السيد حسن ابن السيد عباس ابن السيد.............. ابن الإمام محمد الباقر إبن الإمام زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن علي بن أبي طالب عليه السلام.
نظم والده السيد عباس المتوفى سنة 1331 هـ. هذا النسب في ارجوزة له وهي مذكورة في ترجمته. ولدالمترجم له سنة 1298 هـ. ونشأ في ظل والده حيث وجهه للخطابة والخدمة الروحية من طريق المنبر الحسيني, وكان كريم الطلعة بهي المنظر تنمّ عليه السيادة وتزدهيه الشمائل العلوية قد أوتي بسطة في العلم والجسم واسع الاطلاع ملماً بالتاريخ العربي والإسلامي بل والتاريخ الاممي وعقيدتي انه بزّ اقرانه فكان منبره من أغزر المنابر مادةً, استمعتُ اليه اكثر من مرة فرأيته متثبتاً كل التثبّت فيما يقول وكلامه كاللؤلؤ المنظوم فإنه يذكر الآية الشريفة ثم يأتي بما يناسبها من الأحاديث النبوية والأقوال الحكمية والشواهد الشعرية, وكان يحفظ الكثير من شعر العرب اما ديوان المهيار الديلمي فيكاد ان يستظهره حفظاً وقال لي مرة ان هذا الديوان الذي طبعته دار الكتب بمصر وزعمت انها شرحته وحققته ودققته فإني سجّلت أغلاطها والمؤاخذات عليها ولعله في كل صفحة من الصفحات عشر مؤاخذات, واستمعتُ اليه يتكلم منبرياً في موضوع الإمامة وإذا ممن اشبع الموضوع بحثاً, وصادف مرة أن قصد زيارة الإمامين العسكريين بسامراء وكان هناك المرجع الديني الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني وأكثر الحوزة العلمية بخدمته, فجاء خطيبنا للسلام عليه فطلب منه التحدث منبرياً فاستجاب وتحدث أكثر من ساعة بما لذّ وطاب عن الآل الأطياب وسلالة داحي الباب وشنف الأسماع والألباب وهكذا استمر كل يوم صباحاً يحضر ويرقى المنبر حتى أكمل شهراً كاملاً كله حول أهل بيت الرحمة السادة الأئمة وفي كل يوم يزداد السيد ابو الحسن اعجاباً به أكثر من سابقه.
مؤلفاته
1ـ الدر المنظوم في الحسين المظلوم وهو مقتل الحسين وما يدور حول فاجعة الطف.
2ـ المطالب النفيسة. اخبرني هو عنها وقال تجمع تراجم عظماء الإسلام.
3ـ سفينة النجاة في الأئمة الهداة, ابتدأ بجمعه في 15 شهر رمضان 1325 هـ. وانتهى منه في 5 ذي القعدة سنة 1334 هـ.
4ـ الدر النضيد في رثاء الشهيد يشتمل على مجموعة كبيرة من القصائد في الإمام الحسين عليه السلام.
5ـ كنانة العلم اشبه بالكشكول يضم النوادر الأدبية والتاريخية بدأ به بتاريخ 11 صفر 1346 هـ. وانتهى منه 26 رمضان سنة 1351 هـ.
6- مجموع كبير يجمع الشعر والنثر وفيه (انجيل برنابا) المطبوع والممنوع قد كتبه بخطه بالرغم من ان ايطاليا قد جمعت هذا الانجيل ومنعت نشره.
وله مخطوطات تقارب 12 مخطوط كلها علم وادب وشعر ونثر محفوظة عند ولده السيد شمس الدين الخطيب.
توفي ببغداد يوم الجمعة 19 صفر سنة 1367 هـ. على أثر انفجار في الدماغ وكان موته في مستشفى المجيدية ونقل إلى كربلاء وذلك ليلة زيارة الأربعين وكانت هناك مواكب الزائرين من جميع العراق فاشتركت جميع المواكب بتشييعه وشيّعه ما لا يقل عن ربع مليون نسمة, وقد أظهر البصريون في تلك الليلة حبهم وولاءهم له فكانوا في طليعة المشيعين لانه كان خطيبهم في محرم الحرام لمدة 36 عاماً ثم نقل جثمانه إلى النجف الأشرف ودفن عند رأس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تحت الساباط من جهة يمين الداخل إلى المسجد هناك بقرب قبر الشاعر السيد حيدر الحلي رحمهما الله. كتب عنه البحاثة السيد الشريف المعاصر السيد جودت القزويني وجمع أكثر شعره ونثره قال: وله في وصف (نهج البلاغة) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
و أهـدى للطريق الأعدل |
نـهجٌ لـه كـل الأنـام قد غدت خـرساً |
ومن رثائه للإمام الحسين عليه السلام
فـيك الـرزايا وكل الصبر قد جُمعا |
يـا قـلب زينب ما لاقيت من محن |
ومن رثائه للإمام الحسين عليه السلام
ومنه الأرض ضاحكة النواحي |
تـبسم بـاللوى ثـغر الأقاح |
إلى أن يقول
أغذّ على ذرى النيب الطلاح |
لعمرو أبيك ما جزعي لركب |
وقال مذيلاً أبيات ابنة حجر بن عدي الكندي في رثاء أبيها والتي رواها المسعودي
لـعلك أن تـرى حجراً يسير |
تُـرفّع ايـها الـقمر المنير |
فقال
وكــلٌ ذبـحه إثـمٌ كـبير |
وذبـح السبط شابه ذبح حجر |
حجر بن عدي الكندي رحمة الله عليه من فضلاء الصحابة ويُعدّ من الأبدال وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو رئيس زاهد محب وإخلاصه لأمير المؤمنين أكثر مما يذكر, وله مواقف مشرفة في مغازي المسلمين وقائد مظفر في الفتح الإسلامي ومن أكبر قواد المسلمين يوم حرب المسلمين مع الروم وهو الذي فتح مرج عذراء1جعله أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم صفين على كندة وفي يوم النهروان على ميسرة الأجمع. وقد قُتل حجر وأصحابه بمرج عذراء صبراً بأمر من معاوية بن أبي سفيان حيث لم يتبرأوا من علي بن أبي طالب عليه السلام ودفنوا هناك. وقد أوثر عنه في ساعة شهادته قوله: أما والله لئن قتلتموني بها إني لأول فارس من المسلمين سلك في واديها, وأول رجل من المسلمين نبحته كلابها.
* ادب الطف - الجزء التاسع323¬¬_ 327
1- عذراء بفتح المهملة وسكون المعجة. قرية بغوطة الشام.