الحاج محمد ابن الحاج ميرزا حسين الخليلي, عالم ورع وأديب شاعر ولد في النجف ونشأ بها على أبيه ودرس المقدمات على اساتذة مشهورين فنال حظوة كبيرة من العلم واتصل بحلقة الامام الخراساني مضافاً إلى دراسته عند والده العالم الجليل حتى حصل على إجازة اجتهاد من جملة من اعلام عصره واشتهر بالزهد والورع حتى خلف أباه في إمامة الصلاة بالناس واءتمّ به الأتقياء والأولياء والصلحاء ثم انصرف عن ذلك لأنه خاف الرياء والزهو وعكف على الطاعة في زوايا المساجد وحرم الامام أمير المؤمنين عليه السلام وحفظ القرآن من كثرة تلاوته له, وإلى جنب ذلك فهو مرح إلى أبعد حدود المرح ولا يكاد جليسه يملّ مجلسه ألّف في الفقه كتاب الطهارة, والخمس, وغريب القرآن رتّبه على حروف المعجم وبناه على ثلاثة أعمدة: الأول اسماء السور, الثاني الكلمات العربية, الثالث التفسير المستقى من أشهر التفاسير .
نظم الشعر في صباه وتطرق إلى فنونه وأغراضه وأكثر من النظم في أهل البيت عليهم السلام فمن قوله في الإمام الحسين عليه السلام:
أصـبو لـذكر كواعب أتراب |
هل بعد ما طرد المشيب شبابي |
وله في الإمام الحسين عليه السلام أيضاً
بـكربلا عـما أصـابه |
يا رب عوّضتَ الحسين |
وقال متوسلاً بالعباس بن علي عليهما السلام
وهل لذوي الحاجات غـيرك ملتجى |
أبا الفضل هل للفضل غيرك يرتجى |
وله مستنهضاً أبناء يعرب
قواعد دين المصطفى أول الأمر |
بـني يـعرب أنتم أقمتم بعزكم |
وقال من قصيدة
أمــلا تـبلغ بـالسير مـناها |
شـاقها الـراح فجدّت في سراها |
ويتخلص إلى ركب الإمام الحسين عليه السلام
يهتدي فيها الذي في الغيّ تاها |
سـادة كادت مصابيح الدجى |
توفي بالنجف ليلة الخميس 13 ذي الحجة سنة 1355 هـ. ودفن بمقبرة والده رحمهما الله.
* ادب الطف - الجزء التاسع 155_ 157