السيد محمد ابن السيد صالح بن ابراهيم بن زين العابدين الموسوي, المعروف بصدر الدين العاملي والمشتهر بهذا اللقب. عالم كبير و شاعر أديب . ولد في قرية جبشيت 21 ذي القعدة الحرام 1193 وجاء مع ابيه للعراق عام 1197 فعنى بتربيته, والذكاء طافح عليه فقد كتب حاشية القطر وعمره سبع سنوات كذا ذكر البحاثة الطهراني في (الكرام البررة). وذكره صاحب الحصون ج 9 ص 336 فقال:
كان فاضلا عالما فقيها اصوليا محدثا متكلما, له اليد الطولى في العلوم العقلية والنقلية حسن التقرير والتعبير, اديبا شاعرا, هاجر مع ابيه من جبل عامل في واقعة احمد باشا الجزار الى العراق وسكن النجف وتلمذ وتخرج على يد الشيخ جعفر كاشف الغطاء, وصار صهره على ابنته, ثم هاجر بعد موت استاذه الى أصفهان ومكث فيها برهة من الزمان ثم رجع الى النجف. وتوفي بالنجف ليلة الجمعة رابع عشر شهر المحرم سنة 1263 ودفن في حجرة من حجر الصحن الشريف مما يلي الرأس يمين القبلة وخلف ثلاثة أولاد وعدة بنات وله جملة من المؤلفات منها كتاب كبير في الفقه, وكتاب القسطاس المستقيم في الاصول, وكتاب المستطرفات، ومنظومة له في الرضاع, وكتاب في النحو و رسالة في حجية الظن ورسالة في مسألة ذي الرأسين, ورسالة في شرح مقبولة عمر بن حنظلة وله شعر كثير في العرفانيات ومدائح اهل البيت صلوات الله عليهم و مراثيهم فمن ذلك قوله في الامام اميرالمؤمنين:
عـلي بـشطر صفات الآله | حـبيت وفـيك يدور الفلك |
فـلولا الـغلو لـكنت اقول | جـميع صفات المهيمن لك |
ولـما أراد الآلـه الـمثال | لـنفي الـمثيل لـه مـثلك |
فـمن عالم الذر قبل الوجود | لـقول بـلى الله قـد أهلك |
وقـد كنت علة خلق الورى من | الجن والانس حتى الملك |
وعلمت جبريل رد الجواب |
ولـو لاك في بحر قهر هلك |
وذكره النقدي في (الروض النضير) فقال: كان من أعاظم علماء اواسط القرن الثالث عشر, وكانت له الجامعية في علوم شتى والنصيب الوافر في الادب وله شعر لطيف, و ذكره الشيخ الطهراني في (الكرام البررة) نقلا عن (التكملة) للسيد الصدر فقال: كان من اعيان الفقهاء والمجتهدين تلميذ الشيخ الاكبر وصهره, ووالده السيد صالح كان صهر الشيخ علي ابن الشيخ محي الدين بن علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني, رزقه الله من بنت الشيخ علي, صاحب الترجمة واخيه السيد محمد علي . وذكره الحجة كاشف الغطاء محمد الحسين فقال: كان السيد الصدر جامعا لجميع الكمالات خصوصا كمال الادب الذي هو من اللازمات, وقد كانت له فيها القدم الراسخة والنخوة الشامخة والسليقة العربية والنكات العجمية, ويدلك على حسن مشربه و لطيف مسلكه مستهل قصيدته.
يعارضني في الشعر من لا أعارضه | وما انا الا البحر فاضت فوائضه |
ترجم له صاحب شعراء الغري وقال: له شعر كثير ولكنه تلف
واليك قوله من قصيدته يمدح بها الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب
جـاءت تجوب البيد سيارة | تهوي هوي المرمل الصارخ |
الـى عـلي وزعـيم العلى | يـوم الوغى والعلم الشامخ |
الى السراة الانجبين الاولى | أحصوا فنون الشرف الباذخ |
أولـى المزايا الغر أعباؤها | يـنوء فـيها قـلم الـناسخ |
قد أيقنوا منه بجزل الخطى | ان عـليا لـيس بـالراضخ |
قال بمناسبة مولد الامام الحسين عليه السلام في الثالث من شهر شعبان
فـدت شـهر شعبانها الاشهر | فـمن بـينها يـمنه الاشهر |
لـثالثه فـي رقـاب الانـام | أيــاد لـعـمرك لا تـنكر |
وبـاب الـنجاة الامـام الذي | ذنـوب الـعباد بـه تـغفر |
وغـصن الامـامة فـيه سما | جـنـي هـدايـتها يـثمر |
وروض الـنبوة مـن نـوره | سـني ومـن نـوره مزهر |
لـتـهن بـمـيلاده شـيعة لـهم | طـاب في حبه عنصر |
غــذاه الـنـبي بـابهامه فـما | زال عـن ريها يصدر |
بـه الله رد عـلى (فطرس) | مـقاما بـه فـي السما يذكر |
أكان من النصف مثل الحسين | شـفيع الـخلايق اذ تـحشر |
ومـن هو ريحان قلب النبي | ثـلاثا عـلى الترب لا يقبر |
تـعادى عليه جموع ابن | هند بـأسـيافهم جـهرة يـنحر |
بـميلاده بـشر الـمصطفى | وفـي قـتله حرب تستبشر |
ومـا زال يـؤلمه ان بـكى | وكــان بـتـسكيته يـأمر |
فـكـيف اذا مـا رآه لـقى | وفـي الترب خديه قد عفروا |
بـنفسي الذي يستغيث العداة | ويـدعو الـنصير فلا ينصر |
*ادب الطف ـ الجزء السابع31_ 33