الحاج حسين الحرباوي، هو شاعر بغدادي رأيت له عدة قصائد يمدح بها أمير المحمرة الشيخ خزعل خان المتوفى سنة 1355 هـ. فلا بد وأن يكون من معاصريه، ولقد أثبتها الشيخ جواد الشبيبي في مؤلفه المخطوط عن أمير المحمرة. وذكره الباحث علي الخاقاني في شعراء الحلة وهو ليس بحلّي حيث أنه وجد له شعراً مع شعراء الحلة.
ومن رثائه للإمام الحسين عليه السلام :
سـقى ربـعهم غيثٌ أجشّ هطول
فـتلك ديـون والـزمان مـطول
بـسالٍ ولا الـصبر الجميل جميل
لـنا الـدمع جـارٍوالعزيز ذلـيل
تـبـدّد شـمـل واسـتقلّ قـبيل
وأقـفـرن مـنهم أربـع وطـلول
يـبـلّغ عـنـي مـسمعاً ويـقول
وجــاور قـلبي لـوعة وعـويل
تـلـوح عـلـيها ذلـة وخـمول
بـطرف يـصوب الدمع وهو كليل
وأعـشبن مغنى الطف وهو محيل
لـها فـوق كـثبان الطفوف هديل
لـها كـل يـوم رحـلة ونـزول
لـها الـشرك حـاد والـنفاق دليل
لـهـن طـلـوع فـوقها وأفـول
يـراه مـن الـسير العنيف نحول
لـه الـليل سـترٌ والـهجير مقيل
بـصوت لـه شـمّ الـجبال تزول
لـك الـسير إن رمت العراق ذلول
فـوِترك وتـرٌ والـذحول ذحـول
عـلى الترب صرعى فتية وكهول
فـموتك مـا بـين الـسيوف قليل
بـها الـنار شـبّت والهزبر قتيل
لـها الله تـسبى والـكفيل عـليل
وأسـيـافكم لـلـراسيات تـزيل
فـتحمّر من بيض الصفاح نصول
ولا كـان مـنكم جـعفر وعـقيل
عـلى الـترب ثـاوٍ والدماء تسيل
ثـكول وفـي أسـر الـعدو عليل
صـريع وفـي فيض الدماء رميل
ولـيس لـها يـوم الـرحيل كفيل
فـتبصره فـي الأض وهـو جديل
وتـنحاز لـلدمع الـمصوب تذيل
لـها بـين هـاتيك الشعاب عويل
تـصدع مـها شـارف وفـصيل
وكـادت لـه الـسبع الطباق تزول
بـقتلك قـرّت والـمصاب جـليل
عـليك خـيول الـظالمين تـجول
لـما نـابها وهـي الـوقور ذهول
|
لـنـا جـيرةٌ بـالأبرقين نـزول
تـواعدني الأيـام بـالقرب مـنهم
أجـيراننا مـا القلب من بعد بينكم
أجـيراننا بـالخيف ما زال بعدكم
فـهيهات صـفو العيش منا وللهدى
تـحمّل أضـعان الـطفوف عشية
ألا قـاصداً نـحو الـمدينة غـدوة
أيــا فـتية بـان الـسّلو بـينهم
رأيـت نـساء تسأل الركب عنكم
تـطلّع مـن بـعد إلى نحو داركم
نـوادب اقـذين الـجفون من البكا
نـوادب أمـثال الـحمام سـواجعاً
حـملن على عجف النياق حواسراً
تـجاذبها الـسير الـعنيف عصابة
تـشيم رؤوسـاً كالبدور على القنا
وتـبصر مـغلول الـيدين مصفّداً
وتـنظر ذيـاك العزيز على الثرى
فـتدعو حـماة الجار من آل هاشم
أهـاشم هـبّي وامتطي الصعب انه
أهاشم قومي وانتضي البيض للوغى
أصـبراً وأنـجاد الـعشيرة بالعرا
أصـبراً ورحـل السبط تنهبه العدا
أصـبراً وآجـام الأسـود بـكربلا
وتـلك عـلى عجف النياق نساؤكم
عـهدتكم تـأبى الـصغار أنـوفكم
فـما بـالكم لم تنض للثار قضبكم
كـأن لـم يـكن للجار فيكم حمية
ألــم يـأتكم أن الـحسين رمـية
وكم لكم في السبي حرّى من الجوى
وكـم لـكم فـي الترب طفل معفر
وكـم طـفلة لـليتم أمست رهينة
وحـسرى تدير الطرف نحو حميّها
فـتذهل حـتى عن تباريح وجدها
وأبـرح مـا قـد نـالكم أن زينباً
شـكت وانثنت تدعو الحسين بعبرة
تنادي بصوت صدع الصخر شجوة
أخـيّ عـيون الشرك أمست قريرة
أراك بـعيني دامـي الـنحر عافراً
نـعم أيـقنت بـالسبي حتى كأنها
|
* ادب الطف - الجزء التاسع213_ 214