الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
كرامات الإمام الباقر (عليه السلام)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

المقدمة
ولد أبو جعفر، محمد بن علي (عليه السلام) في الثالث من صفر[1] عام 57هـ.ق في المدينة المنورة. والده الإمام السجاد علي بن الحسين (عليه السلام) ووالدته فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام). فهو علوي وهاشمي من ناحية الأب والأم.

 عاش الإمام الباقر (عليه السلام) ثلاث سنوات وستة أشهر مع جده الإمام الحسين (عليه السلام) و34 عاماً مع الده الإمام زين العابدين (عليه السلام) واستمرت إمامته تسع عشرة سنة وشهران.
 عاصر الإمام الخامس خلال فترة حياته عشرة خلفاء أمويين ظالمين (من معاوية ابن أبي سفيان إلى هشام بن عبد الملك) وكانت إمامته في أجواء خلافة خمسة منهم.
أما الخلفاء الخمسة الذين عاصرهم الإمام (عليه السلام) أيام إمامته:
1 ـ الوليد بن عبد الملك (توفي عام 96 وهو الخليفة الأموي السادس).
2 ـ سليمان بن عبد الملك (توفي عام 99).
3 ـ عمر بن عبد العزيز (توفي عام 101).
4 ـ يزيد بن عبد الملك (توفي عام 105).
5 ـ هشام بن عبد الملك (توفي عام 125).
 
تسنى للإمام الباقر (عليه السلام) في مرحلة إمامته أن يقوم بترويج ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) وتثبيت المعارف الشيعية وترويجها بين مختلف شرائح المجتمع المسلم.

بدأ الإمام (عليه السلام) في تلك المرحلة الحساسة التأسيس لنهضة فكرية وثقافية واسعة فتربى على يديه طلاب كثيرون. وأما أبرز تلامذته واتباعه: زرارة بن أعين، حمران بن أعين، الحسن بن الحسن بن الحسن (عليه السلام)، زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، سليم بن قيس الهلالي، جابر بن عبد الله الأنصاري، جابر بن يزيد الجعفي، بكير بن أعين، أبان بن تغلب، الفضيل بن يسار، ليث بن البختري المعروف بأبي بصير، محمد بن مسلم الثقفي، أبو حمزة الثمالي و... وقد ذكر الشيخ الطوسي أسماء 468 شخصاً تتلمذوا على يدي الإمام الباقر (عليه السلام)[2].

توفي الإمام الباقر (عليه السلام) يوم الاثنين السابع من ذي الحجة عام 114هـ.ق. عن عمر ناهز 57 مسموماً على يدي الخليفة هشام بن عبد الملك ودفن إلى جانب والده في البقيع[3].

أما فيما يتعلق بمقام وعظمة الإمام الباقر (عليه السلام) فنكتفي بالإشارة إلى حديث عن الرسول الأكرم (ص) خاطب به جابر بن عبد الله الأنصاري، قال (ص): "إنك ستدرك رجلاً مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً"[4].
 
وفيما يلي نشير إلى بعض كرامات وفضائل الإمام.
 
الكرامة والمعجزة

المعجزة هي عمل خارق للعادة مقرون بدعوى النبوة، وأما إذا لم يكن مقرونا بدعوى النبوة فهو عبارة عن كرامة. وبناءً على ما تقدم فالكرامة عبارة عن الأعمال الخارقة للعادة التي تظهر من عبد الله الصالح من دون ادعاء. والهدف من وراء ذلك إلقاء الحجة على المخالفين والمنكرين. يقول الله تعالى: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ[5].

يطلق أصحاب الحديث المعجزة على الأعمال الخارقة للعادة التي يأتي بها الأئمة (عليهم السلام). يقول أبو بصير في هذا الخصوص: قلت للإمام الصادق (عليه السلام): "لأي علة أعطى الله عزَّ وجلَّ أنبياءه ورسله وأعطاكم المعجزة فقال: ليكون دليلاً على صدق من أتى به، والمعجزة علامة لله لا يعطيها إلا أنبياءه ورسله وحججه ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب"[6].

ومن هنا يطلق على الأعمال الخارقة للعادة التي يقوم بها الأئمة (عليهم السلام) المعجزة تارة والكرامة تارة أخرى وهي دليل قاطع على حقانية الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

وتحدث القرآن الكريم عن المعجزة تحت عنوان الآية وهي عبارة عن المعجزة التي فيها دلالة على صدق الرسول والإمام، ولذلك أطلق عليها عبارة الآية.

يتحدث الأستاذ مطهري (رحمه الله) حول الفرق بين المعجزة والكرامة ويقول: "المعجزة أي البينة والآية الإلهية التي تأتي لاثبات أمر إلهي وهي مقرونة بالتحدي. وهي محدودة بشروط خاصة، أما الكرامة فهي أمر خارق للعادة وهي تحصل إثر القوة الروحية والقداسة النفسانية للإنسان الكامل أو المتوسط الكمال ولا تكون الكرامة لأجل اثبات مقصود إلهي خاص. ويحصل هذا الأمر كثيراً ويمكن القول انها: أمر عادي وغير مشروط بأي شرط. المعجزة هي لغة الله التي يؤيد بها شخصاً ما ولكن الكرامة ليست على هذا النحو"[7].

قد يقال بأن الأعمال الخارقة للعادة التي يأتي بها الأئمة (عليهم السلام) على قسمين. قد تكون في مقام اثبات حقانيتهم في مقابل المخالفين وقد تكون في مقام تقوية الإيمان في قلوب المؤمنين. ويمكن أن نطلق على القسم الأول عنوان المعجزة وعلى الثاني الكرامة.

أطلق العديد من علماء الشيعة أمثال قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح والشيخ الحر العاملي في اثبات الهداة والسيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز والمقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة عنوان المعجزة على الأعمال الخارقة للعادة الصادرة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام). بينما تحدثت كتب أخرى عن هذه الأعمال تحت عنوان الكرامة.

على كل حال قد يستعمل هذان اللفظان بشكل مترادف فيما يتعلق بالأئمة (عليهم السلام) وقد يستعملان بشكل مفترق عن بعضهما. وفيما يلي نحاول الاشارة إلى نماذج من معجزات وكرامات الإمام الباقر (عليه السلام).
 
الإخبار عن حكومة بني العباس

أخبر الإمام الباقر (عليه السلام) المنصور الدوانيقي وقبل سنوات من مجيء بني العباس بخلافتهم وكيفية تحقق ذلك.

روي عن أبي بصير قال: كنت مع الباقر (عليه السلام) في مسجد رسول الله (ص) قاعداً حدثان ما مات علي بن الحسين (عليه السلام)[8] إذ دخل الدوانيقي وداود بن سليمان قبل أن أفضى الملك إلى ولد العباس، وما قعد إلى الباقر إلا داود فقال الباقر (عليه السلام): ما منع الدوانيقي أن يأتي؟ قال: فيه جفاء، قال الباقر (عليه السلام): لا تذهب الأيام حتى يلي أمر هذا الخلق ويطأ أعناق الرجال، ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها[9] حتى يجمع من كنوز الأموال ما لم يجتمع لأحد قبله، فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك فأقبل إليه الدوانيقي وقال: ما منعني من الجلوس إليك إلا اجلالك فما الذي خبرني به داود؟

فقال: هو كائن، قال: وملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم، قال: يملك بعدي أحد من ولدي؟ قال: نعم، قال: فمدة بني أمية أكثر أم مدتنا؟ قال: مدتكم أطول وليتلقفن هذا الملك حياتكم ويلعبون به كما يلعبون بالكرة، هذا ما عهده إلى أبي، فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر (عليه السلام)[10].
 
شفاء غير المبصرين

روي عن أبي بصير قال: قلت يوماً للباقر (عليه السلام): أنتم ذرية رسول الله؟ قال: نعم، قلت: ورسول الله وارث الأنبياء كلهم؟ قال: نعم ورث جميع علومهم قلت: وأنتم ورثتم جميع علم رسول الله (ص)؟ قال: نعم، قلت: وأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال: نعم بإذن الله، ثم قال: ادن مني يا  أبا بصير فدنوت منه فمسح يده على وجهي فأبصرت السهل والجبل والسماء والأرض، ثم مسح يده على وجهي فعدت كما كنت لا أبصر شيئاً، قال: ثم قال لي الباقر (عليه السلام): إن أحببت أن تكون هكذا كما أبصرت وحسابك على الله، وإن أحببت أن تكون كما كنت وثوابك الجنة، فقلت: كما كنت والجنة أحب إليّ[11].
 
جولة في الملكوت

عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:  سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ: "وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من المؤمنين" قال: وكنت مطرقاً إلى الأرض فرفع يده إلى فوق، ثم قال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفرج حتى خلص بصري إلى نور ساطع وحار بصري دونه، ثم قال لي: رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض هكذا، ثم قال لي: أطرق فأطرقت، ثم قال: ارفع رأسك  فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله، ثم أخذ بيدي فقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتاً آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثياباً غيرها، ثم قال لي: غض بصرك فغضضت بصري فقال: لا تفتح عينيك، فلبثت ساعة ثم قال لي: تدري أين أنت؟ قلت: لا، قال: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين، فقلت له: جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني فأراك؟ فقال لي: افتح فإنك لا ترى شيئاً، ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي، ثم سار قليلاً ووقف، فقال: هل تدري أين أنت؟ فقلت: لا أدري، فقال: أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر (عليه السلام)، وسرنا فخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا هذا في بنائه ومساكنه وأهله، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني حتى وردنا على خمسة عوالم، قال: ثم قال لي: هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم (عليه السلام) وإنما رأى ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالماً كل عالم كهيئة ما رأيت، كلما مضى منا إمام سكن إحدى هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه ثم قال لي: غض بصرك، ثم أخذ بيدي فإذا في البيت الذي خرجنا منه فنزع ذلك الثياب ولبس ثيابه التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا، فقلت له: جعلت فداك كم مضى من النهار فقال: ثلاث ساعات[12].
 
الاهتمام بالأصحاب

يشهد التاريخ بأن تلاميذ الإمام (عليه السلام) كانوا يتصرفون في المناطق التي يحضرون فيها بشكل واعٍ وذكي حيث كان المخالفون وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) يخشون حضورهم لما لهم من نفوذ وعظمة. وقد عملوا ومن خلال النشاطات الثقافية والسياسية على افشاء مؤامرات الحكومات الظالمة فتمكنوا من اثبات حقانية أهل البيت (عليهم السلام) وقد تصاعدت نشاطات أصحاب الإمام (عليه السلام) إلى درجة أصبح الطواغيت عاجزين عن تحمل وجودهم فكانوا يصدرون الأوامر بقتلهم.

أما الإمام الباقر (عليه السلام) فكان يهتم بالأصحاب بطرق مختلفة ومن جملة ذلك الحفاظ على حياتهم. وفيما يلي نذكر قصة تبين لنا أحد أوجه كرامات الإمام (عليه السلام) واهتمامه بأصحابه.

يعتبر جابر الجعفي أحد أبرز أصحاب وتلامذة الإمام الباقر (عليه السلام) عاش في المدينة 18 عاماً  إلى جانب الإمام ونقل عنه الكثير من الأحاديث الشريفة. ينقل جابر قصة طريفة يقول:
عن النعمان بن بشير، قال: كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفي، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر (عليه السلام) فودعه وخرج من عنده وهو مسرور حتى وردنا أول منزل نعدل منه إلى المدينة يوم جمعة، فصلينا الزوال، فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فناوله جابراً فتناوله فقبله ووضعه على عينيه وإذا هو: من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد، وعليه طين أسود رطب، فقال له: متى عهدك بسيدي؟ فقال: الساعة، فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال: بعد الصلاة ففك الخاتم وأقبل يقرؤه ويقبض وجهه حتى أتى على آخره، ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتى وافى الكوفة، فلما وافينا الكوفة ليلاً بت ليلتي، فلما أصبحت أتيته إعظاماً له فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة وهو يقول: "أجد منصور بن جمهور أميراً غير مأمور" وأبياتاً من نحو هذا، فنظر في وجهي ونظرت في وجهه فلم يقل لي شيئاً ولم أقل له وأقبلت أبكي لما رأيته، واجتمع عليّ وعليه الصبيان والناس، وجاء حتى دخل الرحبة واقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون: جن جابر بن يزيد جن.

فوالله ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إليّ وإليه أن انظر رجلاً يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم: من جابر ابن يزيد الجعفي؟ قالوا: أصلحك الله كان رجلاً له علم وفضل وحديث وحج فجن وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم قال: فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب، فقال: الحمد لله الذي عافاني من قتله، قال ولم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر[13].
 
الجن في حضور الإمام الباقر (عليه السلام)

الأئمة المعصومون (عليهم السلام) هم حجج الله وأئمة الهداية والأنوار التي يستضاء بها في الظلماء. جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة: "السلام على أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، واعلام التقى وذوي النُهى وأولي الحجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى"[14].

بناءً على ما تقدم فالأئمة المعصومون (عليهم السلام) هم حجج الله تعالى على كافة أهل الدنيا من الجن والانس وجميع مجموعات وشعوب العالم.

وكما أن رسول الله (ص) قد بعث للجن الانس كما توضح الآيات 29 ـ 31 من سورة الأحقاف، كذلك يكون أوصياءه.

بناءً على ما تقدم نشير إلى القصتين التاليتين:

ألف ـ عن سعد الاسكاف قال: أتيت أبا جعفر (عليه السلام) في بعض ما أتيته فجعل يقول: لا تعجل، حتى حميت الشمس عليّ وجعلت أتتبع الأفياء، فما لبث أن خرج عليّ قوم كأنهم الجراد الصفر، عليهم البتوت، قد انتهكتهم العبادة، قال: فوالله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم وقد مروا بي لم أر قوماً أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد، كأن ألوانهم الجراد الصفر، قد انتهكتهم العبادة، فقال: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم، قال: أولئك إخوانك من الجن، قال: فقلت: يأتونك؟ قال: نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم[15].

ب ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت أستأذن على أبي جعفر (عليه السلام) فقيل إن عنده قوم فقلت أثبت قليلاً حتى يخرجوا فخرجوا قوم أنكرتهم فدخلت فقال (عليه السلام) يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألونا عن معالم دينهم أما علمت أن الإمام حجة الله على الجن والانس[16].
 
صورة الحقيقة

كان أبو بصير من الأصحاب المقربين للإمام الباقر (عليه السلام). في إحدى السنوات رافق الإمام إلى الحج حيث كانا يطوفان سوياً. يقول أبو بصير تعجبت من كثرة الضجيج وهذا يدل على كثرة الحجيج وقلت للإمام: "ما أكثر الحجيج وأكثر الضجيج"[17].

عند ذلك قال الإمام (عليه السلام): "يا أبا بصير! ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج" ثم قال الإمام (عليه السلام): "أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه بعينك قلت وكيف لي بذلك يا مولاي فقال (عليه السلام) ادن فدنوت منه فمسح بيده على عيني فدعا بدعوات فعدت بصيراً فقال لي انظر يا أبا بصير إلى الحجيج فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلمات فقلت صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج ودعا بدعوات فعدت ضريراً"[18].


[1] أعيان الشيعة، ج1، ص650.
[2] رجال الشيخ الطوسي، ص121 ـ 151.
[3] وفيات الأعيان، ابن خلكان، مناقب آل أبي طالب، خ4؛ أعيان الشيعة،  ج1؛ أصول الكافي، ج1؛ الارشاد، الشيخ المفيد.
[4] أصول الكافي، ج1، ص391.
[5] سورة الأنفال، الآية: 42.
[6] بحار الأنوار، ج11، ص72.
[7] الوحي والنبوة، ص56.
[8] يشار إلى أن الإمام السجاد (ع) استشهد عام 95هـ.ق ووصل بنو العباس إلى الخلافة عام 132. وهذا يعني أن الإمام أخبر بوصول بني العباس قبل أكثر من ثلاثين عاماً.
[9] المنصور الدوانيقي هو ثاني خلفاء بني العباس بعد عبد الله السفاح حيث وصل إلى الخلافة عام 136 وبقي فيها حتى العام 158 أي أنه كان لمدة 22 عاماً خليفة.
[10] بحار الأنوار، ج46، ص249؛ الفصول المهمة، ص199؛ جامع كرامات الأولياء، ج1، ص164 وحديقة المؤمنين، ص534.
[11] أصول الكافي، ج1، ص391؛ اثبات الهداة، ج3، ص68، الفصول المهمة، ص199 واعلام الورى، ج1، ص504.
[12] حديقة الشيعة، المقدس الأردبيلي، ص531 واثبات الهداة، ج3، ص48.
[13] أصول الكافي، كتاب الحجة، باب أن الجن يأتيهم، الحديث 7؛ أعيان الشيعة، ج4، ص52.
[14] مفاتيح الجنان.
[15] أصول الكافي، كتاب الحجة، باب أن الجن يأتيهم، الحديث 1.
[16] عيون المعجزات، ص75 وبصائر الدرجات، ص116.
[17] المصدر نفسه.
[18] اثبات الهداة، ج3، ص62.

19-09-2015 | 10-04 د | 1972 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net