أنتم -أيّها الشهود الصادقون والمذكِّرون بالعزم والإرادة الثابتة والصلبة- أسمى قدوةً لعباد الله المخلصين، حيث أثبتوا إطاعتهم وانقيادهم للحقّ تعالى بتضحيتهم بالدماء والأرواح، وجسّدوا حقيقة انتصار الدم على السيف، وغلبة إرادة الإنسان على الشيطان في ميدانَي الجهاد الأكبر مع النفس والجهاد الأصغر مع الخصم، ولم يشروا أنفسهم بثمن بخس، ليصبحوا ألعوبةً لزخارف الدنيا وبهارجها العابرة، بل ساوموا عليها بهمّة شامخة، فكان الباري جلّ وعلا هو المشتري لها، ليعطيَهم أجرهم غير منقوص، ويجعل حياتهم خالدة، وهذا منتهى آمال العاشقين والمشتاقين وغاية آمال العارفين، «يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم».
الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه)، صحيفة الإمام، ج20، ص36.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 25 شعبان 1416ه)