الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 869- 4 صفر 1431هـ الموافق 19 كانون ثاني 2010م
الجاذبية المعنوية للإمام الكاظم عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- شذرات من حياة الإمام الكاظم عليه السلام .
- جوانب من الجاذبية المعنوية للإمام عليه السلام .

الهدف:
التعرّف على جوانب من تأثير شخصية الإمام الكاظم عليه السلام على الآخرين.

تصدير الموضوع:
من وصايا الإمام الكاظم عليه السلام : أنه:"يَا بني، أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها، إذا أتاكم آتٍ، فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً، ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال: إِني لم أَقُلْ شيئاً، فَاقبلُوا عُذرَه".

1- شذرات من حياة الإمام موسى الكاظم عليه السلام
هو سابع أئمة أهل البيت عليه السلام ، ووالده الإمام أبو عبدا لله جعفر الصادق عليه السلام ، اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً في نسبها فقيل أنها أندلسية، وقيل إنّها رومية، وقيل إنها من أجلّ بيوت الأعاجم 1، وكانت السيدة حميدة تعامل في بيتها معاملة كريمة، فكانت موضع عناية وتقدير عند جميع العلويات، كما أن الإمام الصادق عليه السلام كان يغدق عليها بمعروفه، ويثني عليها فقال فيها:"حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى أديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي"، كانت ولادته في سنة (128 هـ) وقيل سنة (129 هـ) وذلك في أيام حكم عبد الملك بن مروان، وقال الإمام الصادق عليه السلام حين ولادته بعد أن أذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى مخاطباً أصحابه:"قد وهب الله لي غلاماً، وهو خير من برأ الله".

من كناه أبو الحسن الأول، أبو الحسن الماضي، أبو إبراهيم، ومن ألقابه العبد الصالح: ولقب بالعبد الصالح لاجتهاده في العبادة والطاعة، وقد عرف بهذا اللقب عند رواة الحديث فكان الراوي عنه يقول: حدثني"العبد الصالح، ولقّب بالكاظم لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في السجن، يقول ابن الأثير:"انه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالإحسان"2.

الجاذبية المعنوية للإمام الكاظم عليه السلام : يمتاز أئمة أهل البيت عليه السلام بعلاقتهم الحسنة وتأثيرهم الإيجابي على كل من حولهم من الأصدقاء وغيرهم، وما ذلك إلا للخلق العظيم الذي تتسم به كل مواقفهم وعلاقتهم بالآخر، ويكثر في سيرة الإمام الكاظم عليه السلام .

2- المشاهدات التي تبرز فيها الجاذبية المعنوية للإمام الكاظم عليه السلام تجاه الآخرين منها
أ- حلم الإمام الكاظم عليه السلام وصبره
الحِلم من أبرز صفات الإمام عليه السلام ، يقول الرواة: أنه عليه السلام كان يعفو عمن أساء إليه، ويصفح عمن اعتدى عليه، وذكر الرواة بَوادِر كثيرة من حلمه كان منها: أَن رجلاً كان يسيء للإمام عليه السلام ويسبُ جَدّه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فأراد بعض شيعة الإمام عليه السلام تأديبه، فَنَهَاهُم عن ذلك، ورأى أن يعالجه بغير ذلك. فسأل عليه السلام عن مكانه، فقيل له: إن له ضيعة في بعض نواحي المدينة المنورة، وهو يزرع فيها، فركب الإمام عليه السلام بَغلَته، ومضى متنكّراً إليه، فأقبل نحوه، فصاح به الرجل: لا تَطأْ زرعنا، فلم يحفل به الإمام عليه السلام إذ لم يجد طريقا يسلكه غير ذلك، ولما انتهى إليه قابله الإمام عليه السلام بِبَسَمات فَيّاضة بالبشر قائلاً له:"كم غرمت في زرعك هذا"؟ فقال: مائة دينار،فقال الإمام عليه السلام :"كم ترجو أن تصيبَ منه"؟ فقال: أنا لا أعلم الغيب، فقال الإمام عليه السلام :"إنما قلت لك: كَمْ ترجو أن يجيئَكَ منه"؟

فقال: أرجو أن يجيئَني منه مائتا دينار،فأعطاه سَلِيلُ النبوةِ ثلاثَ مِائة دينار وقال: هذه لك وزرعك على حاله.

فانقلب الرجل رأساً على عَقِب، وخَجل على ما فَرّط في حقّ الإمام عليه السلام ثم انصرف الإمام عليه السلام عنه وقصد الجامع النبوي، فوجد الرجل قد سبقه، فلما رأى الإمام عليه السلام قام إليه، وهو يهتف بين الناس: الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء.

ب- قضاء حوائج الناس
باب الحوائج: أكثر ألقاب الإمام ذكراً، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً، باب الحوائج، فهذا شيخ الحنابلة أبو علي الخلال يقول:"ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلا سهّل الله تعالى لي ما أحبو" وقال الإمام الشافعي:"قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب" 3.

ج- مشاهدات في سجن الإمام الكاظم عليه السلام
- السجين المتفرّغ للعبادة: ألقى أزلام الخليفة القبض على الإمام الكاظم عليه السلام ، وأرسلوه مُقيداً إلى البصرة، وقد وَكّل حسان السري بحراسته، فحبسه في بيت من بيوت المحبس، وأقفل عليه أبواب السجن، وكان عيسى لا يفتحها إلا في حالتين، إحداهما خروجه عليه السلام إلى الطهور، والأخرى لإدخال الطعام إليه عليه السلام ،أقبل الإمام عليه السلام على العبادة والطاعة، فكان يصوم في النهار ويقوم في الليل، ويقضي عامة وقته في الصلاة، والسجود، والدعاء، وقراءة القرآن.واعتبرَ تَفرّغَه للعبادة من نِعَم الله تعالى عليه، فكما يقول عليه السلام :"اللَّهم إنك تعلمُ أني كنتُ أسألك أن تُفرِّغَني لعبادتك، اللَّهُم وقد فعلتَ، فَلَكَ الحمد".

- السجّان يشهد بسموّ فضائله وسماحته: أوعز هارون الرشيد إلى عيسى بن جعفر عامِلهُ على البصرة باغتيال الإمام عليه السلام ، وثقل الأمر على عيسى، فاستشار خَوَاصّه بذلك، فمنعوه وخَوّفوه من عاقبة الأمر، فاستجابَ لهم، ورفع رسالة إلى هارون، جاء فيها:"يا أمير المؤمنين، كُتِب إليّ في هذا الرجل، وقد اختبرتُه طولَ مَقامِه بِمَن حبستُهُ مَعه عَيْناً عليه، لينظروا حيلته وأمره وطويته، ممن له المعرفة والدراية، ويجري من الإنسان مجرى الدم فلم يكن منه سُوءٌ قط، ولم يذكر أمير المؤمنين إلا بخير، ولم يكن عنده تَطلّع إلى ولاية، ولا خروج"، ودلّت هذه الرسالة على خوف عيسى من الإقدام على اغتيال الإمام عليه السلام ، وقد بقي في سجنه سنة كاملة.

- في سجن في بغداد: واستجاب الرشيد لطلب عامله عيسى، فأمره بحمل الإمام عليه السلام إلى بغداد، ولما انتهى إليها أمر الرشيد بحبسه عليه السلام عند الفضل بن الربيع، فأخذه الفضل وحبسه في بيته، ولم يحبسه في السجون العامة، وذلك لسموّ مكانة الإمام عليه السلام ، وعظم شخصيته، فخاف من حدوث الفتنة واضطراب الرأي العام. اقبل الإمام عليه السلام على العبادة والطاعة ,وقد بهر الفضل بعبادته، فقد روى عبدا لله القزويني قال: دخلتُ على الفضل بن الربيع، وهو جالس على سطح داره فقال لي: أُدنُ مني، فَدنوتُ حتى حَاذَيتُه، ثم قال لي: اشرفْ على الدار،فأشرفتُ على الدار، فقال لي الفضل: ما ترى في البيت؟

فقلت: أرى ثوباً مطروحاً، قال الفضل: انظر حسناً، فنظرتُ مليّاً فقلتُ: رجل ساجد، فقال الفضل: هل تعرفه؟ فقلتُ: لا، فقال: هذا مولاك، فقلت: من مولاي؟ فقال: تتجاهلُ عَلَيّ؟ فقلت: ما أتجاهل، ولكن لا أعرف لي مولى، فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر.وكان عبد الله ممن يدين بإمامته عليه السلام ، وأخذ الفضل يحدثني عن عبادته قائلاً: إني أَتَفَقّده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أُخبِرُك بها: إنه يصلي الفجر، فَيُعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس 4.

قاتل الإمام يخشاه: ذهب أكثر المؤرخين إلى أن الرشيد أوعز إلى السندي بن شاهك بقتل الإمام عليه السلام ، فعمد السندي إلى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي"زد على ذلك" فرمقه الإمام بطرفه وقال له:"حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه". يقول الراوي: ولم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الإمام عليه السلام ومقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قطّ في فضله ونسكه فانبرى إلينا وقال لنا:"أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر،غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات، واني اصفر غداً وبعد غد أموت". ولمّا سمع السندي ذلك انهارت قواه واضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة "5.


1-الأنوار البهية: 152.
2-مختصر تأريخ العرب: 209.
3-تحفة العالم: 2 - 20.
4-سلسلة أعلام الهداية، ج:8.
5-روضة الواعظين: 1-260.

12-03-2010 | 15-16 د | 3270 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net