الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق
بسم الله الرحمن الرحيم



ولد الإمام علي الرضا عليه السلام ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام في المدينة المنورة يوم الخميس الحادي عشر من ذي القعدة سنة 148 هجرية. أبوه الإمام موسى بن جعفر عليه السلام, وأمه خيزران, وقيل أن اسمها نجمة, أو تكتم وتكنى بأم البنين. وكان يكنى الإمام الرضا عليه السلام بابي الحسن, وقيل بابي الحسن الثاني, ومن أشهر ألقابه الرضا والرضي.

وقد بقي عليه السلام قبل توليه الإمامة مع أبيه أثناء ولايته ما يزيد عن ثلاثين عاما, عاين خلالها فترة سياسية من اشد المراحل حساسية ودقة, فقد شهد خلافة هارون الرشيد الذي كان من أظلم حكام بني العباس على أئمة أهل البيت عليه السلام, وعاين ما شهده والده الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام من تعذيب ومحاصرة, انتهت بدس السم له بعد سجنه ما يزيد عن احد عشر عاما, ثم إلقاء جثمانه المقدس على جسر الرصافة في بغداد.

وقد نص الإمام الكاظم عليه السلام على إمامة الرضا عليه السلام من بعده بعدة روايات نذكر واحدة منها: فقد روى محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: دخلت على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وقد اشتكى شكاية شديدة ( أي في مرض وفاته). فقلت له: إن كان ما أسأل الله أن لا يريناه, فإلى من؟ قال عليه السلام: إلى علي ابني وكتابه كتابي وهو وصيي وخليفتي من بعدي.

استلم الإمام الرضا عليه السلام منصب الإمامة الفعلية في ظروف صعبة وأحداث مريرة, واجه خلالها مشكلة الواقفة الذين شكلوا خطرا على قضية الإمامة بادعائهم توقفها عند الإمام الكاظم عليه السلام, فأنكروا إمامة الرضا عليه السلام, فكاتبهم, فلم يرتدعوا, وكان السبب الحقيقي لاتخاذهم هذا الموقف هو طمعهم بالأموال الشرعية التي كانوا وكلاء عليها من قبل الإمام الكاظم عليه السلام, ولذلك لم يلبث أن ظهرت حقيقتهم إلى العراء ورجع أكثرهم إلى الحق.

وأما مدة إمامته, فقد قضى منها حوالي ثمانية عشر عاما في المدينة المنورة, وسنتين في خراسان بعد أن استدعاه المأمون إليها قهرا.

كما شهد الإمام الرضا عليه السلام النزاع السياسي وما نتج عنه من حرب دموية بين الأمين والمأمون ولدي هارون الرشيد على وراثة الخلافة العباسية, وما كان لتلك الفترة من انعكاسات قوية على نهج أهل بيت العصمة عليهم السلام, فقد حاول كلا طرفي النزاع استمالة أنصار الإمام إلى جانبه للقتال معه واعدا إياهم بالقرب منه, ما اقتضى دورا استثنائيا تصدى له الإمام الرضا عليه السلام بقوة وحكمة واستطاع من خلاله الحفاظ على أنصاره وأتباعه, وذلك من اجل صيانة هذه الرسالة وحفظ معالمها من التشويه أو الاندثار.

عرف الإمام الرضا عليه السلام بملازمة كتاب الله, فكان يختمه في ثلاثة أيام, وكان دائم التهجد والدعاء كسيرة آبائه الكرام, ورغم وفرة الأموال التي كانت تحت يده, فقد جسّد في حياته العامة والخاصة المثال الأعلى والنموذج الفريد في الزهد والتواضع والإخلاص. كما كان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء.

وكان في المدينة المنورة يجلس مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن نيف وعشرين عاما فيعلم الناس ويزكيهم, ويجيب على مسائلهم ويستفتونه في شؤون حياتهم كافة ويحل لهم المعضلات, حتى شهد له القاصي والداني بعلمه وعبادته وفضله على كل أهل زمانه.

وكان المسلمون يقصدون المدينة المنورة من كل حدب وصوب ليتلقوا علوم ومعارف أهل البيت عليهم السلام على يدي وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علما وعبادة وحكمة. وقد زخرت كتب الرجال بأسماء الكثيرين من هؤلاء التلامذة الثقاة, كما زخرت كتب الحديث بمروياتهم عن الإمام الرضا عليه السلام.

وكان عليه السلام حصنا يرد عن الدين شبهات الزنادقة وأضاليل الغلاة, كما كانت له مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام, تركت أثرا طيبا في تدعيم الدين وتثبيت قواعد الشريعة وأصول التوحيد.
وعلى كل حال, فإن الظروف السياسية التي شهدتها المرحلة آنذاك لا سيما الصراع الذي مني به الأمين والمأمون على وراثة الخلافة العباسية وتلهي الحكام والولاة عن أتباع أئمة أهل البيت عليهم السلام, أفسح المجال أمامهم لقيادة حركة علمية واجتماعية وللتواصل مع القواعد الشعبية في أرجاء العالم الإسلامي كافة, وشكل ذلك خطرا كان يتعاظم بقوة, ما دعا المأمون فور انتصاره على الأمين وسقوط بغداد بيده, إلى أن يتفرغ للقضاء على الصحوة التي أحدثها الإمام الرضا عليه السلام, فأراد إبعاده عن شيعته ومحبيه وإبقائه قريبا منه تحت النظر والمراقبة, فاستدعاه إلى خرسان واجبره على الذهاب إليها والبقاء فيها, وعرض عليه ولاية العهد من بعده للتخفيف من احتقان الساحة ضده. ولكن من الواضح أن خطة المأمون باءت بالفشل ولم يستطيع أن يحقق شيئا من أهدافه التي رسمها. بل بفضل حكمة الإمام, تحول مجيئه إلى طوس إلى هم إضافي للمأمون, إذ كان حضور الإمام يشتد يوما بعد يوم, ويزداد تأثيره حتى داخل القصر العباسي, وأضحت طوس محجة يقصدها المحبون والموالون للجلوس بين يدي الإمام لينهلوا من مدرسة العصمة الطاهرة, حتى فاق عددهم أعداد العباسيين وغلب وجودهم عليهم, ما اشعر المأمون بخطرهم فأمر أتباعه أن يلبسوا لباسهم ويتزيوا بزيهم حتى لا تظهر كثرتهم.

ولكن هذا الظهور الكبير للإمام عليه السلام جعل المأمون يعتقد بخطئه عندما أقدم على استقدام الرضا عليه السلام من المدينة المنورة إلى بلاد طوس, ووجد نفسه محاصرا بشخصية لا يمكنه إلا الإذعان لها, ما دعاه إلى أن ينتهج نهج أسلافه الطغاة في القضاء على أئمة الهدى, فقرر التخلص من الإمام الرضا عليه السلام, فما كان منه إلا أن دس له السم في عصير الرمان وسقاه إياه, فما لبث أن استشهد بعد يومين من ذلك في قرية يقال لها سنا آباد, مخلفا من بعده ولده الإمام محمد الجواد عليه السلام, وذلك عن عمر ناهز الخمسة والخمسين عاما, ودفن في طوس في مدينة مشهد المقدس, ومقامه اليوم معروف ومشهور, يقصده الزائرون من أرجاء الأرض كافة للتوسل والاستشفاع به.

13-10-2010 | 07-48 د | 1626 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net