المتوفى 1298
مهج بنيران الفراق تذاب | فيجود فيها للجفون سحاب |
ومنها
أنـخ الـركاب فـانما هـي بـقعة | فـيـها لأحـمد قـد أنـبخ ركـاب |
واعـقل قـلوصك انـما هـو مربع | ضـربـت لآل الله فـيـه قـباب |
يـا نـازلين بـكربلا كـم مـهجة | فـيكم بـفادحة الـكروب تـصاب |
مــا فـيـكم الا عـمـيد سـرية | فـي الـروع لا نـكل ولا هـياب |
ومـعـانق سـمر الـرماح كـأنها | تـحت الـعجاج كـواعب أتـراب |
بـطـل يـنـكره الـغبار وعـابد | مـا أنـكرته الـحرب والـمحراب |
شهب بضيء بها المحارب في الدجى | وهـموا لابـطال الـحروب شهاب |
كـم مـوقف لـهم به خرس الردى | رعـبا وضـاقت بـالكماة رحـاب |
وجـثوا لـشارعة الـرماح بمعرك | كـادت تـزول بـه ربى وهضاب |
عـثـرت بـأشراك الـمنية مـنهم | شـيـب يـزينها الـنهى وشـباب |
وثـووا ثـلاثا لا ضـريح مـوسد | لـهـم يـشـق ولا يـهال تـراب |
وسـطا الـهزبر فـفر جند ضلالها | مــن بـأسه وتـفرق الاحـزاب |
أسـد يـفر الـموت خـيفة بـطشه | ولـه الأسـنة فـي الـكريهة غاب |
ريـان أفـئدة الـصوارم قـد قضى | ظـمآن يـرنو الـماء وهـو عباب |
شــاء الآلـه بـآن يـراه مـجدلا | وعـليه مـن فـيض الـدما جلباب |
ثـاو عـلى الـرمضاء غير موسد | تـحنو عـليه قـواضب وحـراب |
وبـنات وحـي الله مـا بين العدى | تـطـوى بـهـن فـدافد وشـعاب |
أسـرى تـساق على النياق حواسرا | ولـهن مـن حـلل الـعفاف حجاب |
نـهب قـفار الـبيد نـاحل جسمها | بـالسير واسـتلب الـقلوب مصاب |
ومـروعة تـدعو الـكفيل ومـا لها | الا بـقـارعة الـسياط جـواب1 |
هو السيد موسى بن السيد جعفر بن السيد علي بن السيد حسين الطالقاني النجفي. ولد في النجف سنة 1250 هـ وكانت وفاته سنة 1298 ودفن بالنجف معروف بالفضل والادب وله ديوان يحتوي على شعره بمختلف المناسبات. ومن شعره قصيدة رائية يمدح بها الميرزا باقر بن الميرزا خليل الرازي النجفي ويهنئه بزفاف ولديه الشيخ صادق والميرزا كاظم ومن شعره أيضا قوله:
أحـباي قد ضاق رحب الفضا | عـلي وأظـلم غرب و شرق |
ومـذ راعني هول ليل النوى | تـيـقنت أن الـقـيامة حـق |
فـكـم لـيلة بـتها سـاهرا | ولـلريح حـولي رفيف وخفق |
وقد جال في الجو جيش الغمام | وطـبل الـرعيد بـعنف يدق |
فـيخفق قـلبي لـخفق الرياح | ويـسكب جـفني اذا لاح برق |
سـهرت وقـد نام جفن الخليل | ونحت وغنت على الدوح ورق |
وحـق لـها دون قـلبي العنا | وانـي بـالنوح مـنها أحـق |
فـما غـاب عـن عينها الفها | ولا هـاجهن الى الكوخ شأوق |
وطبع أخيرا ديوانه بمطابع النجف، وأعقب الشاعر الاديب السيد محمد تقي المتوفى سنة 1354 وتأتي بعون الله في الجزء الآتي تراجم لأسرة آل الطالقاني.
ادب الطف ـ الجزء السابع 256 *
عن الديوان