جعله بين المشركين مُهاباً وبين المسلمين محبّباً.

كان (عليه السلام) خير أعمام النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وأشدّ من دافعوا عنه في مواجهة قريش والمشركين، وكان له شرف الهجرة معه، حيث كان من أوائل المهاجرين إلى المدينة المنوّرة.

وقد ورد في حقّه عدد من الأحاديث عن لسان المعصومين (عليهم السلام)، ما يدلّ على عظمة شأنه في نظرهم وعلوّ مكانته، وممّا ورد في ذلك:

أسد الله وأسد رسوله
من أهمّ ما تشرّف به الحمزة (رضوان الله عليه) أن لقّبَه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بـ"أسد الله وأسد رسوله"، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "على قائمة العرش مكتوب: حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيّد الشهداء ..."[2].

أحبّ أعمام النبيّ إلى قلب النبيّ
عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وأحبّ أعمامي إليّ حمزة"[3].
 
وزير النبيّ (صلّى الله عليه وآله)
عنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "ما من نبيّ إلّا وقد خصّه الله -تبارك وتعالى- بوزير، وقد خصّني الله -تبارك وتعالى- بأربعة؛ اثنين في السماء، واثنين في الأرض، فأمّا اللذان في السماء فهما جبرائيل وميكائيل، وأمّا اللذان في الأرض فعليّ بن أبي طالب وعمّي حمزة"[4].

ويدلّ على مكانة الحمزة (عليه السلام) في داخل أهل بيت النبوّة، ما ورد في أنّ السيّدة فاطمة (عليها السلام) كانت تزور قبره، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "كانت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تزور قبر حمزة بن عبد المطّلب كلّ جمعة، وعلّمته بصخرة"[5].

سيّد الشهداء
عن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال للسيّدة فاطمة (عليها السلام): "شهيدنا سيِّد الشهداء، وهو حمزة بن عبد المطّلب، وهو عمُّ أبيك.
قالت: يا رسول الله، وهو سيِّد الشهداء الذين قُتلوا معك؟
قال: لا، بل سيِّد شهداء الأوّلين والآخرين، ما خلا الأنبياء والأوصياء، وجعفر بن أبي طالب ذا الجناحين الطيَّار في الجنّة مع الملائكة"[6].

إسلامه
أيّها الأحبّة،
ورد في كتب التاريخ والسير أنّ الحمزة (عليه السلام) أسلم في بداية البعثة الشريفة، ولكنّه كان يكتم إيمانه، قال ابن إسحاق: حدّثني رجل من "أسلم" أنّ أبا جهل "الحكم بن هشام المخزوميّ" مرّ برسول الله (صلّى الله عليه وآله) عند الصفاة، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لأمره، فلم يكلّمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها، فسمعت كلّ ما قاله أبو جهل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ثمّ انصرف عنه فعمد إلى ناد لقريش عند الكعبة فجلس معهم.

فلم يلبث أن أقبل حمزة بن عبد المطّلب متوشّحاً قوسه، راجعاً من قنصٍ له، وكان من هواة الصيد والقنص والفروسيّة، وكان من عادته أن لا يرجع إلى أهله حتّى يطوف بالبيت الحرام، وإذا فرغ من ذلك يمرّ على نادٍ لقريش يقف عندهم قليلاً ليسلّم عليهم ويتحدّث معهم، وكان أعزّ فتىً في قريش قوّةً وفتوّةً، وأشدّهم شكيمةً، فلمّا مرّ بالمولاة، قالت له: يا أبا عمارة، لو رأيتَ ما لقيَ ابن أخيك محمّد آنفاً من أبي جهل الحكم بن هشام! وجدَه هنا جالساً، فآذاه، وسبّه، وبلغ منه ما يكره، ثمّ انصرف عنه ولم يكلّمه محمّد.

فخرج حمزة يسعى، ولم يقف على أحد، متوعّداً لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به، فلمّا دخل الحرم نظر إليه جالساً في القوم، فأقبل نحوه، حتّى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها، فشجّ رأسه شجّةً منكرةً، ثمّ قال: أتشتمُه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ عليّ إن استطعت.

فقام رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل -خوفاً من تفاقم الأمر واتّساع المواجهة بين البيتين-: دعوا أبا عمارة.

فلمّا أعلن حمزة إسلامه، واتّباع دين ابن أخيه، وعرفت قريش الجِدّ في إعلانه، وأنّه سيمنعه، فعند ذلك كَفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقد عزّ الإسلام ومُنع بإسلام حمزة وامتنع[7].

بطولاته بين يدي النبيّ (صلّى الله عليه وآله)

في واقعة بدر
لم ينكفئ الحمزة (رضوان الله عليه) عن نصرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، والدفاع عنه وعن الإسلام، فقد ورد أنّه لمّا كانت وقعة بدر، فإنّ أوّل من برز من أبطال المشركين وصناديد قريش مبتدئين القتال: عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة، وابنه الوليد بن عتبة، ثمّ دعوا المسلمين إلى البراز، فبرز إليهم ثلاثة فتيان من الأنصار، فقال لهم المشركون -بعدما انتسبوا-: ارجعوا فما لنا بكم حاجة. ثمّ نادى مناديهم: يا محمّد، أَخرِج إلينا أكفّاءنا من قومنا.

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "يا عبيدة بن الحارث، ويا عمُّ حمزة، ويا عليّ بن أبي طالب، قوموا فقاتلوا بحقّكم الذي بعث الله به نبيّكم، إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله". فبرزوا.

فقال عتبة: تكلّموا حتّى نعرفكم فإن كنتم أكفّاءنا، وكان عليهم البيض [ما يغطّي الرأس لحمايته، كالخوذة اليوم] فلم يعرفوهم، فقال حمزة: أنا حمزة بن عبد المطّلب، أسد الله وأسد رسوله، فقال عتبة: كفؤ كريم، وأنا أسد الأحلاف.

ثمّ قال: ومن معك؟ قال: هذا عليّ بن أبي طالب، وهذا عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب. قال عتبة: كفؤان كريمان.

ثمّ برز الإمام عليّ (عليه السلام) إلى الوليد بن عتبة، وكانا أصغر القوم سنّاً، وبارز عبيدة شيبة وهما أسنّ القوم، وبارز حمزة عتبة وهما أوسط القوم سنّاً، وكان عمر حمزة حينذاك سبعاً وخمسين عاماً، فتضاربا بالسيفين حتّى انثلما، واعتنقا، فصاح المسلمون: يا عليّ، أدرك عمّك، وكان حمزة أطول من عتبة، فقال عليّ (عليه السلام): يا عمّ، طأطئ رأسك، فأدخل حمزة رأسه في صدر عتبة، فضرب عليّ (عليه السلام) عتبة، فقتله[8].

قال ابن الأثير في كتاب "أسد الغابة": "وكان حمزة يعلّم في الحرب بريشة نعامة، وقاتل يوم بدر بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بسيفين. وقال بعض أسارى الكفّار (وهو أميّة): مَن الرجل المعلّم بريشة نعامة؟
قالوا: حمزة. قال: ذاك فعل بنا الأفاعيل"[9].

في أُحُد
وعندما خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى أُحد، كان حمزة بن عبد المطلب متقدّماً بين يديه. وقاتل مقاتلة الأبطال، وأبلى بلاءً حسناً.

وقد أمعن في الناس حمزة بن عبد المطّلب، وعليّ بن أبي طالب، وأبو دجانة سماك بن خرشة[10]، في رجال من المجاهدين الصامدين، وقتلوا صناديد وأبطال قريش، وبان الانكسار في صفوف المشركين، ولكن بمخالفة بعض من عيّنهم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من الرماة في فتحة الجبل، ونزولهم لجمع السلب، انقلبت الدائرة على جيوش المسلمين.

وورد أنّه كان يقاتل في واقعة أحد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسيفين، وهو يقول: "أنا أسد الله"، وجعل يقبل ويدبر، ويقتل كلّ من تقدّم إليه.
 
استشهاده
استشهد الحمزة (رضوان الله عليه) في معركة أحد، وكان قد قتل ما يقرب من ثلاثين مشركاً، وكان مقتله على يد وحشيّ بن حرب، وهو عبد حبشيّ يرمي بالحربة قلّما يخطئ، ولم تكن العرب تعرف ذلك، بل هو مخصوص بالحبشة.

وقد ذكر في كتب السير والتاريخ أنّ "وحشيّاً" كان عبداً لابنة الحارث بن عامر، قالت له ابنة الحارث قبل خروجهم إلى أُحد: إنّ أبي قُتل يوم بدر، فإن أنت قتلتَ أحد الثلاثة، فأنت حرّ: محمّداً، أو عليّ بن أبي طالب، أو حمزة بن عبد المطّلب، فإنّي لا أرى في القوم كفؤاً لأبي غيرهم.

فقال وحشي: أمّا محمّد فقد علمت أنّي لا أقدر عليه، وإنّ أصحابه محيطين به ولن يُسلموه، وأمّا حمزة فوالله، لو وجدته نائماً ما أيقظته من هيبته، وأمّا عليّ فألتمسه. وقال: فكنتُ يوم أحد ألتمس عليّاً، فبينما أنا في طلبه إذ طلع عَليّ، فإذا هو رجلٌ حذِرٌ مرسٌ كثير الالتفات. فقلت: ما هذا بصاحبي الذي ألتمسه.

وإذ رأيت حمزة يفري الناس فرياً، وما يلقى شيئاً يمرّ به إلّا قتله، فكمنتُ له إلى صخرة (...)، فهززت حربتي حتّى رضيت منها، فضربته بها في خاصرته (...) وكرّ عليه طائفة من أصحابه، فأسمعهم ينادونه ويقولون: أبا عمارة، أبا عمارة، فلا يجيبهم، فقلت: لقد مات الرجل..."[11].

قال ابن الأثير: "ووقعت هند [بنت عتبة] وصواحباتها على القتلى يمثّلن بهم، واتّخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خَدَماً [جمع خَدَمَة وهو الخلخال] وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وحشيّاً، وبقرت عن كبد حمزة فأكلتها فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها"[12].

وبعد أن ألقت الحرب أوزارها، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "التمسوا حمزة"، فبعث أحد أصحابه يلتمسه، فلم يعد لمّا رأى حمزة بتلك الحالة من التمثيل، ثمّ بعث آخر وآخر، وكلّ من يذهب ويشاهده بهذه الحالة لم يعد إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليخبره، فلمّا استبطأهم قام، وقال: أنا ألتمسه بنفسي. فلمّا شاهده وهو مطروح ببطن الوادي وقد مُثّل به شرّ تمثيل، بكى (صلّى الله عليه وآله)، ثمّ قال له مخاطباً: "لن أُصاب بمثلك أبداً، ما وقفتُ موقفاً قطّ أغيظ عليّ من هذا الموقف"[13].
ورثاه بقوله: "يا عمّ رسول الله، أسد الله وأسد رسوله، يا حمزة، يا فاعل الخيرات، يا حمزة، يا كاشف الكربات، يا حمزة، يا ذابّ، يا مانع عن وجه رسول الله"[14].

ما بعد شهادته
دفنه
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "دفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عمَّه حمزة في ثيابه بدمائه التي أُصيب فيها، وردَّاه النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بردائه، فقصُر عن رجليه، فدعا له بأذخر [نبات ذكيّ الرائحة] فطرحه عليه، فصلَّى عليه سبعين صلاة، وكبَّر عليه سبعين تكبيرة"[15].

نساء الانصار يبكين لحمزة
ولمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة، مرّ بدار من دور الأنصار، سمع البكاء والنوائح على شهيدهم فذرفت عيناه بالبكاء، وقال: حمزة لا بواكي عليه، فرجع سعد بن معاذ إلى دُور بني عبد الأشهل، فأمر نساء الأنصار أن يذهبن فيبكين على حمزة[16].

عبر ودروس
إنّ لنا في قراءة سيرة الحمزة (رضوان الله عليه) لعظيم الفائدة والدروس، بأن نتّخذه قدوةً لنا في الصلابة والثبات على موقف الحقّ والدفاع عنه، وفي نخوته التي جعلت منه رجلاً مقداماً لا يتزلزل مهما اشتدّ الوطيس، حتّى نعاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسيّد الشهداء، وإنّه للقب لو تعلمون عظيم.

السلام عليك يا عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،
السلام عليك يا خير الشهداء ، السلام عليك يا أسد الله وأسد رسوله،
أشهد أنّك قد جاهدت في الله -عزّ وجلّ-، وجُدت بنفسك، ونصحت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكنت فيما عند الله -سبحانه- راغباً.

 
[1]  ابن إسحاق، السير والمغازي (سيرة ابن إسحاق)، ج2، ص153.
[2]  الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج1، ص224.
[3]  الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 647.
[4]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج39، ص129.
[5]  التمهيد، ابن عبد البرّ، ج3، ص 234.
[6]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 22، ص 28.
[7]  انظر: بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 70، ص 285.
[8]  انظر: تاريخ الطبريّ، الطبريّ، ج 2، ص 148.
[9]  المصدر نفسه، ج 2، ص 127.
[10]  انظر: تاريخ الطبريّ، ج2، ص 196.
[11]  انظر: شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزليّ، ج 15، ص 11.
[12]  الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج2، ص 160.
 [13] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزليّ، ج15، ص 16.
[14]  السيرة الحلبيّة، الحلبيّ، ج 2، ص 534.
[15]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 20، ص 107.
[16]  المصدر نفسه، ج 20، ص 98.

19-06-2019 | 15-40 د | 2481 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net