الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
السَّلام على غريب طوس
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مخطط الشهادة
أدرك المأمون بعد مشاهدة النتائج التي تمخضت عن وجود الإمام عليه السلام وأصحابه أنه ارتكب خطأً كبيراً ويجب عليه البحث عن مخرج وطريق حل فلم يكن أمامه سوى التفكير بالقضاء على الإمام الرضا عليه السلام هناك شكلان ممكنان لقتل الإمام:

أ - أن يعلن للجميع مخالفته للإمام.وقتل الإمام عليه السلام علناً، في هذا الحال سيكون جميع أصحاب الإمام عليه السلام في معرض الخطر.
ب - قتل الإمام بشكل مخفي وإظهار أن موته قد تم نتيجة مرض مفاجئ وهذا يعني الحفاظ على صورة المأمون لدى الناس الذين سيتحدثون عنه بأنه صديق للإمام عليه السلام.

وكان أمام الإمام عليه السلام طريقان: أن يمتنع الإمام عن تناول العنب أو الرمان المسموم وهذا يعني تشجيع المأمون على اللجوء إلى القتل العلني، وأما قبول تناولهما واستمرار المأمون بسياسة التظاهر بمحبته للإمام وأتباع الإمام وهذا يعني الحفاظ على الشيعة من الأخطار المستقبلية المحتملة.مما لا شك فيه أن الإمام عليه السلام وجد في الطريق والخيار الثاني مصلحة الإسلام والشيعة.لذلك كان هم الإمام إبقاء المأمون بعيداً عن المواجهة العلنية مع أصحابه وهذا يعني بقاء السيوف بعيدة عنهم.

إلى أي مدى يجب الحفاظ على الروح؟
يجب التذكير بمسألة قد لا تخلو من لطف واستحسان، وهي تمسك بعض الأشخاص بقضية ولزوم اجتناب إيقاع النفس في التهلكة، للفرار من المسؤوليات التي تهدد النفس والروح وهذا يعني التخلي عن المسؤوليات.

هنا يجب الإشارة إلى عدم القدرة على التمسك بهذه الآية الشريفة في جميع الحالات والأوضاع، فالشهادة في سبيل الله ليست إلقاءً للنفس في التهلكة بل يجب أن تكون الشهادة حاملة مصلحة الإسلام والتشيع.فعندما يتم ترجيح البقاء يمكن اللجوء إلى الآية الشريفة وعندما ينبغي التضحية بالروح فيجب ذلك، حيث يصدق الأمر بالكامل على الإمام عليه السلام الذي استحضر الآية الشريفة في البداية ثم أقبل فيما بعد على الشهادة.

تقرير عن الشهادة قبل حصولها
قال هرثمة: "كنت ليلة بين يدي المأمون حتى مضى من الليل أربع ساعات ثم أذن لي في الانصراف فانصرفت فلما مضى من الليل نصفه قرع قارع الباب، فأجابه بعض غلماني فقال له: قل لهرثمة أجب سيدك، فقمت مسرعاً وأخذت عليَّ بعض أثوابي وأسرعت إلى سيدي الرضا عليه السلام فقال لي: اجلس فجلست، فقال لي: اسمع وعِ يا هرثمة هذا أوان رحيلي إلى الله تعالى ولحوقي بجدي وآبائي عليهم السلام، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب ورمان مفروك، فأما العنب فإنه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط بالعنب وأما الرمان فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده ليتلطخ حبه ذلك السم وأنه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرب إليَّ الرمان والعنب ويسألني أكلها فآكلها ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء".

ويقول هرثمة: "ثم دعاني المأمون، فدخلت إليه، فلم أزل قائماً إلى ضحى النهار ثم قال المأمون: أمضِ يا هرثمة إلى أبي الحسن عليه السلام فاقرأه مني السلام وقل له: تصير إلينا أو نصير إليك؟...فجئته فلما اطلعت عليه، قال: يا هرثمة أليس قد حفظت ما أوصيتك به قلت: بلى، قال: قدموا إليَّ نعلي فقد علمت ما أرسلك به قال: فقدمت نعليه ومشى إليه فلما دخل المجلس قام إليه المأمون قائماً فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه إلى جانبه على سريره وأقبل عليه يحادثه...ثم قال لبعض غلمانه: يؤتى بعنب ورمان قال هرثمة: فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر ورأيت النفضة...حتى خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي قد خرج من عنده ورجع إلى داره ثم رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون بإحضار الأطباء والمترفقين...وكان الناس في شك وكنت على علم لما أعرف منه"(1). هذا التقرير هو الذي ساهم في اطلاع الشيعة على حقيقة شهادة الإمام عليه السلام وافتضاح أمر المأمون وما خطط له حيث "مكروا ومكر الله والله خير الماكرين".


(1) عيون أخبار الرضا، ج‏1، ص‏275.

25-12-2014 | 16-37 د | 1582 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net