الهدف: ضرورة التنبه الى فضيلة التوبة والمبادرة إليها في هذا الشهر المبارك.
تصدير الموضوع:
"ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللهم منها ونتوب اليك".
المدخل
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾1.
التوبة باب الله الى مغفرته وعفوه، فتحه لعباده تحنّناً منه ورحمة،كما ورد في مناجاة التائبين "إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً الى عفوك سميّته التوبة، فقلت توبوا الى الله توبةً نصوحا، فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه"2.
محاور الموضوع:
فوريّة التوبة
لا يخفى أنّ المبادرة الى التوبة عن الذنب واجب فوري كما تشير الآية المباركة وذلك خشية أمرين أساسيّين:
1- تراكم المعاصي.
2- الخوف من إدراك الموت للإنسان قبل توبته.
حقيقة التوبة
إنّ حقيقة التوبة أن يشعر الإنسان بالندم وتأنيب الضمير، فيلوم نفسه على ما أخطأ وعصى، ويعزم على عدم صدور مثل هذا الذنب منه مرّةً أخرى، وفي الحديث الشريف "كفى بالندم توبة"3.
وورد في مناجاة التائبين "إن كان الندم عن الذنب توبةً، فإنّي وعزّتك من النادمين"4.
وحذّرت الروايات من العودة الى الذنب بعد التوبة، فقد ورد "التائب عن الذنب العائد إليه كالمستهزىء بالله".
من بركات التوبة:
1- محبّة الله: قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾5.
2- تبديل السيئات الى حسنات: قال تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾6.
3- ستر الله عليه: عن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا تاب العبد توبةً نصوحاً أحبّه الله فستر عليه..."7.
4- إحياء القلب: فقد ورد في مناجاة التائبين "أمات قلبي عظيم جنايتي، فأحيه بتوبةٍ منك يا أملي وبغيتي"8.
ما ينبغي التوبة عنه:
1- التوبة عن حقوق العباد: وهي من أهمّ الأمور كظلم الناس بمال أو غيبة أو افتراء أو نميمة أو تشويه صورة وسوى ذلك ممّا هو من حقوق الناس.
2- التوبة عن حقوق الله: من خلال أداء الواجبات التي أمر الله بها وقضاء ما فاته منها وترك المحرّمات التي نهى عنها.
3- التوبة عن التقصير في العبادة: كالإهمال في ترك المستحبّات من نوافل وأدعية وزيارات.
*زاد المبلغ في شهر الله، نشر جمعية المعارف الاسلامي الثقافية، ط1، 2009م-1430هـ، ص93-96.
1- التحريم 8.
2- تفسير الامثل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج18، ص461.
3- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص426.
4- الصحيفة السجادية، الامام زين العابدين، ص402.
5- البقرة، 222.
6- الفرقان، 70.
7- الكافي، ج2، ص236.
8- الصحيفة السجادية، الامام زين العابدين، ص401.