الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
من شرح زيارة وارث
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

وهو مقتطف من كتاب جنة الحوادث في شرح زيارة وارث للفقيه المولى الشيخ حبيب الله الكاشاني اقتصرنا فيه على شرحه للمستهل:

"السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله": قد علم أولو الألباب أن السّلام تحية الإسلام وان التسليم مطية التعظيم والتكريم وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ابدؤوا بالسلام قبل الكلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه". وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "أفشوا السلام وأطيبوا الكلام". وعن الباقر عليه السلام: "إن الله يحب إفشاء السلام". وعن الصادق عليه السلام: "البادي بالسلام أولى بالله ورسوله". فان قال قائل: "أوليس حياة المسلم عليه وحضوره وقربه شروطاً لصحة التسليم فما معناه في هذه الزيارات"؟ قلت: بلى والكل متحقق بالنسبة إلى آل البيت عليهم السلام المعصومين فإنهم أحياء عند ربهم في بساط القرب وعرش القدس يُرزقون بموائد العلم والمعرفة، فيُطعمون بألوان أطعمة الروحانيين، ويُسقون من كأس المقربين، يَرَوْنَ مقام شيعتهم، ويسمعون كلامهم، ويردّون سلامَهم، كما في بعض زيارات الإمام الرضا عليه السلام: "أشهد بالله أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي وتردّ سلامي وأنت حيّ عند ربك مرزوق".

إعلم أن الوارث هو الذي يبقى بعد موت آخر مع استحقاقه لقيامه مقامه ونزوله في منزلته فكأنه هو، وسُمّي تعالى بالوارث لأنه باقٍ بعد فناء الأشياء، ولأنه يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، والمؤمنون هم الوارثون لأنهم يرثون منازل الكفار في الجنة، أو لأنهم يُمكَّنون في الأرض في زمان الرجعة، كما قال تعالى: ﴿إن الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾ وأما كونهم عليهم السلام ورثة للأنبياء فيحتمل وجوها: منها: أنهم عليهم السلام ورثوا ما أعطاهم الله تعالى من العلوم والمعارف والأسرار فعَلّموه كما عُلِّموه، فإن العلم لا يموت بموت العالم بل يصير إلى عالم آخر فعن الباقر عليه السلام:"كانت في علي عليه السلام سنة ألف نبي". ومنها: أنهم اتصفوا بما اتصف به الأنبياء السابقون من الصفات المحمودة والأخلاق الفاضلة وقد أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "من أراد أن ينظر إلى ادم في جلالته، والى شيث في حكمته، والى إدريس في نباهته ومهابته، والى نوح في شكره لربه وعبادته، والى إبراهيم في وفائه وخلته والى موسى في بغض كل عدو لله ومنابذته والى عيسى في حب كل مؤمن ومعاشرته فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ".

ومنها: أن الروح الأعظم القدسي الذي كان قد تجلى في أبدان السابقين فقدروا به على خرق العادات وإظهار المعجزات من إحياء الأموات وشفاء المرضى وغيره قد انتقل إلى أبدان محمد واله عليهم السلام فظهرت منهم الآيات الباهرات والمعجزات الظاهرات، بل التجليات السابقة كانت في الصورة والظل وما كان في هذه الأبدان الشريفة إنما هو بالحقيقة والأصل فلذا كانت قدرتهم على الأمور العجيبة أشدّ وأقوى. ومنها: أن عندهم ما كان عند الأنبياء من الذخائر التي خصهم الله بها دون سائر خلقه مثل عصا موسى، وعمامة هارون، وخاتم سليمان، والتابوت وغير ذلك، ومنها:أن من شأن الأئمة الإرشاد والإبلاغ والإنذار ووجوب طاعتهم على الناس كما كان ذلك شأن الأنبياء عليهم السلام.

صفوة الله: خيرة الله أي مصطفاه ومختاره من خلقه وإنما لقب ادم بالصفوة مع عدم الاختصاص لكونه أول الأصفياء بحسب الظاهر وإلا فجميع الأنبياء أصفياء الله وإنما صار ادم عليه السلام صفي لأنه تعالى جعل بدنه الشريف مظهراً لأنوار محمد واله عليهم السلام ولذا أمر ملائكته بالسجود له تعظيماً وإكراماً لهذه الأنوار كما دل عليه جملة وافرة من الأخبار فإن قيل: "ترك الانتهاء ينافي مقام الاصطفاء وقد قال تعالى ﴿وعصى ادم ربه فغوى﴾" قلنا: قد أجابوا عن ذلك بوجوه كثيرة وفي بعضها أن النهي كان من النواهي التنزيهية فعدم الانتهاء لا ينافي العصمة.

14-12-2013 | 15-19 د | 1735 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net