الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 865- 5 محرم1431هـ الموافق 22 كانون أول 2009م
عاشوراء مدرسة التوبة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- مفهوم التوبة، ومعنى التوبة النصوح.
- وجوب التوبة.
- شروط التوبة.
- دلالات توبة الحر بن يزيد الرياحي.

الهدف:
 التعرّف على مفهوم التوبة وشروطها، ودلالات توبة الحر بن يزيد الرياحي في كربلاء.

تصدير الموضوع:
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ: "إِذَا تَابَ العَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فَقُلْتُ: وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يُنْسى مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوب، ثُمَّ يُوحى إِلَى جَوَارِحِهِ: اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ وَ يُوحي إِلى بِقَاعِ الأَرْضِ: اكْتُمِي عَلَيْهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ. فَيَلْقَى الله حِيْنَ يَلْقَاهُ وَ لَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيِْه بِشَيْءٍ مٍنَ الذُّنُوبِ" 1.

مـدخـل
التوبة باب الله الآمن، الذي فتحه الله إلى ساحة عفوه "إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة"2 .

وهي دعوة ربانية مفتوحة وموجّهة لكل المذنبين في الأرض، والمذنبون جميعاً مدعوون لقبول هذه الضيافة الإلهية، من أجل أن يضعوا حداً لفسادهم وغيَّهم وتساقطهم وراء الملذات الدنيوية الرخيصة، وأن لا ييأسوا من رحمة الله. يقول تعالى: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم 3.

1- معنى التوبة
التوبة لغةً تعني الرجوع والإنابة، يُقال: تاب فلان أي رجع عن ذنبه فهو تائب 4، مادة "توب".. وقد عرَّفها علماء الأخلاق: "بأنها ترك المعاصي في الحال، والعزم على الابتعاد عنها في الاستقبال، وتدارك ما سبق من التقصير في حق الله وحقوق الآخرين".

وقال الإمام الخميني قدس سره: "التوبة من المنازل المهمة الصعبة، وهي عبارة عن الرجوع عن عالم المادة إلى روحانية النفس، بعد أن حُجبت هذه الروحانية ونور الفطرة بغشاوات ظلمانية من جراء الذنوب والمعاصي" 5.

2- التوبة النصوح وآثارها
سُأل الإمام الصادق عليه السلام عن معنى قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً)، فقال: "يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه"6 .

وعن أبي بصير قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام : "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" قال: هو الذنب (أي التوبة من الذنوب) الذي لا يعود فيه أبداً، قلت وأيّنا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد إن الله يحبُّ من عباده المفتتن التواب".

وعن معاوية ابن وهب قال: "سمعت أبي عبد الله الصادق عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبَّه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب" 7.

3- وجوب التوبة
فتوى الفقهاء: ما ورد في تحرير الوسيلة للإمام الخميني: "من الواجبات التوبة من الذنب، فلو ارتكب حراماً أو ترك واجباً تجب التوبة فوراً، ومع عدم ظهورها منه أمره بها، وكذا لو شك في توبته، وهذا غير الأمر والنهي بالنسبة إلى سائر المعاصي، فلو شك في كونه مقصِّراً أو علم بعدمه لا يجب الإنكار بالنسبة إلى تلك المعصية، لكن يجب بالنسبة إلى ترك التوبة" 8.

وتؤكّد الروايات على وجوب التوبة على الجميع، قال الإمام الصادق عليه السلام : "التوبة حبل الله ومدد عنايته، ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال، وكل فرقة من العباد لهم توبة، فتوبة الأنبياء من اضطراب السر، وتوبة الأولياء من تلوين الخطرات، وتوبة الأصفياء من التنفيس، وتوبة الخاص من الاشتغال بغير الله تعالى، وتوبة العام من الذنوب" 9.

4- شروط التوبة
رُوِيَ فِي نَهْجِ البَلاَغَةِ أَنَّ قَائِلاً قَالَ بِحَضْرَتِهِ عليه السلام : أَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَقَالَ لَهُ: "ثَكِلَتْك أُمُّكَ أَتَدْرِي مَا الاستغفارُ؟ إنَّ الاسْتِغْفَارَ دَرَجَةُ العِليِّينَ وَهُوَ اسمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى. الثَّانِي العَزْمُ عَلَى تَرْكِ العَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً. والثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى المَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَي اللهَ سُبْحَانَهُ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ. الرَّابعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا. والخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُدِيبَهُ بِالأَحْزَانِ حَتّى تُلْصِقَ الجِلْدَ بِالعَظْمِ وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ. والسّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ المَعْصِيَةِ فَعِنْدَ ذلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ"10 .

يقول الإمام الخميني في شرحه لهذا الحديث: يشتمل هذا الحديث الشريف على ركنين من أركان التوبة هما: الندامة والعزم على العودة، وعلى شرطين مهمين للقبول: هما إرجاع حقوق المخلوق لأهلها ورد حقوق الخالق لله سبحانه. ولا تقبل التوبة من الإنسان بقوله أستغفر الله. إن على الإنسان التائب أن يردَّ كل ما أخذه من الناس من دون حق إلى أصحابه وإذا وجد حقوقاً أخرى للناس في ذمته واستطاع أن يؤديها إلى أصحابها أو يطلب السماح منهم، يجب أن لا يتوان في ذلك. وأن يقضي كل الفرائض الإلهية أو يؤديها. وإذا تعذر عليه إنجاز ذلك أدّى المقدار الميسور منه 11.

5- كربلاء ساحة الشهادة والإنابة
بعد نداءات الإمام الحسين عليه السلام ، وإلقائه الحجة على جيش الأعداء، تأثّر الحر بن يزيد الرياحي بكلمات الإمام عليه السلام ، وبدأ الشعور بالندم يتأجّج في داخله. وراح يدنو بفرسه من معسكر الإمام الحسين عليه السلام تارة ويعود إلى موقفه أخرى، وعندما سأل عن السبب في ذلك قال: "والله إني أخيّر نفسي بين الجنة والنار، وبين الدنيا والآخرة ولا ينبغي لعاقل أن يختار على الآخرة والجنة شيئاً" وفي رواية أخرى قال: "والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو أحرقت" .ثم ضرب جواده نحو الحسين، منكّساً رمحه قالباً ترسه، وقد طأطأ برأسه حياء من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما أتى إليهم وجعجع بهم. رافعاً صوته: "اللهم إليك أنيب فتب عليّ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك، يا أبا عبد الله إني تائب فهل لي من توبة". فقال الحسين عليه السلام : نعم يتوب الله عليك وهو التواب الرحيم، فسرّه قوله وتيقن الحياة الأبدية والنعيم الدائم، وفي رواية قال الحر للحسين عليه السلام : "والله لا أرى لنفسي توبة إلا بالقتال بين يديك حتى أموت دونك ثم مضى إلى الحرب حتى استشهد" .


1-أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان و الكفر، باب التوبة، ح 1.
2-الصحيفة السجادية / مناجاة التائبين.
3-سورة الزمر / 52.
4-المعجم الوسيط / ج 1.
5- الأربعون حديثاً / الإمام الخميني } / ص 257.
6- أصول الكافي / ج 2، ص 432.
7-أصول الكافي / ج2، ص 430.
8-تحرير الوسيلة / ج 1، مسألة (5).
9-بحار الأنوار/ج6/ص31.
10- نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم 417.
11- الأربعون حديثاً، الحديث17.

12-03-2010 | 15-35 د | 3729 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net