الشيخ صادق بن الشيخ احمد أحد أعلام الفضل ورجال الادب, وهو أشهر رجال هذه الاسرة وأول من اشتهر منها بالعلم هاجر الى النجف على عهد والده فاشتغل بطلب العلم ودرس على علماء عصره فأصبح أحد أعلام النجف علما وفضلا وأدبا ثم كر راجعا الى بلاده بعد أن حاز رتبة الاجتهاد ونزل في الارض العائدة الى جده فأخذ بمجامع القلوب وأقبلت عليه الوجوه والاعيان من تلك الانحاء فصار من المراجع في القضاء والفتيا وكان شهما هماما سخيا كريما مرجعا لامراء المنتفك يرجعون اليه ويأخذون برأيه, جلب قلوب الناس بتقواه وسماحته وكرم أخلاقه ولما امتاز به من أمهات الغرائز علا شأنه وارتفع ذكره فقصده أهل الفضل من ذوي الحاجات والمعوزين قال معالي الشبيبي عنه: كان فقيها كبيرا وأديبا ضليعا وصارت اليه الرئاسة والامامة في تلك الديار(ديار المنتفك) وله بها ضياع ومزارع معروفة الى اليوم وهو جد الشبيبي الكبير لأمه وهو الذي قام بتربيته وكان كثير الرعاية له والعناية به حريصا على تربيته وتهذيبه.
وكان شاعرا مجيدا شعره سلس اللفظ فخم المعنى خفيف على السمع.
توفي سنة 1299 في الغراف ونقل الى النجف ودفن فيها وخلف عدة أولاد أكبرهم وأشهرهم الشيخ باقر وهو ممن هاجر الى النجف واشتغل بتحصيل العلم حتى صار من أهل الفضل وكان والد المترجم له الشيخ احمد هو أول من هاجر الى النجف وغرس بذرة العلم في هذه الاسرة على عهد الشيخ الكبير صاحب كشف الغطاء وكان من أهل العلم.
أقول ومقبرته المدفون بها تقع في محلة البراق احدى محال النجف, ورأيت في كتب النسب سلسلة نسبه فهو صادق بن محمد ابن احمد بن اطيمش الربعي نسبة الى ربيعة القبيلة العربية الشهيرة في التاريخ ورأيت في بعض المخطوطات مراسلات ومكاتبات كثيرة وله مراث في الائمة الطاهرين عليهم السلام كما روى السماوي في (الطليعة) ذلك.
قال يرثي الحسين عليه السلام
أرق بالطف وكف الدمع سكبا | فـقد أمـسى بـه الاسلام نهبا |
غـداة أقـامت الهيجاء حرب | وآل أمـيـة بـالطف حـربا |
رمـت حزب الاله به وقادت | عـليهم من بني الطلقاء حزبا |
سطت فسطا أبو الاشبال فردا | وأوسـعهم بـها طعنا وضربا |
الـى أن خر في البيدا صريعا | وأظـلم يـومه شـرقا وغربا |
ألا أبـلغ سـراة الـمجد كعبا | وعـدنان الاولـى ولوي عتبا |
أتـعلم بـابن فـاطمة ذبـيحا | سـقته مـن نجيع النحر شربا |
وهـل تـدري كرائمه أسارى | تجوب بهن صعب العيس سهبا |
وأن سـتورها عـنها أميطت | وقـد هـتك العداة لهن حجبا |
*ادب الطف ـ الجزء السابع 268 _270.