الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
احفظوا ذوي المروءات
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

 كثيراً ما وردت كلمة المروءة في لسان الروايات ومنها تسمية بعض الناس بذوي المروءات، ومن ذلك ما جاء في نهج البلاغة في قصار الحكم حيث روي فيها قول الإمام علي  عليه السلام: "أقبلوا ذوي المروءات عثراتهم، فما يعثر منهم عاثر إلا ويد الله بيده يرفعه".1

وفي الشروح للنهج يظهر أن ذوي المروءات هم أناس في المجتمع لهم مكانتهم وهم من كرام الناس، ومنهم كل من كان ذا نفس تأنف من القبيح وتتنزه عما يشين، ومن عادة هؤلاء التغافل عن زلل الإخوان، فالمروءة فضيلة عظيمة، من ثمارها تحفيز همم الخلق وتحريك مشاعرهم وعواطفهم والتأثير في قلوبهم واستجلاب مساعداتهم وعونهم لبني قومهم والناس عامة.

وفي المرويات نرى تارة توسعة في المعنى وأخرى تضييقاً، فمنها عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "إن كان لك قلق فلك مروءة" ومنها عنه  صلى الله عليه وآله وسلم: "المروءة اصلاح المال" وعن أمير المؤمنين  عليه السلام: "لا تتم مروءة الرجل حتى يتفقه في دينه، ويقتصد في معيشته ويصبر على النائبة إذا نزلت به، ويستعذب مرارة إخوانه".2

وسئل  عليه السلام: "ما المروءة؟ قال: لا تفعل شيئاً في السر تستحي منه في العلانية" 3وغير ذلك مما يشرح معناها، والمتحصل أن المروءة ما ذكرناه أولاً من كون الإنسان ذا مكانة لأنفته وهمته في معونة غيره وحسن معاشرته للناس.

وبالعودة إلى الحكمة العلوية فإنه  عليه السلام  يرغب بالتجاوز عن الهفوات والسقطات والأخطاء التي قد يصدف حصولها من ذوي المروءات وعدم مؤاخذتهم عليها ومحاسبتهم بها بل كأن المراد من الإقالة هو تجاهل هذه العثرات وقد كشف الإمام  عليه السلام عن محبة الله لهؤلاء الناس ومحبة الله لحفظهم لما لذلك من آثار اجتماعية؛ فقال  عليه السلام  أن يدَ العناية الإلهية تلطف بهؤلاء عندما يعثرون فتتلقاهم بتدبير قبل العثرة ومعها وبعدها ليس فقط للتقليل من آثار السقوط وإنما أيضاً لإعادتهم إلى مكانتهم وهذا ما نص عليه الإمام علي  عليه السلام  في ختام الحكمة: "فما يعثر منهم عاثر إلا ويد الله بيده يرفعه" ولا شك أن الكثير منا يعمل على خلاف هذه الحكمة، فعندما يخطئ محسن، أو شريف أو عالم يتصرف بعضنا على طريقة الكواسر من الطيور والوحوش بدل أن نحفظ هؤلاء ذوي الأيدي على الناس وعلينا.

والحمد لله رب العالمين


1- نهج البلاغة 164:2.
2- بحار الأنوار، ج75، ص63.
3- المصدر نفسه.
 

15-05-2014 | 16-31 د | 1903 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net