الشيخ محمد بن ناصر بن علي، علامة في علمي الفقه والاصول مضافاً إلى تبحّره في الطب والحكمة الالهية، ولد سنة 1277 هـ. وتوفي في 9 شوال سنة 1348 هـ. تلقى دروسه النحوية والصرفية والمنطقية والبيانية على الحجة الشيخ ابن الشيخ صالح آل طعان القطيفي البحراني، وعلى العلامة الشيخ علي مؤلف (أنوار البدرين) ثم هاجر إلى النجف فحضر دروس العلماء الاعلام أمثال الشيخ محمود ذهب والملا هادي الطهراني فأكمل دراسة الاصول والكلام والعلوم الرياضية كما درس علم الطب عند الميرزا باقر ابن الميرزا خليل وقرأ الهندسة على الشيخ اغا رضا الأصفهاني وعند عودته لوطنه فتح مدرسة دينية تخرّج منها العشرات من أرباب الفضل ونظم الكثير من أبواب الفقه والعقائد بأراجيز لم تزل تحفظ كمنظومته في علم التصريف وفي الرضاع والدر النظيم في معرفة الحادث والقديم وله تعليقة على الاشارات لابن سينا والتعليقات الكافية على القوانين والكفاية لذلك كان صدى نعيه له رنة أسى وأسف وأبّنه الكثير بالمنثور والمنظوم ولم يزل قبره مزاراً في مقبرة العوامية. كتب له ترجمة مفصلة صديقنا الشيخ سعيد آل أبي المكارم في (اعلام العوامية في القطيف) وذكر عدة قصائد من مراثيه للامام الحسين عليه السلام ومنها قصيدته الشهيرة وأولها:
قوّموا السمر هاشم والكعابا وامتطوا للنزال جرداً صعابا
,ومن مراثيه للامام الحسين عليه السلام
لهاشم يوم الطف ثارٌ مضيّع وفي أرضه للمجد جسم موزع
هجعتِ فلا ثار طلبتيه هاشم ونمتِ فلا مجد لكِ اليوم يرفع
حتى يقول في وصف سبايا الحسين عليه السلام:
تـبلّ بـها حـرّ الـغليل وتـنقع أذيـب بـه مـنها فـؤاد مـوزع تـضمّ الـحشا بـالراحتين وتجمع ويـظهره مـنه الـشجاء فـتفزع تـنوح كـما نـاح الحمام وتسجع يـعيد لـها مـنه الجواب ويرجع من الغيض لفظاً في المسامع يقرع ولا عـلم مـنكم يـرفّ ويـرفع |
وعـاطـشة ودّت بـأن دمـوعها ومـدهشة بالخطب حتى عن البكا ومـزعجة من هجمة الخيل خدرها وبـاكية تـخفي الـمخافة صوتها ومـوحشة بـاتت عـلى فقد قومها وعـاتبة لم تستجب بسوى الصدى تصبّ الحشا في العتب ناراً تحوّلت أيـرضيكم أنّـا نُـساق حـواسراً |
* ادب الطف - الجزء التاسع 133