الهدف: أهميّة بناء علاقة قويّة مع الله من خلال الدعاء، وأنّه باب استنزال النعم الإلهيّة.
تصدير الموضوع
"أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه، ربّ أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا ربّ راهباً راغباً راجياً خائفاً، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت، وإذا رأيت كرمك طمعت".
المدخل
الدعاء هو الباب الذي فتحه الله لعباده لمناجاته وطلب حوائجهم منه، وهو ميزان اهتمام الله بهم ورعايته لهم كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾1.
محاور الموضوع
أهميّة الدعاء
عن الإمام الرضا عليه السلام: "عليكم بسلاح الأنبياء، قيل: وما سلاح الأنبياء: قال: الدعاء"2.
وعنه عليه السلام:"عليكم بالدعاء فإنّ فيه شفاء من كلّ داء"3.
وعنه عليه السلام: "ألا أدلّكم على شيءٍ لم يستثن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قلت: بلى، قال: الدعاء يرد القضاء وقد أبرم إبراما"4.
وأمّا ما يستحبّ الدعاء به في هذا الشهر فقولك: "وارزقنا حجّ بيتك وزيارة قبر نبيّك صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنّك قريب مجيب"5.
بعض ما يمنع استجابة الدعاء
الذنب: عن الإمام الباقر عليه السلام:"إنّ العبد يسأل الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها الى أجل قريب أو وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه إياها، فإنّه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان منّي"6.
عدم حضور القلب: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقبل الله دعاء قلب ساه"7.
عدم معرفة الله يقيناً: قال قوم للإمام الصادق عليه السلام: "ندعو الله فلا يُستجاب لنا؟ قال: لأنّكم تدعون من لا تعرفونه"8 .
ومّما يستحبّ للداعي أن يفعله
1- يستحبّ للداعي أن يكون على طهارة، وأن يبدأ بالبسملة والثناء على الله ثمّ الصلاة على النبيّ وآله وأن يقرّ بذنبه ويعترف به بين يدي الله تعالى:
"الهي إن كان قد دنا أجلي، ولم يقرّبني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عللي"9.
"الحمد لله الذي أدعوه فيجيني وإن كنت بطيئاً حين يدعوني"10.
"الحمد لله الذي لا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجب دعائي"11.
2- التضرّع والخوف أثناء الدعاء: "أدعوك يا ربّ راهباً راغباً راجياً خائفاً"12.
3- الدعاء في السرّاء والضرّاء: أوحى الله إلى داوود صلى الله عليه وآله وسلم:" أذكرني في أيام سرّائك حتى أستجيب لك في أيام ضرّائك"13.
4- أن لا يستصغر أمراً ولا يستعظم أمراً على الدعاء: أي أن يدعو في القضايا الصغيرة التي تواجهه كما يدعو الله في القضايا الكبيرة.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بالدعاء فإنّكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، فإنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار"14.
5- عدم الإستعجال: بمعنى التسليم المطلق للمصلحة والحكمة الإلهيّة " ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور"15.
*زاد المبلغ في شهر الله، نشر جمعية المعارف الاسلامي الثقافية، ط1، 2009م-1430هـ، ص72-75.
1- الفرقان 77.
2- وسائل الشيعة (آل البيت)، المؤلف: الحر العاملي، ج.7، ص39.
3- جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج 15، ص213.
4- وسائل الشيعة (آل البيت)، المؤلف: الحر العاملي، ج.7، ص37.
5- مصباح المتهجد، النشيخ الطوسي، ص587.
6- الكبائر من الذنوب، حسين الشاكري، ص99.
7- وسائل الشيعة (آل البيت)، المؤلف: الحر العاملي، ج.7، ص53.
8- التوحيد، الشيخ الصدوق، ص289.
9- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص593.
10- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص582.
11- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص582.
12- المصباح، الكفعمي، ص59.
13- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 2، ص871.
14- جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج 15، ص199
15- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص564.