الهدف: تحذير الناس من الإستخفاف بالعبادات أو التهاون بها لا سيّما الصلاة، وأهميّة تعويد النفس على مراعاة أوقاتها وأجزائها وشرائطها.
تصدير الموضوع
"اللهم إنّي كلّما قلت قد تهيّأت وتعبّأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك ألقيت عليّ نعاساً إذا أنا صلّيت وسلبتني مناجاتك".
المدخل
الصلاة قربان كلّ تقي وهي عمود الدين وأحب الأعمال الى الله، وكانت آخر وصايا الأنبياء، وهي إن قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها كما ورد في مضامين الأحاديث الشريفة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام .
عن الإمام الباقر عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لكلّ شيء وجه، ووجه دينكم الصلاة، فلا يشيننّ أحدكم وجه دينه......."1.
وكونها وجه الدين قرنها الله تعالى بالكثير من الأعمال من أدعية وزيارات وإحياءات وآيات الطبيعة وفعل المستحبات حتى تبقى عنواناً للمؤمن.
محاور الموضوع
المحافظة على الصلوات
وإذ شدّدت الشريعة على ضرورة المحافظة على الصلاة أشارت إلى بعض البركات التي يحظى بها المحافظون على الصلاة:
1- خوف الشيطان منه: عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يزال الشيطان ذعراً (خائفاً) من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهنّ تجرأ عليه فأدخله في العظائم"2.
2- كونه ذاكراً وليس غافلاً: عن الإمام الباقر عليه السلام: "أيمّا مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلّاها لوقتها فليس هذا من الغافلين"3.
وعن الفضيل سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾4، قال: "هي الفريضة، قلت: الذين هم على صلوتهم دائمون ، قال هي النافلة"5 .
3- نزول الرحمة الإلهيّة: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا قام المصلّي إلى الصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى أعنان الأرض وحفّت به الملائكة وناداه ملك: لو يعلم هذا المصلّي ما في الصلاة ما انفتل"6 (أي ما انصرف).
- الإقتداء بالإمام الحسين عليه السلام الذي أدّى صلاة الظهر أوّل وقتها في كربلاء بين جموع الأعداء الذين يتوعّدونه القتل، ولم يتهاون بها أو يستخفّ أو يؤجّل.
عواقب الإستخفاف بالصلاة
حذّر القرآن الكريم من الإستخفاف أو التكاسل والتباطؤ في أداء الصلاة، معتبراً ذلك من صفات أهل النفاق، فقال تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾7.
ومن أهم العواقب التي يورثها الإستخفاف بالصلاة:
1- النار والعذاب: قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُون﴾8.
وقال تعالى: ﴿أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾9.
2- عدم استحقاقه الشفاعة: قال أبو الحسن الأول عليه السلام: "إنّه لمّا حضر أبي الوفاة قال لي: يا بني، إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة"11.
3- لا يدخل الجنّة: عن الإمام الباقر عليه السلام: "لا تتهاون بصلاتك، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عند موته: ليس منّي من استخفّ بصلاته، ليس منّي من شرب مسكراً، لا يرد عليّ الحوض"12.
4- تبرؤ الأئمة منه: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المسجد إذ دخل رجل فقام يصلّي فلم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال عليه السلام: نقر كنقر الغراب، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتنّ على غير ديني"13.
*زاد المبلغ في شهر الله، نشر جمعية المعارف الاسلامي الثقافية، ط1، 2009م-1430هـ، ص35-38.
1- الكافي، ح3، ص270
2- الكافي، ح3، ص269.
3- الكافي، ج3، ص270.
4- المؤمنون، 9.
5- المعارج، 23.
6- الكافي، ح3، ص270.
7- الكافي، ج3، ص265.
8- النساء 142
9- الماعون 4-5
10- مريم، 60.
11- الكافي، ح3، ص270.
12- الكافي، ح3، ص269
13- الكافي، ح3، ص268.