الجواد بن الهادي ابن السيد ميرزا صالح ابن الحجة الكبير السيد مهدي القزويني:
ولد سنة 1297 هـ. في قضاء الهندية قبل وفاة جده الكبير بثلاث سنوات نشأ على حب العلم والكمال ودرس مبادئ العلوم على عمه السيد أحمد ثم أرسله أبوه إلى النجف وألحقه بأخويه: السيد محيي والسيد باقر وهما أصغر منه سناً فنالوا قسطاً كبيراً من الفقه على جملة من اعلام النجف كالحاج ميرزا حسين الحاج خليل والشيخ مهدي المازندراني وآية الله الخراساني والملا كاظم إلى أن حدثت الحرب العالمية الاولى سنة 1332 هـ. عاد ا لمترجم له إلى الهندية مزوّداً بجملة من شهادات مشايخه الاعلام التي تخوله نشر الأحكام. وكانت أيام العطل الصيفية هي مواسم المطارحات الأدبية والمبارات الشعرية مضافاً إلى ولعه الشديد بمطالعة كتب الأدب والشعر والأخبار وسيرة أهل البيت حتى ألّف من ذلك مجاميع تضم النوادر والفوائد والشواهد. رأيت بخط الخطيب الشهير الشيخ محمد علي قسام جملة من الرسائل الأدبية والمقاطيع الشعرية والذوق الأدبي.
وله مفردات ومقاطيع قالها في مناسبات شتى وقصائد رثى بها سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام منها
ذكـرها في القلب قد وقبا |
هـلا تـعودي بـوادي لـعل وقبا مـرابع |
وقصيدة التي مطلعها
تجري مدامعه دمعاً وتنسكب |
هلا دروا بمحبٍّ عندما ذهبوا |
واخرى أولها
ولا انثني عن ودكم باللوائم |
أحباي لا أصغي للومة لائم |
وقوله
هلا دروا أننا حانت منايانا |
ما للأحبة لا يأوون خلانا |
وديوانه المخطوط معظمه في الإمام الشهيد كما كتبَ وخلّف من الآثار كتاب (لواعج الزفرة لمصائب العترة) يقع في ثلثمائة صفحة استعاره بعض المتأدبين ولم يُرجعه، وكتاب "الفوادح الملمة في مصائب الأئمة" حققه حفيده السيد جودت القزويني، توفي السيد جواد أوائل شعبان سنة 1358 هـ. في الهندية وحمل نعشه على الأعناق مسافة أميال ثم حمل إلى النجف حيث دفن في مقبرة آبائه الخاصة بالاسرة ورثاه فريق من الشعراء كالشيخ قاسم الملا والسيد محمد رضا الخطيب والشيخ عبد الحسين الحويزي وغيرهم.
* ادب الطف - الجزء التاسع181_ 183