الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أركان الإيمان
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


عنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «الإيمانُ أربعةُ أركان: التوكّلُ على الله، والرضا بقضاءِ الله، والتسليمُ لأمرِ الله، والتفويضُ إلى الله»[1].

الإيمانُ هو معرفةٌ بالقلب، ولكنّها لا بدّ من أنْ تترافقَ مع القولِ والعمل، فعن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «الإيمانُ معرفةٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان»[2].

وهذا الإيمانُ -بحسبِ المرويِّ في هذه الرواية- يتعلّقُ بأمورٍ أربع، هي أركانٌ فيه، وهي:

1. التوكُّل: وهو اعتمادُ القلبِ في جميعِ الأمورِ على الله؛ أي أنْ يُحيلَ العبدُ جميعَ أمورِه على الله، بأنْ يعتقدَ اعتقاداً جازماً بأنّه لا فاعلَ إلّا الله، وأنّه لا حولَ ولا قوّةً إلّا بالله، وأنّ له تمامَ العلمِ والقدرةِ على كفايةِ العباد.

عن الإمامِ الرضا (عليه السلام): «للتوكُّلِ درجاتٌ، منها أنْ تثقَ به في أمرِكَ كلِّه فيما فعلَ بك، فما فعلَ بكَ كنتَ راضياً، وتعلمَ أنّه لم يألُكَ خيراً ونظراً، وتعلمَ أنّ الحكمَ في ذلك له»[3].

وفي الروايةِ أنّ النمرودَ أمرَ بجمعِ الحطب، ولمّا أمرَ بإبراهيمَ فرمَوه إلى النار، تلقّاه جبرئيلُ في الهواء، فقال: «هل لكَ مِن حاجة؟» فقال: «أمّا إليكَ فلا! حسبِيَ اللهُ ونِعْمَ الوكيل»، فاستقبَلَهُ ميكائيل، فقال: «إنْ أردتَ أخمدْتُ النار، فإنّ خزائنَ الأمطارِ والمياهِ بيدي؟» فقال: «لا أريد!» وأتاه مَلَكُ الريح فقال: «لو شئتَ طيّرتُ النار؟» قال: «لا أريد!» فقال جبرئيل: «فاسألِ الله»، فقال: «حسبِيَ مِن سؤالي عِلمُه بحالي»[4].

2. الرضا: وهو تركُ الاعتراضِ والسَخَطِ باطناً وظاهراً، قولاً وفعلاً، وهو من ثمراتِ المحبّةِ ولوازمِها؛ إذِ المحبُّ يستحسنُ كلّ ما يصدرُ عن محبوبِه، وصاحبُ الرضا يستوي عنده الفقرُ والغنى، والراحةُ والعناء، والبقاءُ والفناء، والعزُّ والذلّ، والصِحّةُ والمرض، والموتُ والحياة.

ومن علاماتِ الرضا أنْ لا يقولَ الإنسانُ: «لو كانَ غيرَ ذلك»، فعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «لم يكنْ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآلِه) يقولُ لشيءٍ قد مضى، لو كان غيرَه»[5].

3. التسليم: فالتّسليمُ -كما يشرحُه الإمامُ الخمينيُّ (قُدّسَ سرُّه) هو «الانقيادُ الباطنيُّ والاعتقادُ القلبيُّ في مقابلِ الحقّ، وهو ثمرةُ سلامةِ النّفسِ من العيوب، وخلوُّها من الملكاتِ الخبيثة»، وحقيقتُه انعدامُ إرادةِ العبدِ أمامَ إرادةِ الخالق»، وعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «إذا قالَ العبد: لا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ للملائكة: استسلمَ عبدي، اقضوا حاجتَه»[6].

وعن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله): «يا عِبادَ اللَّهِ! أنتُم كالمَرضى ورَبُّ العالَمِينَ كالطَّبِيبِ، فَصَلاحُ المَرضى فيما يَعلَمُهُ الطَّبيبُ وتَدبِيرُهُ بهِ، لا فيما يَشتَهِيهِ المَريضُ ويَقتَرِحُهُ، ألا فَسَلِّمُوا للَّهِ أمرَهُ تكونُوا مِنَ الفائزِينَ».

4. التفويض: التفويضُ هو الردُّ إلى اللهِ عزَّ وجلّ، وحالُ العبدِ حينئذٍ حالُ مَن هو أعزلُ يعلمُ أنّ أيَّ أمرٍ لا يرجعُ إليه، وشبيهُ ذلك ما ذكرَهُ العلّامةُ النراقيُّ في (جامع السعادات): «أنْ يكونَ بين يدَيِ اللهِ في حركاتِه وسكناتِه مثلَ الميّتِ بين يدَيِ الغاسل، بأنْ يرى نفسَه ميّتاً، وتحرِّكُهُ القدرةُ الأزليّةُ، كما يُحرِّكُ الغاسلُ الميّت»[7]. قال تعالى: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾[8].

ختاماً، نباركُ لصاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه)، ولوليِّ أمرِ المسلمينَ وللمجاهدينَ جميعاً ذكرى ولادةِ الإمامِ عليِّ بنِ موسى الرضا (عليه السلام).


[1] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص445.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 227، ص508.
[3] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص443.
[4] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج‏68، ص156.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص63.
[6] البرقيّ، المحاسن، ج‏1، ص42.
[7] العلّامة النراقيّ، جامع السعادات، ج3، ص180.
[8] سورة غافر، الآية 44.

09-06-2022 | 14-13 د | 551 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net