الشيخ موسى بن محسن بن علي بن حسين بن محمد بن علي بن حماد الشهير بالعصامي نسبة إلى بني عصام بطن من هوازن، لامعاً في عصره خطيب وشاعر، ولد في النجف الأشرف سنة 1305 هـ. ونشأ بها يتعاهد تربيته أعمامه فدرس العربية والمنطق على أساتذة معروفين منهم السيد جواد القزويني كما درس البلاغة على العالم الجليل الشيخ يوسف الفقيه والشيخ عبد الرسول الحلبي والسيد حسين ابن السيد راضي القزويني.
ودرس الفقه والاصول على الشيخ عبد الكريم شرارة والشيخ صادق الحاج مسعود والشيخ المصلح الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، وحضر عند الشيخ حسين الدشتي فأخذ عنه علم الحساب والهندسة والكلام والحكمة واشتهر بين أخدانه بالفضل وعرفه جمهور الناس من مواقفه الخطابية إذ كان خطيباً جماهيرياً ومرشداً مصلحاً يخطب ويكتب ويعظ ويرشد أينما حل، ولكن مجتمعه مصاب بداء الأنانية وأمة كما قيل فيها: لا تعمل ولا تحب أن يعمل أحد، لذاك ناوأه الكثير ووقفوا في طريق اصلاحه حتى ودع الحياة بكربلاء في آخر يوم من شهر رمضان عام 1355 هـ. ونقل جثمانه للنجف حيث دفن رحمه الله.
آثاره العلمية:
1- منظومة في الإمامة تناهز الثمانمائة بيتاً.
2- البراءة والولاية، بحث دقيق.
3- تارخي الثورة العراقية.
4- الدعوة الحسينية وأثرها.
5- الضالة المنشودة في الحياة.
6- الهدى والاتحاد، أهداه إلى أبطال الدستور في الاستانة بتوسط الصدر الأعظم طلعت باشا.
7- الدراية في تصحيح الرواية.
8- بحث في الحجاب، وغيرها مما يزيد على العشرين مؤلفاً، وديوانه الحافل بمختلف المواضيع وطرق سائر الأبواب.
قال في قصيدة حسينية:
أحـاط بـها الـخطر المرعبُ ونـقط الاسـنة ما استصوبوا ومـن حـيث جـاء لها يطلب وظـهر الـفيافي لـها يركب يـقيم بـها مـع من يصحب ولـو أنـصفت لم تكن ترغب فـظـنت بـكثرتها تـرعب وأنـى يـقاد لـها الـمصعب لـهم بـاللقا شـهدت يـعرب إذا جــدّ مـا بـينها مـلعب ومـا مـرّ مـن طعمه يعذب إذا اسـترجع التاج والمنصب إلـى الـحشر نـاديه يـندب ومـبنى الـضلال بـه خرّبوا ولا أهـل بـدر وإن أنـجبوا واحـدٍ ومـا بـعدها يـعقب بـحـربهم حـربـاه يـحسب تـجـول وأمـدادهـا تـلعب وسـتـيـن لـكـنـهم ذرّب ولـلـحشر نـيـرانها تـلهب فـهل سـلمت مـنه إذ تهرب |
أحـاطت بـه وبست الجهات فـخيرها قـبل حـكم الـضيا فـإمـا يـعود إلـى يـثرب وامـا الـجبال وشعب الرمال وامـا يـسير لـبعض الثغور فـما رغـبت مـنه في واحد رأت مـنـه قـلّـة أنـصاره وسـامته يـخضع وهو الأبي فـناجزها الـحرب فـي فتية بـها لـيل تـحسب ان الردى لها الموت يحلو خلال الصفوف سـواء عـليها الـفنا والحياة لـهم دون مـركزهم مـوقف أشـادوا الهدى فوق تاج الأثير فـما حزب طالوت ذو البيعتين ولا يــوم احـزابها يـومهم ولا الـجاهلية ذات الـحروب بـسبعين ألـفاً خـلال الوغى رسـوا كـالجبال وهـم واحد أجـالوا الوغى جولان الرحى سـل الشام عنها وأهل العراق |
* ادب الطف - الجزء التاسع 162