الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب العدد 1088 - 30 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 30 آذار 2014م
فاطمة الزهراء عليها السلام: جهادها والأيام الأواخر

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
1.     غرفة من بحر فضلها.
2.     قدوة النساء المجاهدات.
3.     ومضات من جهاد فاطمة عليها السلام.
4.     حزنها على أبيها صلى الله عليه وآله وسلم

الهدف:
التعريف ببعض جهاد فاطمة، والكشف عن هذا الجانب المطوي من حياتها، إضافة إلى شدّة فرقها على أبيها صلى الله عليه وآله وسلم.

تصدير:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وأما ابنتي فاطمة فإنها سيده نساء العالمين من الأولين والآخرين"...

غرفة من بحر فضلها:

لا يخفى ما لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله تعالى، وعند أبيها صلى الله عليه وآله وسلم فهي ـ كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "سيّدة نساء العالمين"1 وذكر ابن الصبّاغ المالكي عن مجاهد، قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد فاطمة، فقال: "مَنْ عرف هذه فقد عرفها، ومَنْ لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة مني، وهي قلبي وروحي التي بين جنبيّ. فمن آذاها فقد آذاني، ومَنْ آذاني فقد آذى الله"2.

 قدوة النساء المجاهدات:

إذا رأينا في مجتمعنا المقاوم من النساء من يستقبلن إخوتهنّ من الجرحى والشهداء بالزغاريد والصبر والاحتساب، ومن يجهّزن آباءهنّ وأبناءهنّ وإخوتهنّ فإننا نعلم أنّ هذا من أسباب ظفر هذه المسيرة، ومن أسرار التوالي الدائم للانتصارات الإلهية المهداة لهذه المقاومة المجاهدة.

ولكن، إذا جاز التساؤل عن سرّ هذه القوّة، فإنّ الجواب هو اقتداؤهنّ بالسيدات الكاملات الماثلات بعنفوان الصمود وشموع الإباء، صبراً، وشكراً، وفاعلية في ميادين الجهاد، وعلى رأس هؤلاء السيدات تقف زينب الكبرى بطلة كربلاء، ومن خلفها أمّها التي جسّدت أمثولة الجهاد.

ومضات من جهاد فاطمة عليها السلام :

روى أحمد في مسنده أنّه لمّا انتهت فاطمة عليها السلام وصفيّة (عمّة النبي) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعد معركة أحد، ونظرت إليه، قال لعلي عليه السلام: "أمّا عمّتي فاحبسها عنّي، وأمّا فاطمة فدعها".

فلمّا دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأته قد شُجّ وجهه وأُدمي فوه، صاحت وجعلت تمسح الدم، وتقول: "اشتدّ غضب الله على مَنْ أدمى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "3.

"وكانت فاطمة عليها السلام تحاول تضميد جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقطع الدم الذي ينزف من جسده الشريف، فكان زوجها يصبّ الماء على جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي تغسله. ولمّا يئست من انقطاع الدم أخذت قطعة حصير وأحرقتها، حتى صار رماداً فذرّته على الجرح حتى انقطع دمه"4.

وكانت يوم الخندق تخبز لأبيها صلى الله عليه وآله وسلم مؤثرة إيّاه على ولديها. وعندما جاءته به قال صلى الله عليه وآله وسلم: "أما إنّها لأوّل طعام دخل في فم أبيك منذ ثلاث"5 وتذكر الروايات أنها عليها السلام خرجت مع أبيها صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكّة، وشهدت مع أبيها وبعلها حامل اللواء زهو نصر الله بالفتح والقضاء على الوثنية في بيت الله وحرمه.

هذه بعض المجريات التي تظهر رسوخ قدم فاطمة عليها السلام في الجهاد، في كلّ موقع يقتضي الواجب، ولقد عكس ذلك تجسيدها للدور الأصيل الذي أناطه ربّ العزّة بالمرأة. فهي بالقدر الذي كانت فيه حريصة على أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل (أجنبي( كانت مقدامة ومندفعة في أداء أدوار الجهاد في ميادين القتال أمام الأعداء. ثمّ بعد ذلك ما اضطلعت به من مسؤولية منع اضطرام أوار الفتنة، ولو على حساب حياتها وحساب جنينها، عندما تصدّت لحرق البيت بنفسها. وكذلك، من خلال دفاعها عن الإرث النبوي في الرسالة الإلهية، من خلال المواجهة المباشرة في خطبتها في المسجد النبوي، وهي التي بيّنت فيها بعض أسرار التشريع، ودافعت بالتالي عن الأصول وعن حريم الولاية.

 حزنها على أبيها صلى الله عليه وآله وسلم :

من المعلوم أنّ فاطمة عليها السلام كانت آخر من كان له عهد بأبيها بعد علي عليه السلام، حيث أسرّ لها فبكت طويلاً ثم أسرّ لها ثانية فتهلّل وجهها. وعندما سُئلت عن ذلك قالت إنّه قال لها: "بنيّة، قولي: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ6. ثم قالت: إنه أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقاً به، وأنّه لن تطول المدّة لي بعده حتى أدركه، فسرّى ذلك عني"7.

وبالفعل، فلم تبقَ الزهراء بعد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم سوى شهورٍ معدودة، قضتها بالبكاء، والنحيب، والأنين، حتى عُدّت من البكّائين. ولم تُرَ ضاحكة قطّ8. وذات يوم، دخلت أمّ سلمة على فاطمة عليها السلام، فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قالت عليها السلام: "أصبحت بين كمدٍ وكرب: فُقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم "9.

وروي أنّه: لمّا قُبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم امتنع بلالاً عن الأذان، قال: "لا أؤذّن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ".

وإنّ فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم: "إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي صلى الله عليه وآله وسلم بلال" فبلغ ذلك بلالاً، فأخذ يؤذّن، فلمّا قال: الله أكبر، ذكرت أباها وأيّامه، فلم تتمالك من البكاء. فلمّا بلغ إلى قوله: أشهد أنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهقت فاطمة عليها السلام وسقطت بوجهها وغُشي عليها. فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال، فقد فارقت ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدنيا، وظنّوا أنها ماتت. فقطع أذانه ولم يتمّه، فأفاقت فاطمة عليها السلام وسألته أن يتمّ الأذان فلم يفعل، وقال لها: يا سيّدة النسوان، إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته عن ذلك10.

وعن أنس، قال: "لمّا فرغنا من دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتيت إلى فاطمة عليها السلام، فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ثمّ بكت".11

وقد استشهدت على أشهر الروايات في الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة للهجرة. فعن الصادق عليه السلام: "أنها قُبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة للهجرة"12.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري: "وقُبض النبي ولها يومئذٍ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر"13.


1- الطحاوي في مشكل الآثار، ج10، ص48، وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء، ج2، ص39، والحاكم الحسكاني في مستدرك الصحيحين، ج3، ص170.
2- ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، ص146، باب ذكر البتول.
3- أحمد بن حنبل في مسنده، ج5، ص334.
4- فضائل الخمسة من الصحاح الستة للسيد الفيروزآبادي، ج3، ص161.
5- كنز العمال للمتقي الهندي، ج1، ص1448.
6- سورة آل عمران، الآية: 144.
7- ابن الأثير في الكامل في التاريخ، ج2، ص323، وابن سعد في الطبقات الكبرى، ج2، ص39، ومسند أحمد بن حنبل، ج6، ص282.
8- طبقات ابن سعد، ج2، القسم 2، ص84، وحلية الأولياء، ج2، ص43.
9- بحار الأنوار للمجلسي، ج43، ص156.
10- البحار، ج43، ص157.
11- أسد الغابة لابن الأثير، ج5، ص524.
12- دلائل الإمامة للطبري، ص45.
13- مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب، ج2، ص357.

06-05-2014 | 12-12 د | 3036 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net