الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الأبعاد الأساسية للتربية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ1.

الهدف: بيان أهم الميادين التربوية التي يجب على الأهل التشدد في تربية وتأهيل شخصية أبناءهم عليها.

المقدمة
تعتبر تربية الأبناء من العلوم الإنسانية التي يجب على كافة الأهل بل وحتى المقبلين على الزواج أن يمتلكوا ثقافة تربوية عالية تساهم في صلاح أبناءهم وعدم انجرافهم في متاهات الضياع، سيما وأن موضوع التربية من الموضوعات الحساسة والتي تتبدل فيها القواعد التربوية وفق الظروف والأحوال والبيئة والمناطق والأعمار والمستويات الثقافية والوضع الديني بل وتتأثر بالظروف الحياتية والمعيشية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تمر بها البلاد، وكلّ ذلك من شأنه أن يجعل المسؤولية أكثر تعقيداً وضرورة الإطلاع والمعرفة أشدّ وجوباً ولزاماً والتفريط أو التقصير بها من أكبر الكبائر والموبقات عند الله تعالى.


ويمكن الوقوف على ثلاثة جوانب أساسية تعتبر مسؤولية واجبة تجاه الأبناء:

الأول: ترسيخ العقيدة وتحقيق العبودية
ويتجلى ذلك من خلال تربيتهم على التوحيد وحمايتهم من الشرك، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ2.

وهذا من أولى الأمور التربوية التي تقوّي في نفوس الأبناء روح العبودية لله تعالى من خلال تعريفهم على صفات الله وأسمائه ومظاهر الرحمة الإلهية وارسال الأنبياء والرسل والتعريف بصفاتهم وصفات الأولياء والأئمة والنعم التي منّ الله بها على الخلق والإيمان باليوم الآخر الذي يعزز المراقبة الداخلية في نفسه،

قال تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ3.

وهناك عدة وسائل لتحقيق وغرس العقيدة وهي:

ترسيخ العقيدة الصحيحة عن طريق التلقين: أي التدريس والإملاء وإشراكهم بحلقات دراسية وحثهم على ارتياد المساجد والمطالعة.

ترسيخ العقيدة عن طريق تعليمه الأذكار: أي تعليمه أذكار الأحوال والمناسبات من أكل وشرب ونوم ويقظة، بل يعلمه الدعاء وطلب الحاجة من الله، وإذا مشى في الظلام علِّمه ذكر الله والاستئناس به، والتسمية عند الفزع، والدعاء عند المرض والتوكل على الله وطلب الحاجة منه وحده.

ترسيخ العقيدة عن طريق التدبر: بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها وارتباطها بالتوحيد.

الثاني: تربيتهم على العبادات
قال تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ4.

وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا5.

والصلاة من أهم العبادات التي ينبغي تعليمها وتربية الأبناء على إقامتها ومراقبتهم لأدائها ولو على سبيل العادة في البداية حفظاً لهم من أي انحراف فمن الخطأ أن نهمل الطفل ثم نلزمه بالتكاليف الشرعية بعد بلوغه.

وعلى الأب أن يأمر أولاده بالصلاة إذا دخل وقتها، ويذكرهم بالله ويرغَبهم ويخوفهم ويحثهم عليها ولا يمنع من تحفيزهم مادياً ومعنوياً على أن يبقى الثواب الأخروي هو الهدف الأساس، كما ينبغي أن يعلمهم الوضوء ويأخذهم معه إلى المسجد لأدائها جماعةً، ويجب أن يلزمهم بكل ما يُشترط لصحة الصلاة من طهارة وخشوع وستر عورة وغيرها، ومن الخطأ أن يكرِّه الأهل أبناءهم الصلاة، كما عليه أن يعودهم على بقية العبادات وأحكامها.

الثالث: تربيتهم على القيم والأخلاق الإسلامية
والتربية على الأخلاق الفاضلة عنوان صحيفة المسلم وانعكاس لمدى تدينه والتزامه وسعيه ابتغاء الجزاء من الله تعالى وقد عدّ القرآن الكريم نماذج كثيرة في هذا المضمار منها:

تربيتهم على التواضع وخفض الجناح: قال تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ6.

وقال تعالى: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير7.

تربيتهم على البر بالوالدين: قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ8.

قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ9.

والتربية على القيم والأخلاق لا بدَّ أن تلاحظ جوانب ثلاث:

غرس العادات في مرحلة مبكرة: فإن الطفل من خلال تعويده مساعدة الفقراء والرحمة بالآخرين وأن يبقى هادئاً متزناً خافضاً صوته محباً لقضاء حوائج الناس حراً في تصرفاته بعيداً عن التهور والخفّة والغضب واللجاج والطيش والحدّة وما شاكل.

إلزامه الأحكام والآداب الشرعية: كآداب الطعام واللباس والاستئذان والنوم وكافة الآداب الأخرى ويمنعه من مفسدات الأخلاق والمعاصي، كأشعار الغزل والأغاني إذ تبذرُ فيه بذرة الفساد، ويُلحق بها الروايات والقصص الغرامية والأفلام المفسدة، ويجب أن يحرص الوالدان على حماية أبنائهم من رؤية ما يخدش الحياء سواءً في وسائل الإعلام أو في البيت.

إلفاته إلى ما يُحرم عليه: من الثياب أو الحُلي أو طريقة قصّه للشعر أو مقتنياته من كتب أو ألعاب أو صور أو قضائه لوقته وكل ما من شأنه أن يُسهّل عليه ارتكاب المعاصي والتجرؤ على الله تعالى.

حثه على مكارم الأخلاق: مع الله أولاً، ثم مع الناس والحيوان والجماد، لأن الأخلاق تشمل ذلك كله، وهذا الحث يجب أن يكون بالتوعية وتكوين العاطفة التي تدفعه إلى التطبيق ابتغاء الأجر، وتقوية إرادته ليقدر على قهر الهوى وضبط النفس ويُحكى له قصص الصادقين وجزاءهم في الدنيا.


1- سورة التحريم 6
2- لقمان 13.
3- لقمان 16.
4- لقمان 17.
5- مريم 54-55.
6- لقمان 18
7- لقمان 19.
8- لقمان 14.
9- لقمان 15.

02-08-2012 | 03-52 د | 2846 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net