الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المبلّغ وأسلوب التحفيز
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

نماذج ملهمة من الإمام الحسين (ع)
 
الاحترام والتشجيع:

إنّ احترام الآخرين وتشجيعهم لما قاموا به من أعمال مقبولة ومطلوبة، مؤثر في مستوى تقوية روحية الثقة بالنفس، وبالتالي تنمية الإحساس بالعزة لديهم. وتبرز أهمية هذا العامل إلى مستوى يمكن القول إنّ الاحترام والتشجيع هما الأساس في ايجاد الخصال الحسنة وتقوية الثقة بالنفس. إنّ التشجيع يؤدي إلى ظهور الاستعدادات الخفية عند الإنسان ووصولها إلى فعلياتها الحقيقية ممّا يؤدي إلى تفتح وظهور الإبداعات الداخلية. وللتشجيع مظاهر كثيرة، من جملتها: الثناء، التقدير، الاحترام، التجليل، إعطاء الجوائز المادية والمعنوية، بذل العاطفة والمحبة والشكر. فيما يلي نشير إلى بعض نماذج التشجيع عند الإمام الحسين عليه السلام.
 
1- احترام المعلّم:
كان جعفر أحد أبناء الإمام الحسين عليه السلام يدرس عند معلم في المدينة باسم "عبد الرحمان السلمي". في أحد الأيام عَلّم المعلم سورة الحمد للطفل. عندما قرأ الطفل السورة على مسامع الإمام الحسين عليه السلام، قام الإمام عليه السلام بما من شأنه تجليل واحترام المعلم مقابل هذا العمل القَيّم ثم أهداه ألف دينار وألف حلّة. وعندما سألوا الإمام عليه السلام عن سبب هذا العطاء، أجاب: "وأين يقع هذا من عطائه"؟ ثم قرأ الأبيات الآتية:
إذا جاءت الدنيا عليك فَجُد بها***على الناس طُراً قبل أن تتفلت
فلا الجودُ يُفنيها إذا هي أَقْبَلت***ولا البُخْلُ يُبقيها إذا ما تولَت
 
2- التشجيع على العمل الحسن:
في أحد الأسفار، أضاع الإمام الحسن عليه السلام الطريق. وفي الليل صادف في طريقه راعياً. استضاف الراعي الإمام عليه السلام عنده ثم أرشده إلى الطريق عند الصباح. فقال له الحسن عليه السلام: "إني ماضٍ إلى ضيعتي ثم أعود إلى المدينة ووقت له وقتاً. وقال له: تأتيني به. فلما جاء الوقت شغل الحسن عليه السلام بشيء من أموره عن قدوم المدينة، فجاء الراعي وكان عبداً لرجل من أهل المدينة فصار إلى الحسين عليه السلام وهو يظنه الحسن عليه السلام فقال: أنا العبد الذي بت عندي ليلة كذا، ووعدتني أن أصير إليك في هذا الوقت، وأراه علامات عرف الحسين عليه السلام أنه الحسن، فقال الحسين عليه السلام له: لمن أنت يا غلام؟! فقال: لفلان، فقال عليه السلام: كم غنمك؟ قال: ثلاثمائة، فأرسل إلى الرجل فرغبه حتى باعه الغنم والعبد، فاعتقه ووهب له الغنم مكافأة لما صنع مع أخيه. وقال عليه السلام: إن الذي بات عندك أخي وقد كافأتك بفعلك معه"[1].

3- تحرير الأَمَة:
يقول أنس بن مالك كنت عند الإمام الحسين عليه السلام عندما قامت إحدى إمائه بإهدائه وردة. أخذ الإمام عليه السلام الوردة وقال لها: أنتِ حرة لوجه الله". ثم إنّ أنس بن مالك سأل الإمام عليه السلام عن تحريرها وأنّ وردة تدفعه إلى ذاك العمل! أجاب الإمام عليه السلام مستحضراً ما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾[2]. ثم قال: "وكان أحسن منها عتقها"[3].
 
4- احترام الاسم الحَسَن:
إن الاسمَ الحَسَن يدفع الآخرين لاحترام صاحبه، لا بل قد يتفاءلون باسمه. ويؤدي هذا العمل إلى تقوية شخصيته وزيادة الإحساس بالعزة لديه. من هنا يمكن القول إنّ الاسم الحسن يؤدي إلى نشاط وسرور صاحبه. وعلى هذا الأساس يجدر بالأهل الالتفات والدقة في مسألة إطلاق الاسم على الأبناء. عندما سقط الحر شهيداً وكان في آخر لحظات حياته، جاء الإمام الحسين عليه السلام ووقف عند رأسه ثم كان يمسك بيديه المباركتين وجه الحر، يمسح التراب والدم عنه، عند ذلك تحدث الإمام عليه السلام قائلاً: "بخ بخ لك يا حر، أنت حُرّ كما سميت في الدنيا والآخرة" ثم إن الإمام عليه السلام تحدث عن والدته قائلاً: "والله ما أخطأت أمك إذ سمتك حراً، فأنت والله حُرّ في الدنيا وسعيد في الآخرة"[4].
 
5 - الكلام الباعث على العزة:
كان الإمام الحسين عليه السلام يسعى وبشكل عملي لإحياء الاطمئنان والثقة بالنفس في وجود الأشخاص عدا عن أنه عليه السلام كان يعمل وبشكل جاد في مساعدة المحرومين والمستضعفين والحفاظ على حيثياتهم وماء وجوههم وعدم التعرض لذلك بأي شكل من الأشكال. وكان عليه السلام يولي أهمية خاصة في أقواله لإحياء الكرامة الإنسانية والعزة الشخصية. وننهي المقال بعبارات تحكي عن روحية عزة النفس عند الإمام عليه السلام والتي كانت بوجه الظالمين والمعتدين على حقوق المسلمين.
 
هناك الكثير من الناس ممن يفرون من الموت ويلتجئون إلى أنواع الملذات، وذلك لأجل يومين من الحياة الدنيوية السريعة الانقضاء، مما يجعلهم يضحون بعزتهم وكرامتهم. يقول الإمام الحسين عليه السلام في هذا الشأن: "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"[5].
 
عبد الكريم باك نيا


[1] موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام، ص921.
[2] سورة النساء، الآية: 86.
[3] بحار الأنوار، ج44، ص195.
[4] لواعج الأشجان، ص147، اللهوف، ص192.
[5] اللهوف، ص180.

13-12-2016 | 11-38 د | 2445 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net