الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة التاسعة عشر - العدد:949-1رمضان 1432 هـ الموافق 2اب 2011م
أغنى الغنى اليأس مما في أيدي الناس

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

 



محاور الموضوع ألرئيسة:
1- تصويب.
2- عزّ المؤمن.
3- من آثار الاستغناء عمّا في أيدي الناس.
4- سبب اليأس مما في أيدي الناس.

الهدف:
إبراز أن الشخصية الحقيقية للإنسان المؤمن تتجسّد في اليأس مما في أيدي الناس.

تصدير الموضوع:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "احتج إلى مَنْ شئت تكن أسيره، واستغن عمّن شئت تكن نظيره".1

تصويب:
إنّ شدّة استغراق الناس بالنظر إلى الدنيا، منذ وطئت قدم الإنسان هذه الأرض، جعلته غالباً ما يفهم الحقائق قياساً إلى هذه الدنيا.

وقد يصبح هذا الأمر مرتكزاً بحيث يصعب تصويبه وارسال أهل الغفلة عنه وتحويلهم نحو مقاييس الحقائق.

ولكنّ أهل الحقائق الذين انجلت الغشاوات عن بصائرهم يرون الحقائق بعينها، ويقيسون الأمور على أساسها. ويقف على رأس أهل الحقائق الأنبياء والأولياء عليهم السلام، وفي طليعتهم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن ضمن الحقائق التي التبس على معظم الناس فهمها حقيقة الغنى. فإنّ معظم الناس يراه اليسار وكثرة المال وزيادته عن الحاجة، ولكنّ حقيقة الغنى تؤشر إلى اتجاه مغاير تماماً لهذا الفهم.
وكذلك يرى أكثر الناس أنّ قلّة المال هي الفوز، وأنّ مَنْ قَصُر ماله عن حاجته فهو الفقير.

إلاّ أنّ العودة إلى أهل البصائر وما يؤثر عنهم ترشد إلى أنّ حقيقة الغنى وحقيقة الفقر هي غير كثرة المال وقلّته.

فقد ورد عن أبي ذرّ الغفاري (رضوان الله عليه)، أنه قال: "سألني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلتُ: نعم يا رسول الله. قال: فترى قلّة المال، هو الفقر؟ قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب".2

وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الغنى في القلب، والفقر في القلب".3

عزّ المؤمن:

إنّ شعور المرء بحاجته لما في أيدي الناس، يبعث فيه مشاعر التذلل لهم، لما يرى من أنّ قضاء حاجته بأيديهم. وفي المقابل، فإنّ الشعور بالغنى عما في أيدي الناس، يجعل صاحبه حُرّاً في تفكيره ومشاعره ومواقفه، وبالتالي، لا يرى للناس تأثيراً على سلوكه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمّن شئت تكن نظيره".4

وفي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "اليأس عمّا في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه".5

وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل: واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن الناس".6

من آثار الاستغناء عن الناس:

إنّ للاستغناء عما في أيدي الناس واليأس من ذلك، ثمراتٍ لا يزهد بها العقلاء، ولا يغفل عنها أهل البصائر وأصحاب الهمم. ومن ثمرات ذلك:

1- أنّ الغني واليائس مما في أيدي الناس يرى الفضل كلّه الله ويرى الناس كلهم من حيث الإنسانية سواء.
ويدلّ عليه قول الأمير عليه السلام: "... واستغن عمّن شئت تكن نظيره".7

2- تحقيق محبّة الناس:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إزهد في الدنيا يحبّك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبّك الناس".8

3- الشعور بعدم الارتهان لأحد:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "اليأس عتقٌ مجدّد"9. وعنه عليه السلام: "اليأس حرّ، الطمع مضرّ".10

4- راحة للنفس:
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "اليأس يريح النفس"11.وذلك لأنّ في الطمع بما في أيدي الناس شعوراً بالذُّل وفي اليأس مما في أيديهم شعوراً بالعزّة والعتق من الارتهان إليهم. وفي ذلك راحة لنفس الإنسان.

5- الشعور بالغنى الحقيقي:
فعن الباقر عليه السلام: "خير المال الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس".12 وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الغنى الأكبر اليأس عمّا في أيدي الناس".13

6- تحقيق النجاح:
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "اليأس أحد النّجاحين"14. وعنه عليه السلام: "تعجيل اليأس أحد الظّفرين".15

فإنّ أحد النجاحين والظفرين ادراك الهدف، والآخر هو عدم الارتهان لأحد سوى الله في تحقيقها وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "قد يكون اليأس ادراكاً إذا كان الطمع هلاكاً".16
أي، إنّ اليأس مما في أيدي الناس ادراك لأحد الهدفين، بعد أن يكون الطمع هلاكاً للنفس البشرية.

سبب اليأس مما في أيدي الناس:

1- الثقة بالله عزَّ وجلَّ:
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أراد أنْ يكون أغنى الناس، فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره".17

2- القناعة:
فعن الصادقين عليهما السلام: "من قنع بما رزقه الله، فهو من أغنى الناس".18

3- اليقين:
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كفى باليقين غنى"19. وعن علي عليه السلام: "مفتاح الغنى اليقين".20

4- العفّة:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يكون غنياً حتى يكون عفيفاً".21

5- التقوى:
عن الباقر عليه السلام: "إنّ أهل التقوى هم الأغنياء، أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة".22


1- بحار الأنوار، ج75، ص107، ح9.
2- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي، ج4، ص148، ح37.
3- بحار الأنوار للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، ج72، ص68، ح29.
4- البحار، ج75، ص107، ح9.
5- الحرّ العاملي في وسائل الشيعة، ج6، ص314، ح5. طبعة دار احياء التراث العربي، ط 5، 1402هـ.ق.
6- الشيخ الصدوق في الخصال، ص7، ح20.
7- حديث متقدّم.
8- الوسائل، ج6، ص315، ح9.
9- غرر الحكم ودرر الكلم، للقاضي عبد الواحد الآمدي التميمي، الحكمة 756.
10- ن.م، الحكمة 52.
11- ن.م، الحكمة 636.
12- الوسائل، ج6، ص315، ح11.
13- نهج البلاغة، الحكمة 342.
14- غرر الحكم، الحكمة 1606.
15- ن.م، الحكمة 4577.
16- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي، ج16، ص113.
17- الكافي للكليني، ج2، ص139، ح8.
18- الكافي، ج2، ص139، ح9.
19- الكافي، ج2، ص85، ح1.
20- البحار، ج78، ص9، ح65.
21- البحار، ج78، ص8، ح64.
22- تحف العقول لابن شعبة الحرّاني، ص287.

03-08-2011 | 02-51 د | 3749 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net