قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
في سفرٍ خَرََجَ فيه للحجّ: "مَنْ كانَ سيءَ الخُلُقِ والجِوارِ، فلا يَصْحَبُنا".

الهدف:
التنبيه إلى جملة من الأمور التي تساعد الحاجّ على المحافظة على الأجواء الروحيّة والعباديّة أثناء السفر.

تصدير الموضوع:
ورد في الحديث الشريف: "إنَّ الحاجَّ مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ، حَتَّى يَرْجِعَ بِمَنَزْلَةِ الطائِفِ في الكَّعْبَةِ" ¹.

محاور الموضوع:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "المُرُوَّةُ في السَّفَرِ، كَثْرَةُ الزادِ وَطيبُهُ، وَبَذْلُه لِمَنْ كانَ مَعَكَ، وَكِتْمانُكَ عَلَى الْقَوْمِ سِرَّهُمْ بَعْدَ مُغَادَرَتِهِم، وَكَثْرَةُ الْمُزاحِ في غيرِ ما يُسْخِطُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " ².

أشارت الروايات إلى مجموعة من الآداب التي ينبغي على الحاجّ الوافد إلى ضيافة الله أن يؤدِّب نفسه بها، ونشير هنا إلى بعضها بعد البقاء على طهارة، والإكثار من التهليل، والتحميد، والتكبير، والتقديس.

1- التصدّق: عن الإمام الباقر عليه السلام: "إِذا أَرَدْتَ سَفَراً فَاشْتَرِ سَلامَتَكَ مِنْ رَبِّكَ بِما طابَتْ بِهِ نَفْسُكَ" ³.

2- حَمْلُ الزاد: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما مِنْ نَفَقَةٍ أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ نَفَقَةِ قَصْدٍ، وَيُبْغَضُ الإِسْرافُ إلّا في الحَجِّ وَالْعُمْرَةِ" ⁴.
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "كانَ عليُّ بنُ الحسينِ عليه السلام إذا سافرَ إِلى مكّة لِلْحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ تَزَوَّدَ مِنْ أَطْيَبِ الزّادِ" ⁵.

3- حسن الصحبة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفرٍ خرج فيه للحجّ: "مَنْ كانَ سَيِّءَ الخُلُقِ وَالجِوارِ فَلا يَصْحَبُنا" ⁶.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما اصْطَحَبَ إثنانِ إلّا كانَ أَعْظَمُهُما أَجْراً وَأَحَبُّهُما إِلى اللهِ أَرْفَقُهُما بِصاحِبِهِ" ⁷.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "لَيْسَ مِنّا مَنْ لَمْ يَكُنْ يُحَسِنُ صُحْبَةَ مَنْ صَحِبَهُ، وَمُرافَقَةَ مَنْ رافَقَهُ، وَمَمالَحَةَ مَنْ مالَحَهُ، وَمُخالَفَةَ مَنْ خالَفَهُ"⁸.

4- تهيئة النفقة وحفظها: حتّى لا يكون كَلّاً وعِبْئاً على غيره من الحجيج، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مِنَ السُنَّة إِذا خرجَ قومٌ في سفرٍ أن يُخْرِجَوا نَفَقَتَهُمْ، فإِنَّ ذلِكَ أَطْيَبُ لأَنْفُسِهِمْ وَأَحْسَنُ لأخلاقِهِمْ" ⁹.
عن صفوان الجمّال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: "إنّ معي أهلي وأنا أريد الحجّ، أَأَشُدُّ نفقتي في حقويْ؟ قال عليه السلام: نَعَمْ إِنَّ أَبي كانَ يقول: مِنْ فِقْهِ المُسافِرِ حِفْظُ نَفَقَتِهِ" ¹⁰.

5- خدمة الحجاج: عن إسماعيل الخثعميّ قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّا إذا قدمنا مكّة ذهب أصحابي يطوفون ويتركوني أحفظ أمتعتهم، قال عليه السلام: أَنْتَ أَعْظَمُهُمْ أَجْراً"¹¹.
وعن مرازم بن حكيم قال: "زامَلْتُ محمّد بن مصادف، فلمّا دخلنا المدينة اعتلَلْتُ، وكان يمضي إلى المسجد ويدعني وحدي، فشَكَوْتُ ذلك إلى مصادف فأخبر به أبا عبد الله عليه السلام، فأرسل إليَّ: قُعودُكَ عِنْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ صلاتِكَ في المَسْجِدَ" ¹².
وفي الروايات أنّ الإمام السجاد عليه السلام كان يلتحق في مسير الحجّ بقافلةٍ لا يعرفه أحد فيها وذلك ليخدمهم، وكان إذا عرفوه تركهم إلى قافلةٍ أخرى.

6- المداومة على الذكر: عن الإمام الصادق عليه السلام: "إِذا كُنْتَ في سَفَرٍ فَقُلْ "اللَّهُمّ اجْعَلْ سَيْري عِبَراً وَصَمْتي تَفَكُّراً وَكَلامي ذِكْراً" ¹³.

*زاد المبلغ الى بيت الله الحرام، المركز الاسلامي للتبليغ، نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، ط1، ت1، 2009م-1430هـ، ص29-32.

^{1-مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج8، ص43.
2-مستدرك سفينة البحار، الشيخ الشاهرودي، ج9، ص365.
3-مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص244.
4-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج11، ص149.
5-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج8، ص310.
6-مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص251.
7-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج11، ص412.
8-مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج8، ص316.
9-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج11، ص413.
10-مستدرك سفينة البحار، الشيخ الشاهرودي، ج5، ص59.
11-وسائل الشيعة، ج13، ص313، ب11، طواف، ح1.
12-ن.م. ج13، ص313، باب 11، طواف، ح2.
13-مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص254.}