السيد أحمد الحسيني الرشتى المقتول سنة 1295، نشأ في بيئة أدبية علمية وتلقى الشعر والادب على أبيه السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتى ، وكانت الزعامة الدينية بهذا البيت وورثها السيد احمد عن أبيه وأصبح ديوانه حافلا بالادباء والشعراء . جاء في (الكرام البررة) ما نصه: السيد احمد بن السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي الحائري عالم أديب ، كان والده أرشد تلامذة الشيخ احمد الاحسائي قام بعده برئاسة الفرقة الشيخية الى أن توفي بكربلاء عام 1259 فقام مقامه ولده المترجم له تلميذ أبيه وانتهت اليه مرجعية قومه الى أن قتل غيلة ليلة الاثنين 17 جمادى الاولى 1295 وقام مقامه ولده قاسم سمي جده.
للشاعر قصائد متفرقة قالها في أغراض شتى وقد تناول في شعره مدح ورثاء أهل البيت صلوات الله عليهم كما رثى الامراء والعلماء، ولشعره أثر كبير في الغزو الوهابي فقد عبر عن هذا الحادث المروع بحسرة ولوعة اذ أهينت حرمة كربلاء وانتهكت قدسيتها سنة 1216 وقتل عشرات الالوف من الابرياء. لذا اندفع السيد احمد يهنىء مدحت باشا قائد الجيش العثماني والذي فتح نجد فقال:
بـدا نـور ظل الله يشرق كالصبح | فطبق وجه الارض بالعدل والنجح |
مـليك عـلى العرش استوى ولعزه | جـميع ملوك الارض تعلن بالمدح |
ارادتــه الـعظمى بـنافذ أمـره لقد | صدرت كي يبدل الغي بالصلح |
الى مدحة المولى الوزير الذي غدا | لـسيده ما اختار شيئا سوى النصح |
من افتض بكر الفكر في طلب العلى | فـجاءته سـعيا غير طاوية الكشح |
وزيـر عـلى متن الوزارة قد رقى | أحـاط بها خيرا فما احتاج للشرح |
قـد اقـتطفت أهل القطيف ثمارها | تـأمله فـي دوحـة العدل والصفح |
ومـذ فتحت نجد دعا السعد ارخوا | لـقد جـاء نصر الله يزهر بالفتح |
ومن شعره في الحسين عليه السلام
رزء لـه الاسـلام ضـجا | والـدين والايـمان رجـا |
رزء لـه الامـلاك تـنزل | لـلـعزا فـوجـا فـفوجا |
رزء لـه البيت الحرام | بكا ومــن لـبـا وحـجـا |
رزء لــه رأس الـفخار | بـسيف أهـل البغي شجا |
يـا يـوم عـاشوراء يوم | فـيـه عـرش الله عـجا |
يــوم بـه سـبط الـنبي | عـلى الـثرى مـلقا مسجا |
لـهفي لـزينب اذ دعـت | يـا كـافلي أنـت المرجا |
أدعـوك مـا لك لا تجيب | ولـيـس لـي الاك مـلجا |
طـيـب الـرقاد هـجرته اذ | عـذب عيشي صار مجا |
أبـكـت رزيـتك الـكرام | وأضـحكت كـلبا وعـلجا |
قـد كـنت شـمس هداية | فـأخترت فوق الرمح برجا |
سـفن اصطباري قد غرقن | ومـاج بـحر الـهم موجا |
ضـاقـت عـلـي فـدافد الـدنيا | فـلم أر قـط نهجا |
يـا راكـبا كـور الـنياق | يـسج فـي الادلاج سـجا |
عـرج الـى أرض الغري | وعـرضـن فـجا فـفجا |
والـثم ثـرى أعتاب حيدر | مـن بـه لـلناس مـنحا |
قل يا علي حسين في أرض | الـطـفوف بـقى مـسجا |
طـافت بـه فـي كربلاء | عـصائب فـوجا فـفوجا |
يـدعـو الاهــل راحـم | يـرجو بـيوم الحشر منجا |
ومن شعره قوله أثناء رحيله الى الحج
اسـائل أهـل الحي والدمع سائل | أهـل فـي حماكم للوصول وسائل |
مـنازل كـانت بـالطفوف عهدتها | تـقاصر عـنها في السماك منازل |
أصـعـد أنـفاسا لـذكر أحـبتي | وأنـى ودونـي أبـحر وجـنادل |
فـقلبي كـالرابور والـطرف ماؤه | فـواعـجبا لـلماء فـيه مـشاعل |
فـكم بـابلي الـلحظ تـاه بحسنه | وهاروت نادى سحري اليوم باطل |
أنا البحر فوق البحر والغيث | فوقنا ثـلاث بـحور مـا لـهن سواحل |
جـليسأي كـتاب والاكـارم حولنا | أجـالسهم طـورا وطـورا أساجل |
ومن روض أزهار الاحاديث | أجتني ورودا بـأكـمام يـحـييه وابـل |
وفـخر بـني فـهر بـنا وبـجدنا | فـان كـنت في شك تجبك القبائل |
فـما وصـف الطائي بعد ظهورنا | ولا ذكـرت بـكر ولا قـيل وائل |
فـقل لـلذي رام الـنجوم بـشأونا | تـعـب فـان الـبدر لا يـتنازل |
فـان عـيرتنا فـي علانا عصابة | فـعـير قـسـا بـالفهاهة بـاقل |
(وقـال الـدجى للشمس أنت خفية | وقـال السهى للصبح لونك حائل) |
وكـم بـللت من فيض بحر أكفنا | تـفيض عـليها أبـحر وجـداول |
يـراعي أراع الـناس طرا وانني | أراعـي حـقوقا لـلعلى وأواصل |
(وانـي وان كـنت الاخير زمانه | لآت بـما لـم تـستطعه الاوائل) |
فـكم قـد أقيمت في ثبوت مأثري | شـواهـد فـيما أدعـي ودلائـل |
شموس سعودي أشرقت من بروجها | وكـوكب أعـدائي بـنوري آفـل |
* ادب الطف ـ الجزء السابع250_ 253