الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
خصائص المبلّغ (5)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:

- الصّدق:
﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِير[1].
سيكون الحديث هنا في هذا المقطع من خصائص المبلّغ، عن صفة “الصّدق” على أمل أن نكون من “الصّادقين”.

الصّدق - في مقابل الكَذِب- هو مطابَقة الكلام (الخبر، الحكم) للواقع واعتقاد المتكلّم[2].

ومن ثمّ فإنّ مجال الصّدق لا يتحدّد بخصوص الكلام، بل إنّه يشمل الاعتقاد والعمل أيضًا[3].

وبناءً عليه، فإنّ المبلّغ الصّادق هو الشّخص الذي يعكس كلامه تمام صفحة الواقع وما يعتقده، وكان عمله مؤيّدًا لهذَين الأمرين.

ويَظهر الصّدق بنحوٍ كاملٍ إذا كان موافقًا للقلب والّلسان والعمل، وإذا كان كلام الإنسان مخالفًا للواقع وما يعتقده، أو كان كلامه مخالفًا لفعله فلا يمكن تسميته بالصّادق. ولهذا السّبب فقد ذمَّ الله تعالى أولئك الذين يقولون للنّاس أشياءًا لا يقومون هم أنفسهم بفعلها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ[4].

إنَّ أهميّة الصّدق في النّظام القِيَمي في الإسلام كبيرة جدّاً، إلى حدّ أنّ الله تعالى مَدح نفسه ومجّد أنبياءه به[5]، وفي مقابل ذلك فقد ذمّ الله تعالى الكذب والكاذبين.[6]

رَوَى أحد أصحاب الإمام الباقر(عليه السّلام) عندما تشرَّف بالدّخول عليه لتعلُّم الحديث: “قال لي أبو جعفر(عليه السّلام) في أوّل دخلة دخلت عليه، تعلّموا الصّدق قبل الحديث”[7] .

كيف نكون صادقين:
أ- الاعتماد في بيان الآيات القرآنية – وبقدر الإمكان- بشكلٍ مباشر على القرآن الكريم والاستفادة في ترجمة الآيات وتفسيرها من التّراجم المـُعتبرة والتّفاسير القيِّمة نظير تفسير الميزان و... .

ب- الاستفادة في بيان الأحكام الشرعيّة من الرّسائل العمليّة لمراجع التّقليد وغيرها من الطُّرق الموجبة للاطمئنان بالحُكم الشّرعي، والّتي وردَ ذِكْرها في مقدّمة رسائل المراجع[8].

ج- في مجال الرّوايات، لا بدّ من التّدقيق في أسانيدها ومحتواها، ونقلها من الكتب الرّوائية المـُعتبرة، وذكر المصادر بدقّة نظير: نهج البلاغة، الكافي، آثار الشّيخ المفيد والشّيخ الصّدوق والشّيخ الطّوسي وأمثال هؤلاء العظماء[9].

د- بيان مدائح ومصائب الأئمّة (عليهم السّلام) وبالخصوص النّهضة المقدّسة للإمام الحسين (عليه السّلام) بالاستفادة من المصادر الرّوائية والتّاريخية[10] المعتبرة وأشعار الشّعراء المشهورين، والإعراض عن بيان المطالب الواهية وغير المـُسندة.

هـ- لا بدّ من التّدقيق في عرض المسائل السّياسية والاجتماعيّة والثّقافية وغيرها، والتّحقيق في مورد الأخبار والمصادر والأفراد حيث لا يقين بصدقهم وعدالتهم. ولا بدّ هنا من التّذكير دائمًا بالتّوصية القرآنيّة القائلة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ[11].

و- إذا أردت نقل الكلام بمعناه وليس بالنّص وكذلك إذا أردت التصرُّف فيه أو تلخيصه؛ فلا بدّ حتمًا من الإشارة إلى ذلك.

تذكير:
ذكرت المصادر الدِّينية موارد جواز الكذب للضّرورة ولوجود المصلحة الأهمّ. فمن خلال المعرفة الدّقيقة والتّامّة بهذه الموارد يُمكِننا عند الّلزوم التكلُّم أو التصرُّف بنحوٍ نؤدّي فيه الوظيفة الشرعيّة والتّكليف، وكما هو الحال في ميدان القتال ومقابلة العدوّ والإصلاح بين المؤمنين والتّورية والتّقية و...[12].

[1] سورة الإسراء، الآية 80.
[2] مفردات الراغب، مادّة صدق.
[3] التحقيق في كلمات القرآن، مادة صدق.
[4] سورة الصف، الآيتان 2-3.
[5] ومثالاً على ذلك لاحظ هذه الآيات:
﴿...وَإِنَّا لَصَادِقُونَ(سورة الأنعام، الآية 146).
﴿...وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيث(سورة النساء، الآية 87).
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّ(سورة مريم، الآية 41).
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّ(سورة مريم، الآية 56).
[6] انظر إلى هذه الآيات الشريفة:
﴿...فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ...(سورة الأنعام، الآية 144).
﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (سورة البقرة، الآية 79).
[7] الكافي، ج2، ص104؛ بحار الأنوار، ج71، ص403.
[8] انظر رسالة توضيح المسائل، أحكام التقليد.
[9] نظير كتاب الإرشاد للشيخ المفيد، ومنتهى الآمال للمحدث القمي.
[10] المصدر نفسه.
[11] سورة الحجرات، الآية 6.
[12] لمزيد من الاطلاع يراجع: بحار الأنوار، ج71، ص1- 17.

08-11-2017 | 13-08 د | 1882 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net