الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أُوْلِي الأَمْرِ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عنْ سيّدِ الشهداءِ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام): «ما الإمامُ إلّا العاملُ بالكتاب، والآخذُ بالقسط، والدّائنُ بالحقّ، والحابسُ نفْسَهُ على ذاتِ الله»[1].

لقدْ حدَّدَ الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) معالمَ ثورتِه والشعاراتِ التي قامتْ على أساسِها نهضتُه، وذلك من خلالِ كلماتِه التي كان يعلنُ بها في مواقفَ شتّى من حينِ خروجِه من المدينةِ المنورةِ إلى مكّةَ ومنها إلى كربلاء، وأرادَ بذلكَ تصحيحَ بعضِ المفاهيمِ المغلوطةِ في أذهانِ الناسِ آنذاك، ومن تلك المفاهيمِ الصورةُ الخاطئةُ حولَ الإمامِ الذي يأتمُّ الناسُ به ويتبعونَه أو خليفةِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآلِه) الذي يقودُ الناسَ إلى هداهُم وما فيه مصلحةُ دنياهم وأخراهم.

فحدَّدَ الإمامُ صفاتٍ أربعٍ في كلامِه أعلاه:

1. العاملُ بالكتاب:
وفي كلامٍ للإمامِ الحسينِ (عليه السلام) خطَبَ به أمامَ معاويةَ بنِ أبي سفيان، مؤكِّداً على مرجعيّةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) في معرفةِ الكتاب، يقولُ (عليه السلام): «نحن حزبُ اللهِ الغالبون، وعترةُ رسولِ اللهِ الأقربون، وأهلُ بيتِه الطيِّبون، وأحدُ الثِقْلَينِ اللذَينِ خلّفَهُما رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآلِه) في أمّته، والثاني كتابُ الله، فيه تفصيلُ كلِّ شيء، ﴿لا يأتيه الباطلُ من بينِ يدَيهِ ولا مِن خلفِه﴾[2]، فالمعوَّلُ علينا في تفسيرِه، لا نتظنّى تأويله، بل نتيقّنُ حقائقَه. فأطيعونا فإنّ طاعتَنا مفروضة؛ إذ كانت بطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ورسولِهِ مقرونة، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾[3]، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيل﴾[4]»[5].

2. الآخذُ بالقسط: والأخذُ بالعدلِ بمعنى المحافظةِ عليهِ بنحوٍ يكونُ بِهِ قوامَ كلِّ حكمٍ يصدرُ وكلِّ قانونٍ يُعمَلُ به، فيكونُ العدلُ مهيمناً تماماً على حركةِ الإمامِ الذي يسيرُ بالناس، سواءٌ لناحيةِ رعايةِ حكمِ اللهِ عزَّ وجلَّ أو لناحيةِ عدمِ العدوانِ على أحد، يقولُ (عليه السلام): «مَن رأى سُلطاناً جائراً مُستَحِلّاً لِحُرَمِ الله، ناكِثاً لعهدِه، مخالفاً لِسُنَّةِ رسولِ الله، يعملُ في عبادِ اللهِ بالإثمِ والعدوان، فلم يغيِّر ْعليهِ بفعلٍ ولا قول، كان حقّاً على الله أنْ يُدخِلَه مُدخَلَه»[6].

3. الدائنُ بالحقّ: فالإمامُ الحقُّ هو الذي يكونُ خاضعاً للحقِّ لا يخالفُه ولا يتأوَّلُه على غيرِ وجهِه، ثمَّ أقبلَ (عليه السلام) على الوليدِ وقال: «أيُّها النَّاس، إنَّكم إنْ تَتَّقوا اللهَ وتعرفوا الحقَّ لأهلِه يَكنْ أرضى لله، ونحنُ أهلُ بَيتِ محمَّدٍ أوْلَى بولايةِ هذا الأمرِ من هَؤلاءِ المدّعينَ ما ليس لهم، والسائرينَ بالجَورِ والعُدوان»[7].

4. الحابِسُ نفسَه على ذاتِ الله: ففي خطابِهِ (عليه السلام) لحاكمِ المدينةِ آنذاك، لمّا طالَبَهُ بالبيعة، قالَ (عليه السلام): «إنَّا أهلُ بيتِ النبوّة، ومعدِنُ الرسالة، ومختلَفُ الملائكة، بنا فَتحَ اللهُ وبنا يختم، ويزيدُ رجلٌ فاسقٌ، شَاربُ الخمر، قاتلُ النفسِ المحرَّمة، مُعلَنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايعُ مثلَه، ولكن نصبحُ وتصبحون، وننظُرُ وتنظرونَ أيَّنا أحَقُّ بالخلافة»[8].

أعظمَ اللهُ أجورَكم بذكرى حلولِ شهرِ محرَّمٍ الحرام، وكتبَ اللهُ لكُمُ أجرَ المشاركةِ في مجالسِ الحسينِ (عليه السلام).


[1] أبو مخنف الكوفيّ، وقعة الطفّ، ص96.
[2] سورة فُصّلت، الآية 42.
[3] سورة النساء، الآية 59.
[4] سورة النساء، الآية 83.
[5] الشيخ الطبرسيّ، الاحتجاج على أهل اللجاج، ج‏2، ص299.
[6] أبو مخنف الكوفيّ، وقعة الطف، ص172.
[7] الشيخ الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج‏1، ص448.
[8] السيّد ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص23.

28-07-2022 | 10-16 د | 325 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net