الحاج مهدي الفلوجي ابن الحاج عمران ابن الحاج سعيّد من الطبقة العالية في الشعر وممن تفتخر به الفيحاء وتعتز بأدبه، حسن الأخلاق طاهر الضمير عف اللسان تخرّج في الأدب على الشيخ حمادى نوح المتقدمة ترجمته. حفظ الكثير من شعر العرب القدامى، ترجم له اليعقوبي في (البابليات) وقال:
مولده في الحلة سنة 1282 هـ. وكان يتعاطى التجارة ويحترف بيع البز ويرتدي برأسه العمة السورية ويعدّ من ذوي الثروة والمكانة المرموقة في البلد. يحتوي ديوانه المخطوط على ضروب الشعر من الاجتماع والسياسة والوصف والغزل والنسيب ولا عجب فعصره يموج بالادباء والشعراء وتلك النوادي العلمية الأدبية تصقل المواهب.
ترجم له الشيخ النقدي في (الروض النضير) كما ترجم له الخاقاني في (شعراء الحلة) وروى له نماذج من الشعر والتواريخ ، ولتعلقه بآل البيت عليه السلام كان اكثر ما نظم فيهم.
ومن رثائه للإمام الحسين عليه السلام
ونـار الأسـى مـا بـين جنبيّ تلهبُ |
إلـى م وقـلبي مـن جـفوني يسكب |
ومنها قصيدته التي يعدد فيها فجائع يوم كربلاء ويخص أبا الفضل العباس عليه السلام بقسم وافر منها وأولها
لعب جدّها وواهٍ قواها |
هي دنياً وللفنا منتهاها |
وهي تناهز الستين بيتاً وقال عندما لاح هلال محرم الحرام قصيدة مطلعها
من آل أحمد يا هلال محرم |
كم فيك من حرم أُبيح ومن دم |
وقال وقد زار الإمام الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان
عني الصغائر والكبائر |
لقـد أيقـنت أن الله لطفـا محا |
لمـرقد سيد الشهـداء زائر |
لأني جئت في شعبان أسعى |
وقال في جواب مَن سأل عن مدفن رأس الحسين عليه السلام
لا في حمى ثاوٍ ولا في واد |
لا تطلبوا رأس الحسين فإنه |
وقد تقدم في الجزء السابق تحقيق عن موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
كانت وفاته بمدينة الكاظمية يوم الثلاثاء خامس جمادى الثانية سنة 1357 هـ. المصادف 3 آب سنة 1938 م. ونقل جثمانه إلى الحلة بموكب حافل ثم شيّع لمرقده الأخير في النجف الأشرف ودفن في الايوان الذهبي أمام الحرم الحيدري وتهافتت الوفود لتعزّي الأسرة وتعاقب الشعراء على منصة المحفل لتأبينه أمثال الشيخ قاسم الملا والشيخ عبد الرزاق السعيد والشيخ باقر سماكه ومحمد علي الفلوجي وغيرهم رحمه الله عدد حسناته.
ادب الطف - الجزء التاسع 171_ 174 *