هَذِهِ دَارُهُمْ تُهِيجُ شُجُونِي
جُودِي بِالدَّمْعِ فَوْقَ خَدِّي جُودِي
بَعُدُوا وَالبُعَادُ أَمْرٌ مُرِيبٌ
وَاصَلُونِي دَهْراً وَمَا كُنْتُ أَدْرِي
وَدَّعُونِي وَوَدَّعُوا السَّهْمَ قَلْبِي
أَيُّهَا الَّلائِمُونَ كُفُّوا وَلَكِنْ
تَرَكَتْ زَيْنَبٌ تُنَادِي حُسَيْناً
تِلْكَ ذِكْرَى بِهَا تَهُونُ الرَّزَايَا
غَيَّرَتْنِي مَصَائِبُ الطَّفِّ حَتَّى
|
كَيْفَ حَبْسُ الدُّمُوعِ بَيْنَ الجُفُونِ
هَذِهِ دَارُ صَحْبِنا يَا عُيُونِي
وَبِمَا لَا أُطِيقُهُ حَمَّلُونِي
بَعْدَ وَصْلٍ وَرَحْمَةٍ يَهْجُرُونِي
لَيْتَنِي مَا حَيِيتُ مُذْ وَدَّعُونِي
بِمُصَابِ ابْنِ فَاطِمَ ذَكِّرُونِي
يَا ابْنَ أُمِّي وَوَالِدِي رَوَّعُونِي
وَهْيَ مِنْ أُمَّهَاتِ رَيْبِ المَنُونِ
أَنَّ مَنْ يَعْرِفُونِي لَمْ يَعْرِفُونِي |
والله محيره
ظليت يحسين بهالأطفال
خويه وهالنساوين
دليني انطي الوجه لا وين
عقبك يا بن علة التكوين
يا هي الكسرها كسرة البين اجتني
رزية كربلا امنين
ومني خذن
سبعين واتنين لمثلهم ابد ما شافت العين
يحسين خويه ما نسيتك
لو بيدي كان ما فارقيتك
لكن مشيت آنه بوصيتك تنظر
لحالي تمنيتك
سبيه وباري عيال بيتك
تقول الرواية
أنّه عندما أراد الإمام الحسين عليه السلام الخروج من مدينة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أقبل مودّعاً قبر جدّه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
بكلّ صبر ورضا، وهناك وجّه إليه الشكوى وعرض عليه ما حلَّ به من مصائب ونوائب ومحن.
ثمّ إنّه أخذ يصلّي عند القبر ويدعو ليلة كاملة. وعند الفجر هوَّدت عينا أبي عبد
الله عليه السلام قليلاً وإذا به يرى جدّه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
في عالم الرؤيا قد أقبل إليه ومعه جمع من الملائكة وجمع من الأنبياء حتّى احتضنه
وأخذ يقبّله ويقول: حبيبي يا حسين، حبيبي يا حسين، كأنّي بك عن قريب مرمّلاً
بدمائك، بين عصابة من أمّتي لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة. وأنت مع ذلك عطشان
لا تُسقى وظمآن لا تروى، حبيبي إنّ أباك وأمّك وأخاك قدموا عليَّ وهم مشتاقون إليك
فعجِّل قدومك علينا. وإذا بالحسين يتعلّق في عالم الرؤيا بجدّه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
ويقول: يا جدّاه، خذني معك، يا جدّاه ضمني في قبرك، يا جدّاه لا حاجة لي بالرجوع
إلى الدنيا.
(بحراني)
ضُمَّنِي عِنْدَكَ يَا جَدَّاهُ فِي هَذَا الضَّرِيحْ
عَلَّنِي يَا جَدُّ مِنْ بَلْوَى زَمَانِي أَسْتَرِيحْ
ضَاقَ يَا جَدَّاهُ مِنْ رَحْبِ الفَضَا كُلُّ فَسِيحْ
فَعَسَى طَوْدُ الأَسَى يَنْدَكُّ بَيْنَ الدَّكَّتَيْن
جَدُّ صَفْوُ العَيْشِ مِنْ بَعْدِكَ بِالأَكْدَارِ شِيبْ
وَأَشَابَ الهَمُّ رَأْسِي قَبْلَ إِبَّانِ المَشِيبْ
فَعَلَى مِنْ دَاخِلِ القَبْرِ بُكَاءٌ وَنَحِيبْ
وَنِدَاءٌ بِافْتِجَاعٍ يَا حَبِيبِي يَا حُسَيْنْ
سَتَذُوقُ المَوْتَ ظُلْمَاً ظَامِياً فِي كَرْبَلا
وَسَتَبْقَى فِي ثَراها ثَاوِياً مُنْجَدِلاً
وَكَأَنِّي بِلَئِيمِ الأَصْلِ شِمْرٍ قَدْ عَلا
صَدْرَكَ الطَّاهِرِ بِالسِّيْفِ يَحُزَّ الوّدَجِين
(أبو ذية)
تعنه القبر جده حسين يا جد
يقله بعد مثلك وين يا جد
ضمني للضريح وياك يا جد
وخلصني من الهم العليه
استيقظ الحسين عليه السلام من نومه، ثمّ عاد إلى بيته وخرج بعدها إلى قبر أمّه
فاطمة لوداعها، لوداع الأم الحنون التي ينكسر قلبها عند
رؤية الحسين
عليه السلام وقف على قبر أمّه صاح: وا أماه وا فاطمتاه! ثمّ ودَّع قبر أمّه وودَّع
قبر أخيه الحسن عليه السلام وجاء إلى البيت، وأمر أهل بيته بالرحيل، جمع أهل بيته
وفي مقدّمهم أبو الفضل العبّاس عليه السلام، خرجوا من المدينة بهيبة وجلالة ووقار
حيث كانت النساء بحماية رجال بني هاشم، أسفي على بنات الرسالة كيف عادت إلى
المدينة؟ كيف عادت زينب؟ مولاتنا زينب عليها السلام كما ينسب إليها هذه الأبيات من
الشعر التي تصف حالتها كيف رجعت، رجعت وهي تقول:
مَدِينَةَ جَدِّنَا لَا تَقْبَلِينا
فَبِالحَسَرَاتِ وَالأَحْزَانِ جِينَا
خَرَجْنَا مِنْكِ بِالأَهْلِينَ جَمْعاً
رَجَعْنا لَا رِجَالَ وَلَا بَنِينَا
خَرَجْنَا وَالحُسَيْنُ لَنَا إِمَامٌ
رَجَعْنَا وَالحُسَيْنُ بِهِ رُزِينَا
(لحن الفراق)
يالمدينة رجعتي
تصعب عليَّ
يالمدينة ظل
حسين بالغاضرية
يالمدينة رزية
ما بعدا رزية
فَلَوْ أَنَّ مَوْتاً يُشْتَرَى لاشْتَرَيْتُهُ
وَعَيْشِي بَعْدَ الظَّاعِنِينَ مُنَكَّد