الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
السيد المعظم أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الوليد العظيم
‏ وكان أول مولود زكيّ للسيدة أم البنين هو سيدنا المعظم أبو الفضل العباس (عليه السلام)، وقد ‏ازدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته, وَسَرت موجاتٌ من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة ‏العلوية، فقد وُلد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى ‏الهاشميين مجداً خالداً وذكراً ندياً عاطراً. وحينما بُشرَّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا ‏المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله، وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية ‏فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كان أول صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد ‏الإيمان والتقوى في الأرض، وأنشودة ذلك الصوت: "الله أكبر.."، "لا إله إلا الله". وارتسمت ‏هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الأنبياء، وأنشودة المتقين في أعماق أبي الفضل، ‏وانطبعت في دخائل ذاته.‏

‏ وفي اليوم السابع من ولادة أبي الفضل (عليه السلام)، قام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ‏بحلق شعر رأسه، والتصدق بزنته ذهبا أو فضة على المساكين وعق عنه بكبش كما فعل ذلك ‏مع الحسن والحسين (عليهما السلام) عملاً بالسنة.‏

سنة ولادته
‏ أفاد بعض المحققين أن أبا الفضل العباس (عليه السلام) ولد سنة (26 هـ) في اليوم الرابع من ‏شهر شعبان.‏

تسميته
‏ سمّى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وليده المبارك (بالعباس) وقد استشفّ من وراء ‏الغيب أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق ‏البسمات في وجه الخير، وكان كما تنبأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى ‏المعادية لأهل البيت (عليهم السلام)، فقد دمر كتائبها وجندل أبطالها، وخيم الموت على جميع ‏قطعات الجيش في يوم كربلاء، ويقول الشاعر فيه:‏
عبست وجوه القوم خوف الموت * والعباس فيهم ضاحك متبسم.‏

كنيته
‏ وكني سيدنا العباس (عليه السلام) بما يلي:‏
‏ أبو الفضل: كني بذلك لأن له ولداً اسمه الفضل، ويقول في ذلك بعض من رثاه:‏
أبا الفضل يا من أسس الفضل والإبا * أبى الفضل إلا أن تكون له أبا. ‏

وطابقت هذه الكنية حقيقة ذاته العظيمة فلو لم يكن له ولد يُسمى بهذا الاسم، فهو - حقاً - أبو ‏الفضل، ومصدره الفياض فقد أفاض في حياته ببره وعطائه على القاصدين لنبله وجوده، وبعد ‏شهادته كان موئلاً وملجأ لكل ملهوف، فما استجار به أحد بنية صادقة إلا كشف الله ما ألم به ‏من المحن والبلوى.‏

‏ أبو القاسم: كني بذلك لأن له ولداً اسمه (القاسم) وذكر بعض المؤرخين أنه استشهد معه يوم ‏الطف، وقدمه قرباناً لدين الله، وفداءً لريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).‏

ألقابه
‏ أما الألقاب التي تضفي على الشخص فهي تحكي صفاته النفسية الحسنة، وقد أضفيت على ‏أبي الفضل (عليه السلام) عدة ألقاب رفيعة تنم عن نزعاته النفسية الطيبة، وما اتصف به من ‏مكارم الأخلاق وهي: ‏

1 - قمر بني هاشم: كان العباس (عليه السلام) في روعة بهائه، وجميل صورته آية من ‏آيات الجمال، ولذلك لقب بقمر بني هاشم، وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة، فقد كان ‏قمراً في دنيا الإسلام.‏

2 - السقاء: وهو من أجلّ ألقابه، وأحبها إليه، أما السبب في إمضاء هذا اللقب الكريم عليه ‏فهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت (عليهم السلام) حينما فرض الإرهابي المجرم ابن ‏مرجانة الحصار على الماء، وأقام جيوشه على الفرات لتموت عطشا ذرية النبي (صلى الله ‏عليه وآله وسلم).‏

3 - بطل العلقمي: أما العلقمي فهو اسم للنهر الذي استشهد على ضفافه أبو الفضل العباس ‏‏(عليه السلام)، وكان محاطاً بقوى مكثفة من قبل ابن مرجانة لمنع ريحانة رسول الله (صلى ‏الله عليه وآله وسلم) وسيد شباب أهل الجنة، ومن كان معه من نساء وأطفال من شرب الماء، ‏وقد استطاع أبو الفضل بعزمه الجبار، وبطولته النادرة أن يجندل الأبطال، ويهزم أقزام ذلك ‏الجيش المنحط، ويحتل ذلك النهر، وقد قام بذلك عدة مرات، وفي المرة الأخيرة استشهد على ‏ضفافه ومن ثم لقب ببطل العلقمي.‏

4 - حامل اللواء: ومن ألقابه المشهورة (حامل اللواء) وهو أشرف لواء إنه لواء أبي ‏الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد خصّه به دون أهل بيته وأصحابه، وذلك لما تتوفر ‏فيه من القابليات العسكرية، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهم المناصب الحساسة في ‏الجيش.‏

5 - كبش الكتيبة: وهو من الألقاب الكريمة التي يمنح بها القائد الأعلى في الجيش، الذي ‏يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبيره، وقوة بأس، وقد أضفي هذا الوسام الرفيع على سيدنا ‏أبي الفضل، وذلك لما أبداه يوم الطف من الشجاعة والبسالة في الذب والدفاع عن معسكر ‏الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد كان قوة ضاربة في معسكر أخيه، وصاعقة مرعبة ومدمرة ‏لجيوش الباطل.‏

6 - العميد: وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تمنح لأبرز الأعضاء في القيادة ‏العسكرية، وقد قلد أبو الفضل (عليه السلام) بهذا الوسام لأنه كان عميد جيش أخيه أبي عبد ‏الله، وقائد قواته المسلحة في يوم الطف.‏

7 - حامي الظعينة: ومن الألقاب المشهورة لأبي الفضل (عليه السلام) (حامي الظعينة). ‏يقول السيد جعفر الحلي في قصيدته العصماء التي رثاه بها:‏
حامي الضعينة أين منه ربيعة * أم أين من عليا أبيه مكرم.‏

‏ وإنما أضفي عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل ‏الوحي، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهن وحراستهن وخدمتهن، فكان هو الذي يقوم ‏بترحيلهن، وإنزالهن من المحامل طيلة انتقالهن من يثرب إلى كربلاء.‏

8 - باب الحوائج: وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما ‏قصده ذو حاجة بنية خالصة إلا قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما ألمَّ به من ‏محن الأيام، وكوارث الزمان.‏
‏ ملامحه

‏ أما ملامحه فقد كان صورة بارعة من صور الجمال، وقد لقب بقمر بني هاشم لروعة بهائه، ‏وجمال طلعته، وكان متكامل الجسم قد بدت عليه آثار البطولة والشجاعة، ووصفه الرواة بأنه ‏كان رجلاً وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان الأرض، وكان يقال له قمر بني ‏هاشم، وكان حامل لواء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء حتى استشهد. ‏

مع أبيه
‏ كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يرعى ولده أبا الفضل في طفولته، ويعنى به كأشد ما ‏تكون العناية فأفاض عليه مكونات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا، وقد توسم فيه ‏أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيسجل للمسلمين صفحات مشرقة من العزة والكرامة. ‏كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يوسع العباس تقبيلاً، وقد احتل عواطفه وقلبه، ويقول ‏المؤرخون: إنه أجلسه في حجره فشمر العباس عن ساعديه، فجعل الإمام يقبلهما، وهو غارق ‏في البكاء، فبهرت أم البنين، وراحت تقول للإمام: "ما يبكيك؟" يا أبا الحسن. فأجابها الإمام ‏بصوت خافت حزين النبرات: "نظرت إلى هذين الكفين، وتذكرت ما يجري عليهما..". ‏وسارعت أم البنين بلهفة قائلة: "ماذا يجري عليهما".. فأجابها الإمام بنبرات مليئة بالأسى ‏والحزن قائلاً: "إنهما يقطعان من الزند..".‏

وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أم البنين، فقد ذاب قلبها، وسارعت وهي مذهولة قائلة: ‏‏"لماذا يقطعان".. وأخبرها الإمام (عليه السلام) بأنهما إنما يقطعان في نصرة الإمام والذب عن ‏أخيه حامي شريعة الله ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأجهشت أم البنين في ‏البكاء، وشاركنها من كان معها من النساء لوعتها وحزنها. وخلدت أم البنين إلى الصبر، ‏وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداء لسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته. ‏


* ‏ شهداء أهل البيت (ع) قمر بني هاشم - الحاج حسين الشاكري ‏

23-05-2015 | 10-51 د | 1568 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net