الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
خصائص المبلّغ (7)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:

النَّظم والانضباط:
قال الإمام علي(عليه السلام): “أوصيكما وجميع وُلدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم...”[1].

سيكون الحديث في هذه المقالة حول النّظم والانضباط، ولا شكّ أنّكم سمعتم كثيرًا بهاتَين الكلمَتَين، وبشكلٍ مختصر نقول: إنّ النّظم والانضباط عبارة عن التّرتيب والتّنسيق والتّزيين والالتزام و... في كلّ المجالات، ومن جُملتها الكلام والأفعال والسّلوك في مقابل الاضطراب والخَلل والهرج والمرج.

إنّ تمام ظواهر هذا العالم وموجوداتها، من أصغر شيء فيها إلى أعظمها وأكبرها تتمتّع بنظمٍ وترتيب خاص في كلّ مراحل تكوينها وتكاملها، ومن ثمّ فإن وجود النّظام في هذه الموجودات يُرشدنا إلى وجود المنظّم - الحكيم القادر- لعالم الوجود.

إنّ الخالق تعالى قد خلق كلّ شيء على أساس نظامٍ مذهلٍ: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[2].

وكذلك فإنّ تعيين الوقت والمقادير في الأحكام الشرعيّة العباديّة والاقتصاديّة و...، نظير الصّلاة والصّوم والحجّ والخمس والزّكاة و... كلّ ذلك يقوم على أساس نظام محدّد ومقدّر[3].

إنّ أئمّة ديننا (عليهم السّلام)، وكما تأسَّوا بالنّظام في كلّ مراحل حياتهم، فإنّهم دعونا أيضاً إلى الإقتداء بهم ومراعاة النّظم في حياتنا. نقرأ في نهج البلاغة قول الإمام (عليه السّلام): “وإيّاك والعجلة في الأمور قبل أوانها، أو التّساقط فيها عند إمكانها، أو الّلجاجة فيها إذا تنكَّرت، أو الوهن عنها إذا استوضحت، فضع كلّ أمرٍ موضعه، وأوقع كلّ عملٍ موقعه”[4].

وكذلك؛ فإنّ الإمام الكاظم (عليه السّلام) يوصينا بطريقة هامَّة لتنظيم حياتنا؛ وقد أشار فيها إلى البُعد الفردي والاجتماعي والمادي والمعنوي عند الإنسان. قال سلام الله عليه: “اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات:
ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثّقاة الّذين يعرّفونكم عيوبكم ويُخلصون لكم في الباطن، وساعةً تختلون فيها للذَّاتكم في غير محرّمٍ، وبهذه السّاعة تقدرون على الثّلاث ساعات”[5].

وأنت أيّها الصّديق والرّفيق، إبدأ أولاً بالنّظم والانضباط في مطالعتك وأعمالك التّحقيقية، وجرّب ذلك في حياتك الخاصّة والعائليّة، لكي تكون أُسوة عمليّة في النّظم والانضباط لغيرك من المخاطبين وهذا ما كان عليه المبلّغ النموذجي للإسلام في عالمنا المعاصر الإمام الخميني(رضوان الله تعالى عليه)[6].

مخطّط التبليغ:
إنّ النّظم والانضباط في مجال التّلبيغ عامل مهم للإفادة القصوى من الإمكانات والفرص، والحدّ من إتلاف الوقت والعمر عندك وعند الآخرين. ومن هذه الجهة، فإنّنا نقترح عليك أن تقوم قبل الشروع بأيّ نشاط تبليغيّ (الخطابة، التّدريس، التّأليف والأعمال الفنيّة والإعلامية و...) بوضع مخطّط تبليغي واقعي شفّاف وواضح، تحدّد فيه كلَّ شيء تهمُّ بالقيام به سواءً بصورة فرديّة أو جماعيّة. وسوف يُسهم مثل هذا المخطّط بإعانتك على تشخيص مسار حركتك بدقّة ووضوح، وعلى استقراء المصادر العلميّة والإنسانية والمالية وغير ذلك ممّا تحتاجه في عملك. وأخيراً؛ فإنّه سيجعلك مهيّأ لمواجهة المشكلات والموانع الاحتماليّة الّتي قد تعترض طريقك.

[1] نهج البلاغة، الرسالة 48، (مقطع من وصية الإمام(عليه السلام) لولديه الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام).
[2] سورة القمر، الآية 49.
[3] يقول الله تعالى في مورد الصلاة: { أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ...}(سورة الإسراء، الآية 78)، ويقول في مورد الحجّ: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...}(سورة البقرة، الآية 189).
[4] نهج البلاغة، مقطع من كتابه إلى الأشتر، الكتب 53.
[5] تحف العقول، ص410؛ وقد ورد في هذا المضمون رواية عن الإمام الصادق(عليه السلام)، انظر الكافي، ج5، ص87.
[6] سر ﮔـذشتهاي ويژه أز زندكى حضرت إمام خمينى (حوادث خاصة من حياة الإمام الخميني)، ج4، ص49- 50 ، وج5، ص150، وج6، ص129- 130. ﭘا به ﭘاى افتاب (على خطى الشمس)، ج2، ص170- 171، ص258- 259.

22-11-2017 | 15-04 د | 1970 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net