(فائزي)
بالله أرد أنشدك كربلا متجاوبيني
شنهو العذر يا كربلا بالله اخبريني
حقي أعتبنك وأريدك تعلميني
شنهو العذر يا كربلا من هذا المصاب
يا كربلا الخطَّار لازم يكرمونه
واللي يجي وياه بعز يضيفونه
خُطَّار عن الماي شفتي يمنعونه
يا كربلا بفعلك ثره القلب ذاب
يا كربلا هذا الذي ناغاه جبريل
شمامة الهادي ومهجة حامي الدخيل
وبأرضك تخليني تسحق صدره الخيل ما
تعرفينه هذا ابن دحاي الأبواب
قالت أراضي كربلا لا تعتبوني
غصبن عليه مالجرى بكرة عيوني
كعبة صرت والناس كلهم يقصدوني
والحاربوا الحسين خسروا يوم الحساب
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "رحم الله شيعتنا، إنّهم أوذوا فينا ولم نؤذ
فيهم، شيعتنا منّا قد خُلقوا من فاضل طينتنا، وعُجنوا بنور ولايتنا، رَضُوا بنا
أئمّةً ورضينا بهم شيعة، يُبكيهم ما أصابنا، ويُحزنهم حزنُنا ويسرّهم سرورُنا، ونحن
أيضاً نتألمَّ بتألمُّهم، ونطَّلع على أحوالهم فهم معنا لا يفارقوننا ولا نفارقهم،
لأنّ مرجع العبد إلى سيّده، ومُعَوَّلُه إلى مولاه، فهم يهجرون من عادانا، ويجهرون
بمدح من والانا، ويباعدون من آذانا، اللهمّ إنّ شيعتنا منّا ومضافون إلينا، فمن ذكر
مصابنا وبكى لأجلنا أو تباكى استحى الله أن يعذّبه بالنّار.
أقول: وكيف لا نبكي على مصاب الحسين عليه السلام وأهل بيته وقد كان رسول الله صلى
الله عله وآله وسلم يبكي بمجرّد أن يرى الحسين عليه السلام لأنّه يتذكّر
ما سيجري
عليه، لذا فقد روي عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى الله عله وآله وسلم كان جالساً
ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السلام فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليَّ إليَّ يا بني،
فما زال يُدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى، ثمّ أقبل الحسين عليه السلام فلمّا رآه
بكى، ثمّ قال: إليَّ إليَّ يا بني، فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى. وكان
رسول الله صلى الله عله وآله وسلم في أواخر أيّامه يبكي إذا رأى أحداً من أهل بيته
كأمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام فإذا ما سألوه عن
بكائه كان يقول: إنّي أتذكّر ضربة عليّ على رأسه ولطم فاطمة على خدّها وطعن الحسن
في فخذه والسم الذي يسقاه وقتل الحسين عليه السلام.
خَطْبٌ يُذِيبُ مِنَ الصُّخُورِ صِلَابَها
وَيُزِيلُ مِنْ شُمِّ الجِبَالِ هِضَابَها
فَلَوْ أنّ ما قَاسَيْتَ مِنْهُ صَادَفَتْ
صُمُّ الصَّفَا مِعْشَارَهُ لَأَذَابَها
سيّدي يا رسول الله، كلّ المصائب على قلبك عظيمة ولكن أشدُّها ألماً مصيبة الذي
ذبحوه من القفا وتركوه جثّة في أرض كربلاء لم يوار جثمانه الثرى.
مولاتنا زينب عليها السلام ترى كلّ هذه المصائب المحرقة للقلوب كأنّي بها تخاطبكَ
سيّدي يا رسول الله:
(مجردات)
أخبرك يجدي احسين ذبحوه
ومن القفا للراس حزوه
ومن فوق ظهر
المهر ذبوه
ولا راقبوا جده ولا أبوه
وراسه براس الرمح شالوه
وصدره بجرد الخيل رضوه
وحتى الطفل ويلاه ذبحوه
وشربة اميَّه أبد ما سقوه
يجدي العدا خانوا بالحسين
وخلوه عاري بغير تكفين
وسلبوا عقب عينه النساوين
وحرقوا خيمهم والصواوين
(لحن الفراق)
وينه جدي يشوف خوية حسين
وينه
وينه جدي يشوف عباس مصيوبه عينه
وينه جدي يشوف شنهو لجرى علينه
(أبو ذية)
المصيبة حلَّت علينه وترها
وكبدتي انقطع يا جدي وترها
يريتك تنظر شبولك وترها
غدت مرتع لحافر خيول أميه
(تخميس)
يَا مَيِّتاً تَرَكَ الأَلْبَابَ حَائِرَةً
تَنَاوَشَتْهُ سِهَامُ البَغْيِ رَامِيَةً
وَأَعْظَمُ الخَطْبِ فِي الإِسْلَامِ دَاهِيَةً
عَارٍ تَجُولُ عَلَيْهِ الخِيْلُ عَادِيَةً
حَاكَتْ لَهُ الرِّيحُ ضَافِي مِئْزَرٍ وَرِدَا