القصيدة:
يُعِيدُكَ لِلتَّارِيخِ بِالدَّمْعِ
وَالدَّمِ
عَشِقْتُ الأَسَى شَوْقاً إِلَيْكَ لِأَنَّنِي
فَمَا جَزَعِي مِنْ نَهْضَةٍ يَهْتِفُ الإِبَا
وَلَيْسَ لِأَنَّ الدِّينَ أَلْفَى بَظِلِّهَا
وَلَكِنْ لآلَامٍ عَلَى السِّبْطِ قَدْ جَرَتْ
بِنَفْسِي وَحِيداً فِي الجِهَادِ مُكَافِحاً
وَأَصْحَابُهُ صَرْعَى عَلَى الأَرْضِ حَوْلَهُ
وَفِي حِجْرِهِ الطِّفْلُ الرَّضِيعُ مُرَفْرِفاً
وَقَدْ شَعَبَ السَّهْمُ المُثَلَّثُ قَلْبَهُ
وَيَسْقُطُ فِي المَيْدَانِ وَهوَ بِحَالَةٍ
وَيَذْبَحُهُ شِمْرٌ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ
وَتُسْبَى حَرِيمُ اللهِ وَهْيَ ثَوَاكِلٌ |
مَتَى لَاحَ مَكْسُوفاً هِلَالُ
مُحَرَّمِ
أَرَاكَ بِعَيْنِ الثَّاكِلِ المُتَأَلِّمِ
لَهَا وَيَرَاهَا المَجْدُ أَرْفَعَ مِيسَمِ
حِمَاهُ وَفِي أَمْثَالِها الدِّينُ يَحْتَمِي
مَتَى أَتَذَكَّرْ شَجْوَهَا أَتَأَلَّمِ
عَدُوّاً يُلَاقِيهِ بِجَمْعٍ عَرَمْرَمِ
وَنِسْوَتُهُ مَذْعُورَةٌ فِي المُخَيَّمِ
يُعَالِجُ سَهْماً فِي وَرِيدِهِ مِرْثَمِ
وَزَادَ عَلَى آلامِهِ أنَّهُ ظَمِي
يَضِيقُ بِهَا وَصْفاً فَمُ المُتَكَلِّمِ
سِنَانٌ وَيُهْدَى مِنْ دَعِيٍّ لِمُجْرِمِ
تَحِنُّ إلى خِدْرٍ وَتَبْكِي عَلَى حَمٍي |
شعبي:
وبنت النبي وي الحور نصبت له عزيه
والكل ينادي يا غريب الغاضرية
عافت المكسب والحزن بالقلب وقّاد
نصبت مأتمها على بو زين العباد
|
صارت مآتم في السماوات العلية
وهذا ينادي وا شهيدٍ مات عطشان
لبست الشيعة بكل وادي ثياب السواد
تبذل على ابن المصطفى غالي الأثمان |
وانعى على اللي بكربلا صدره تهشم
فاطمة الزهرة بهالشهر تنصب المأتم |
ابكي يا شيعي بهالشهر واجري الدمع مد
وتنوح ابنها بالقبر وتزيد الونين |
وتهل دمعها على القضى بالسيف
منحور
وتصيح يبني ذاب كبدي بشهر عاشور |
فاطمة الزهرة تنوح ويَّه جملة الحور
هاجت أحزائي والقلب منجسم نصين |
أبو ذية:
(حال مولاتنا زينب عليها السلام)
وين الأيام اللي كنا نعشها
وكل الناس بيحمل نعشها
|
أبونا علي بوجود ونعشها
ونعشك يخويه تراب الغاضريه |
المجلس:
هذه الليلة هي أولى ليالي الحزن، ليالي البكاء والمواساة لمولاتنا زينب سلام الله
عليها الحزينة، لمولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام التي تنظر إلى شيعتها في هذه
الليالي، إلى حزنهم وبكائهم ومواساتهم وتسجّل عندها الأسماء، مولاتي يا فاطمة
سجّلينا في هذا الديوان من أوّل ليلة.
ولسان
حالها: (مجرّدات)
وين لينوح وياي وينه
وينه ليهل دموع عينه
وين ليساعدني بونينه
لابني الذي قطعوا وتينه
وثمّ بس جسد وموزعينه فوق الثرى ولا
دافنينه
واحنا ليساعدنا ببكينا
بالمصايب لصارت علينا
يوم الحشر لازم نعينه
أنا أم الغريب
لمات مذبوح ودمه بوادي الطف مسفوح
وتقبل عوادي الظلم وتروح تلعب على جسمه المطروح
فوق القبر كله والجروح وخواته
بكثرة تحن وتنوح
(لحن
الفراق)
يبني يبني مصبيتك هدّت كياني
يبني يبني والفرح عقبك مالفاني
يبني يبني والشمر وايد أذاني
****
يبني يبني مصيبتك أصعب مصايب
يبني يبني يمتى يظهر الغايب
يبني يبني وياخذ بثار الأطايب
سيّدي ومولاي يابن الحسن في هذه الليلة وهي أوّل ليلة، سيّدي متى تظهر وتأخذ بثأر
جدَّتك فاطمة؟ متى تأخذ بثأر جدّك أمير المؤمنين بثأر عمّك الحسن؟ متى يا مولاي
تظهر وتأخذ بثأر جدّك الحسين المذبوح العطشان؟
(لحن
الفراق)
يبو صالح غيبتك طالت علينا
يبو صالح وللحزن هاليوم اجينا
يبو صالح نبكي اللي بكاه نبينا
سيّدي يابن الحسن متى تظهر وتطلب بثأر عمّتك الحوراء زينب عليها السلام التي سُبيت
من بلدٍ إلى بلد ومن مكانٍ إلى مكان؟ وهي أمّ المصائب التي رأت وعاينت كلّ مصائب
أهلها وصبرت
وتحمَّلت.
لذلك يصوّر الشاعر حالتها بعد كلّ المصائب:
(تغريد حزين)
أنا اللي شفت
نارين
لكن نار أشد من نار
نار لحرقت خيمنه
ونار لحرقت باب الدار
وأنا اللي شفت ضلعين واحد
صوبه البسمار
وواحد كربلا تخبرك
شلون الخيل رضنه
وأنا اللي شفت طشتين
والطشتين آذنَي
كبد الحسن بيه واحد
وواحد بيه راس حسين
وأنا اللي فجعني البين
بأهلي وصرت مفجوعة
وأنا لشاهدت كفين
للعباس مقطوعة
(أبو ذية)
بقلبي مأتمك يحسين ينصاب وذكرك من يمر
الدمع ينصاب
قلبي بدال قلبك ريت ينصاب وخدي بدال خدك على
الوطية
الخاتمة:
وَلِزْينَبٍ نَوْحٌ لِفَقْدِ شَقِيقِها
تَدْعُوهُ يَابْنَ الزَّاكِيَاتِ الرُّكَّعِ