الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:940-27جمادى الثانية 1432 هـ الموافق 31 أيار 2011م
الإمام الباقر عليه السلام مربّي الأمّة ومعلِّمها

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع ألرئيسة:
1 ـ خامس الشموس
2 ـ باقر العلوم
3 ـ معلّم الأمة ومؤدبها

الهدف:
تسليط الضوء على بعضٍ من فضل الإمام محمد بن علي الباقر ، على الأمة علماً وأدباً، وبعض شهادات القوم في ذلكز

تصدير الموضوع:
عبد الله بن عطاء المكي: "ما رأيت العلماء عند أحدٍ قطّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين" 1.

خامس الشموس:
الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، خامس أئمة المسلمين وخلفاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . ولد في المدينة المنورة يوم الجمعة غرّة شهر رجب عام سبعة وخمسين من الهجرة المباركة، واستشهد سنة مائة وأربع عشرة، فأتم من عمره الشريف سبعاً وخمسين سنة.

أمُّه أم عبد الله فاطمة بنت الحسن (المجتبى)
عاش مع جدّه الحسين أربعة أعوام، ومع أبيه تسعة وثلاثين عاماً، وبعد أبيه ثمانية عشر عاماً. كان في أيام إمامته بقية ملك عبد الملك بن مروان، وملك سليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك من الحكام الأمويين .


وفي النصّ على إمامته يذكر عثمان بن خالج أنّ الإمام عليَّ بن الحسين، لمّا مرض مرضه الذي استشهد فيه، جمع أولاده محمداً والحسن وعبد الله وعُمرَ وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمد وكنّاه الباقر، وجعل أمرهم إليه 3.

باقر العلوم:يُفهم من الأحاديث الشريفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبنائه من الأئمة المعصومين عليه السلام ، أنّ الإمام عليه السلام سُمّي بالباقر من قبل النبي صلى الله عليه واله وسلم . ففي الرواية عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال له:"يا جابر، إنّك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف في التوراة بالباقر. فإذا لقيته، فاقرئه مني السلام. فدخل جابر إلى علي بن الحسين ، فوجد محمد بن علي  عنده غلاماً، فقال له: يا غلام، أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. فقال جابر: شمايل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وربّ الكعبة؛ ثم أقبل على علي بن الحسين، فقال له: من هذا؟ قال: ابني وصاحب الأمر بعدي، محمد الباقر" .

حسب ما يظهر من الرواية أنّ الله تعالى سمّاه "الباقر" أما لماذا سُمّي بالباقر، فذلك لأنه عليه السلام نبش العلوم ووسّعها وفرّعها وشعبها.
قال في القاموس المحيط: "بقره، شقّه ووسّعه، والباقر محمد بن علي الحسين عليه السلام لتبحّره في العلم" 5.
وقد أجاب جابر الجعفي (أحد كبار أصحابه) على سؤال: "لِمَ سُمّي الباقر باقراً؟ قال: لأنّه بَقَرَ العلم بقراً، أي شقّه شقّاً وأظهره إظهاراً"6 .

ـ معلّم الأمة ومؤدّبها
كان الإمام أبو جعفر عليه السلام مصداقاً لسماحة الإسلام وخُلقه، وتجلّياً عظيماً لهذا الدين في سلوكه ومواقفه وعلاقاته وأحاديثه، فعلاً وتقريراً، ويكفينا ما رواه محمد بن سليمان، حيث قال:
"كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر عليه السلام وكان مركزه بالمدينة، يختلف إلى مجلس أبي جعفر عليه السلام يقول له: يا محمد (يعني الإمام عليه السلام )، ألا ترى أني إنما أغشى مجلسك حياءاً مني منك، ولا أقول إنّ أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت... فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك... قال محمد بن سليمان: فصار الشامي الأموي بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليه السلام "7 .
وهذه قصة ذلك الذي أراد أنْ يعظ الإمام عندما رآه في ساعة حارّة يتصبّب عرقاً، وهو يظنّ أنّ ذلك طلب الدنيا، فقال له: شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، (كيف بك) لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال؟ قال عليه السلام : "لو جاءني ـ والله ـ الموت وأنا في هذه الحال، جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى، أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس. وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله.

فقلت: يرحمك الله، أردت أنْ أعظك فوعظتني" 8.

ومن المعلوم أنّ الإمام الباقر عليه السلام ، هو الذي فتح مجالس العلم في المدينة، حتى بات يرتادها كبار علماء الأمة ومحدّثيها في مختلف أصناف العلوم، حتى اشتهر حال مجلسه في كل الأنحاء، وتصاغر أمام عظمة الإمام فحول العلم وأساطين الأدب.


ينقل عبد الله بن عطاء المكي ـ وهو من كبار معاصري الإمام ومخالفيه ـ يقول: "ما رأيت العلماء عند أحدٍ قطّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام . ولقد رأيت الحكم بن عُتيبة على جلالته في القوم بين يديه كأنه صبيٌّ بين يدي معلّمه" 9.
وكان جابر بن يزيد الجعفي أحد كبار أصحابه، قد حفظ عنه ثمانين ألف حديث.

كان جابر هذا إذا روى الحديث عن محمد بن علي قال: "حدّثني وصيّ الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، محمد بن علي بن الحسين عليه السلام " 10.
وقد اعترض عليه بعضهم أنك ترسل الحديث ولا تسنده، فقال عليه السلام : "إذا حدّثت الحديث فلم أسنده، فسندي فيه: أبي عن جدي عن أبيه، عن جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن جبرئيل، عن الله عزَّ وجلَّ" 11.
"وسأل رجل عبد الله بن عمر ـ وهو شيخ كبير ـ عن مسألة، فلم يدرِ بما يجيبه، فقال: إذهب إلى ذلك الغلام، فسله وأعلمني بما يجيبك، وأشار بيده إلى محمد بن علي الباقر، فأتاه، فسأله فأجابه، فرجع إلى ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر: إنهم أهل بيت مفهّمون" 12.

وقال الجاحظ ـ العالم الكبير والأديب النحرير ـ: "قد جمع محمد بن علي بن الحسين عليه السلام صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين: صلاح جميع المعايش والتعاشر ملء مكيال: ثلثان فطنة وثلث تغافل"13 .

وقال محمد بن مسلم ـ وهو أحد كبار أصحاب الإمام وأصحاب ولده جعفر : "ما شجر في رأيي شيء قطّ إلا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث، وسألت أبا عبد الله عن ستة عشر ألف حديث"14

وهذا عَلَم الإسلام الخفّاق، ومنبع علوم آل محمد الدفّاق، محيي الدين ومجدّدُه، ناصر الحقّ ومؤيّده، الإمام روح الله الموسوي الخميني { يقول:"نحن فخورون أنّ منا باقر العلوم، أسمى شخصية في التاريخ، لم ولن يدرك أحد منزلته غير الله والرسول صلى الله عليه واله وسلم والأئمة المعصومين عليه السلام " 15.


1-الإرشاد، ص280.
2-الطبرسي في "إعلام الورى في أعلام الورى"، ص259.
3- كفاية الأثر للخزّاز القمي، ص239.
4- كتاب الأمالي، للشيخ الصدوق، ص353.
5-القامس المحيط للفيروز آبادي، ج1، ص375، باختصار.
6-علل الشرائع، للشيخ الصدوق، ج1، ص233.
7- كتاب الأمالي، للشيخ الطوسي، ص261.
8-الإرشاد، للشيخ المفيد، ص284
9-الإرشاد، ص280.
10- الإرشاد، ص280.
11-الإرشاد، ص284.
مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، ج1، ص315.
البيان والتبيين للجاحظ، ج1، ص84.
12-رجال الكشي، ص109، والمفيد في الاختصاص، ص201.
13- الوصية الخالدة للإمام الخميني (قده)، ص14.

09-06-2011 | 07-20 د | 3291 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net