هو ابن سليمان بن احمد العمري الفاروقي الموصلي المتوفى 1279 شاعر مؤرخ ولد بالموصل سنة 1204 هـ 1790 م وولي على الموصل ثم ولي ببغداد أعمالا حكومية, وتوفي ببغداد سنة 1279 هـ 1862 م له ديوان شعر يسمى بـ (الترياق الفاروقي) ونزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر, ونزهة الدنيا، مخطوط ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت و (أهله الافكار في مغاني الابتكار) من شعره, وعنى بشرح جملة من قصائده جماعة من العلماء والادباء منهم العلامة أبو الثناء الالوسي وطبعت مستقلة عن الديوان في ايران والهند والعراق, وللعمري مكانة مرموقة في الاوساط العراقية أدبية وسياسية واجتماعية, وفي منن الرحمن لمؤلقه الشيخ جعفر النقدي ان عبد الباقي ينتهي نسبه بستة وثلاثين واسطة الى عمر بن الخطاب وكان من أفاضل أدباء بغداد في عصره, ولد سنة 1204 وتوفي 1278 هـ وقد أرخوا وفاته بهذا البيت:
بلسان يوحد الله أرخ ذاق | كاس المنون عبد الباقي |
وله القصيدة العينية في مدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام التي يقول في أولها
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا | ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا |
وانـت حيدرة الغاب الذي أسد | البرج السماوي عنه خاسئا رجعا |
وأنـت باب تعالى شأن حارسه | بغير راحة روح القدس ما قرعا |
شرحها العلامة الالوسي, وذكر الشيخ محمود شكري الالوسي في كتابه(المسك الاذفر) انه توفي ليلة الاثنين سلخ جمادى الاولى 1278 هـ وقد سقط قبل موته بليلة في الساعة السادسة من ليلة الاحد من (طارمة) حرمه وكان قد خرج للتوضؤ لصلاة العشاء . ودفن بباب(الازج) ببغداد قرب قبة الجيلي. وكانت ولادته سنة 1203 هـ .
فمن شعره كما في ديوانه
قـضى نـحبه في يوم عاشور من | غدت عـليه الـعقول الـعشر تـلطم بالعشر |
قـضى نـحبه فـي نـينوى وبها ثوى | فـعطر مـنها الـكائنات ثـرى الـقبر |
قـضى نـحبه فـي الطف من فوقه طفا | نـجيع كـسا الآفـاق بـالحلل الـحمر |
قـضى نـحبه مـن راح للحرب خائضا | بـبحر دم فـانصب بـحر عـلى بحر |
قـضى نـحبه والـبيض تـكتب أحرفا | بـها نـطقت فـي الطعن ألسنة السحر |
قـضى نـحبه والـشمس فـوق جبينه | تحـرر بـالانـوار سـورة والـفجر |
قـضى نـحبه والـكون يـدمي بـنانه | ويـخدش مـنه الـوجه بـالسن والظفر |
قـضى نـحبه وال حـور مـحدقه بـه | كـما أحـدقت فـي بـدرها هالة البدر |
قـضى نـحبه والـدين أصـبح بـعده | الـى الله يـشكو مـا عـراه من الضر |
قـضى نـحبه طـود بـه طـار نعشه | الـى الـملأ الاعـلى بـأجنحة الـنسر |
قـضى نـحبه مـن لـلقوارير قد وقى | ومـا قـد وقـتها آل صـخر من الكسر |
قـضى نـحبه مـن يـتبع الظيم بالظما | ويـجرع فـي الـهيجاء مـرا على مر |
قـضـى نـحبه روح الـوجود وسـره | ومـرقده فـي كـربلا مـوضع الـسر |
قـضـى نـحـبه والامـر لـله وحـده | بـما تـقتضيه الـحكم مـن عالم الامر |
قـضى نـحبه ريـحانة المصطفى التي | تـفـوح لـيوم الـنشر طـيبة الـنشر |
قـضى نـحبه ابـن الانزع البطل الذي | أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمر 1 |
1
أراد بعمرو الاولى عمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق، وأراد بالثانية عمرو بن العاص الذي كشف عن سوئته يوم صفين حذرا من أمير المؤمنين علي عليه السلام لما أراد قتله.
قـضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا | سـليلة فـخر الـكائنات أبـي الغر |
قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى | بـمأتمه نـحبا قـضى واجب الوتر |
قـضى نحبه الفرد الذي هو خامس | لاهـل كـسامنه اكتسى الفخربالفخر |
قـضى نـحبه والـثغر يفتر باسما | بـوجه الـمنايا وهـي فاغرة الثغر |
قضى نحبه ابن الصنو حيدر من | غدا أبـوه حريا في أخى اشدد به أزرى |
قـضى نـحبه فـي جنة الخلد ثاويا | ومـتكأ فـيها عـلى رفرف خضر |
قـضى نـحبه أزكى السلام عليه | ما تـكرر فـي أنـداء مـأتمه شعرى |
ومما قاله عبد الباقي العمري الموصلي البغدادي من ملحمته الشهيرة
طـه أبو الغر الميامين الذي | كـنـي فـيهم وبـهم تـلقبا |
عـلة ايـجاد السموات ومن | فيهن والارض ومن فيها ربى |
عـلى الـبراق لا نجى مثله | ولا نـبي مـرسل قـد ركبا |
سرى بجسمه مع الروح | الى أقـصى معارج المعالي رتبا |
أدنـاه مـنه ربـه حتى غدا | مـن قـاب قوسين اليه أقربا |
قرب بعيد الفوز لم يدركه | من أنـجد أو أتـهم عـنه معربا |
الا الـذي لو كشف الغطاء | لم يـزدد يـقينا عـنده منه نبا |
وبـاب هـاتيك المدينة التي | بـها كـتاب الـنشأتين بوبا |
أبوالحواميم ومن في هل | أتى آثـر فـي طـعامه من سغبا |
أبـى اله الخلق أن يكون | من سـواه لـلغر الـميامين أبا |
جـعلت حـبي وموالاتي لهم | وعرض مدحي لنجاتي سببا |
سـفن الـنجا معاقل للالتجا | تـلوح شـرعا وتبدو هضبا |
جـربتهم لـقمع كل معضل | مـن سـقم قد أعجز المطببا |
فـقل لمن أعيا الطبيب داؤه | خـل الـطيب واسأل المجربا |
عـترة أشرف النبيين الاولى | طـابوا نـجارا وتزكوا حسبا |
فـكانت الـزهرا كما كان لها | كـفوا كـريما ونـجيا منجبا |
زوجـها فـوق الـسموات به | من جل عن صاحبة أن يصحبا |
سـيدة الـنسا لـها الكسا مع | الـنبي والـوصي وابنيها حبا |
أم الـحسين الـسبط من بجده | مـثل أبـيه خطة الضيم أبى |
الى أن يقول
حتى جرى بكربلاء ما جرى | وسال حتى بلغ السيل الزبى |
ومادت الارض ومادت السما | وانـهالت الاطـواد فيه كثبا |
يـوم به الزهراء قد تصعدت | أنـفاسها ودمـعها تـصوبا |
صدوه عن ماء الفرات صاديا | فاختار من حوض أبيه مشربا |
مـاذا يـقولون غـدا لـجده | عــذرا اذا عـاتبهم وانـبا |
كـان أبـوه سـيدا كـجده | لـلانبيا والاوصـيا قد نصبا |
ذبح عظيم أبعد الرحمن | عن رحـمته الـذي بـه تـقربا |
ثـغر شـريف طـالما قبله | أبـو الميامين النبي المجتبى |
سـل الـدعي ابن زياد الذي | الـى أبـي أبـي يزيد نسبا |
والـمصطفى وابنته وصهره | لـمن غـدوا جـدا وأما وأبا |
واحـربا يـا آل حرب منكم | يـا آل حـرب منكم واحربا |
لا عبد شمسكم يساوي هاشما | كــلا ولا أمـية الـمطلبا |
لـكم ومـنكم وعـليكم وبكم | مـا لو شرحناه فضحنا الكتبا |
يـزيد غـيظي كلما ذكرتهم | فـألعن الـذي لـها قد شعبا |
الـى يـزيد دون ابليس اذا | مـا ذكر اللعن انتمى وانتسبا |
نـقطع في تكفيره اذ صح ما | قـد قـال لـلغراب لما نعبا |
خـلافة قـد أرجـعوها بعده | مـلكا عضوضا فلهذا استكلبا |
وقـتل عـمار بـصفين لنا | أبان من بغى ومن قد غصبا |
وأغروا الغر أبا موسى | على خـلع عـلي القدر لما خطبا |
خـلع بـه لبس وفي جلبابه | قـد فـاز في دنياه من تجلببا |
ولـيلة الـهرير قـد تكشفت | عن سوأة ابن العاص لما غلبا |
فـحاد عـنه مغضبا حيدرة | وعـف والـعفو شعار النجبا |
ولـو يـشا ركـب فيه زجه | تـركيب مزجي كمعدي كربا |
وقال أيضا
الا ليشهد عشر كل محرم | بالطف مأتم آل بيت محمد |
وقال أيضا في شهر المحرم مخمسا لهذه الابيات
قد سل نصل محرم من غمده | يفري قلوب الطاهرات بحده |
كيف التجلـد والعزا من بعده | ان الاثير على تقـادم عهده |
بغدوه ورواحه المتعدد | |
لما رأى بالعين من حدثانه | رأس الحسين بدا برأس سنانه |
والشلو منه مقطعا بطعانه | ما كرر الاعوام فـي دورانه |
وبدوره الايام لم تتجدد | |
ودموعه من عينه لم تسجم | وبكاؤه من رعده لم يصرم |
ولهيبه من برقه لم يضرم | الا ليشهد عشر كل محرم |
بالطف مأتم آل بيت محمد |
وقال
لا تلمنـي ان قلـت للعيـن سحى | بدموع على الحسين وجودي |
كل من في الوجود يبكي على | من جـده كـان علـة للـوجود |
وقال
لي كل يوم عويل | على الحسين ومأتم |
عليه حزني طويل | أتـم عمري وما تم |
وقال
نحن أناس اذا ما قد | حل شهر المحرم |
فكل شيء علينا | سـوى البكاء محرم |
وقال في هلال المحرم متذكرا ما حل فيه من قتل أهل بيت النبي عليهم السلام
هل المحـر فاستهـل بعبرة طرفى | على فقدان أشرف عترة |
فتيقظت مني لواعـج حسرة | وتنبهت ذات الجـنـاح بسحرة |
في الواديين فنبهت أشواقي | وأخذت أنشدها رثاء ذوي المحـن |
أخذت تردد بالغـنـاء عـلى فنـن | |
فبكت معي فقد الحسين أخي الحسن | ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن |
يعقوب والالحان عن اسحاق | |
هي لم تكن ببني النبي مصابة | مثلي لتندب بالطفوف عصابة |
اني اتخذت رثا الحسين مثابة | أنى تباريني جـوى وصبابة |
وكأبة وأسى وفيض مآق | كمد أحاط بباطنـي وبظـاهـري |
وعلى شهيد الطف حشو ضمائري | |
أو تدرك الورقاء كنـه سـرائري | وانا الذي أملي الهوى من خاطري |
وهي التي تملي من الاوراق |
وقال وقد وقف على شاطئ الفرات متذكرا ما جرى على أبناء الرسول
بعدا لشطك يا فـرات فـمـر | لا تحلو فانك لا هنـي ولا مـري |
أيسوغ لي منك الورود وعنك قد | صدر الامام سليل ساقي الكوثر |
وقال عند أول وقفة وقفها على أعتاب باب حضرة أبي تراب
يـا أبـا الاوصياء أنت لطاها | صـهره وابـن عـمه وأخـوه |
ان لـلـه فـي مـعانيك سـرا | أكـثر الـعالمين مـا عـلموه |
أنت ثاني الآباء في منتهى | الدور وآبـــاؤه تــعـد بـنـوه |
خـلق الله آدمـا مـن تـراب | فـهو ابـن لـه وأنـت أبـوه |
وقال في مدح الامام النازلة في رفعة قدره آية ويطعمون الطعام
وسـائل هـل أتى نص بحق علي | أجـبته هـل أتـى نص بحق علي |
فـظنني اذ غـدا مـني الجواب له | عين السؤال صدى من صفحة الجبل |
ومـا درى لادرى جـدا ولا هـزلا | انـي بـذاك أردت الـجد بـالهزل |
وقال عندما جرت به السفينة في الفرات بقصد زيارة قبر أمير المؤمنين ويعسوب الدين في النجف الاشرف
بـنا مـن بنات الماء للكوفة الغرا سبوح | سرت ليلا فسبحان من أسرى |
تـمد جـناحا مـن قـوادمه الصبا | تـروم بـأكناف الـغري لها وكرا |
جـرت فجرى كل الى خير موقف | يـقول لـعينيه قـفا نبك من ذكرى |
وكــم غـمرة خـضنا الـيه وانـما | يـخوض عباب البحر من يطلب الدرا |
تـؤم ضـريحا مـالضراح وان عـلا | بـأرفـع مـنـه لا وسـاكـنه قـدرا |
حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى | عـلي الـذرا بـل زوج فاطمة الزهرا |
مـقـام عـلـي كــرم الله وجـهـه | مـقام عـلي رد عـين الـعلا حـسرا |
وقال وهو سائر ليلا من كربلاء المقدسة للنجف الاشرف
ولـيـلة حـاولـنا زيـارة حـيدر | وبـدر دجـاها مختف تحت أستار |
بـأدلاجنا ضـل الـطريق دلـيلنا | ومـن ضـل يستهدي بشعلة أنوار |
فـلما تـجلت قـبة الـمرتضى لنا | وجدنا الهدى منها على النور لا النار |
وقال يصف الصندوق العلوي والقفص الذي يمثل ضريح الامام عليه السلام
الا ان صندوقا أحاط بحيـدر | وذي العرش قد أربى الى حضرة القدس |
فان لم يكن لله كرسي عرشه | فان الذي فـي ضمـنـه آيـة الكرسي |
ومن قوله في أهل البيت عليهم السلام
أهـل الـعبا كـم لهم أياد | فاضت على الكون من يديهم |
فـما احـتوينا ومـا اقتنينا | ومـا لـدينا فـمن لـديهم |
وحـق من قال (ربنا ابعث | فـيهم رسـولا يتلو عليهم) |
انـي الـيهم أحـن شـوقا | أحـن شـوقا انـي الـيهم |
وقال
يا آل من ملأ الجهات مفاخرا | وأتى بكم للكائنات مظـاهرا |
وهم الذي لكم يعد نظـائـرا | ان الوجود وان تعدد ظاهرا |
وحياتكم ما فيه الا انتموا | ان الذي هو غيركم رجع الصدا |
أو ما درى اذ راح يعلن بالندا | |
فوجدكم سر الخليقـة أحمـدا | أنتم حقيقة كـل مـوجـود بدا |
وجميع ما في الكائنات توهم | |
وقال متضمنا آية "قل تعالوا | ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم" |
على جميع البرايا | أهل العبـا قـل تعالوا |
وخصصوا بمزايا | من بعضها (قل تعالوا) |
وقال
وجـدكـم يـا آل احمـد اننـي أعد | لكم حمدي ومدحي من الجد |
ومثلي يراعي منه اذ شاب مفرق | بحمـدكـم سميتـه شيبة الحمد |
وقال
لا تعجبوا ان نثرت من كلمي | فـي نعت أبناء حيدر دررا |
لأنـني يـوم زرت حضرته | ومـنه قـبلت بـالشفاه ثرى |
حـشا فمي جوهرا ففهت به | مـنـتظما تـارة ومـنتثرا |
وقال
أنا في نعت سيد الرسل طاها | وعلي القدر الرفيع العماد |
والـحسين الـشهيد بـعد أخيه | الـحسن الـسبط والفتى السجاد |
وابـنه باقر العلوم مع الصادق | والـكـاظم الـعـميم الايـادي |
وعلي الرضا وقدوة أهل الارض | بـحر الـعطا الامـام الـجواد |
وعلي النقي والعسكري | المنتقى والـمـهدي غــوث الـعباد |
يسكت الدهر ان نطقت ويصغي | مـلقيا مـسعه الـى انـشادي |
وقال ـ وقد وقف بحضرة الامام موسى الكاظم عليه السلام
أيا بن النبي المصطفى وابن صنوه | علي ويابن الطهر سيدة النسا |
لئن كان موسى قد تقدس في طوى | فأنت الذي واديه فيـه تقدسا |
وقال مرتجلا وقد وقف تجاه المرقد عائذا بأبي الرضا لائذا بجد الجواد
نحن اذا ما عم خطب أو دجا | كـرب وخفنا نكبة من حاسد |
لذنا بموسى الكاظم بن جعفر | الصادق بن الباقر بن الساجد |
ابن الحسين بن علي بن أبي | طـالب بـن شيبة المحامد |
*ادب الطف ـ الجزء السابع127_ 138