الشيخ علي شرارة ابن الشيخ حسن كان عالماً فاضلاً ملمّاً بكثير من العلوم ، ومن اسرة علمية دينية أصلها من جنوب لبنان ـ بنت جبيل ـ ولهم هناك أثر كبير على توجيه الناس نحو الخير ، والمترجم له أحد أعلام هذه الاسرة وصفة أحد المعاصرين فقال: أدركت أواخر أيامه وهو شيخ كبير معتدل القامة ، يقيم في إحدى حجرات الصحن العلوي الشريف وفي الزاوية الشرقية من جهة باب القبلة ويجتمع عنده العلماء والادباء كالسيد الحبوبي والشيخ محمد جواد الشبيبي وأمثالهما وكانت حجرته ندوة العلم والأدب وهو من الشعراء المكثرين طرق أبواب الشعر ونظم في الأئمة عليهم السلام ورثى أعلام عصره. قال الشيخ الطهراني في نقباء البشر: رأيت بخطه شرحاَ على اللمعة. وترجم له صاحب (ماضي النجف وحاضرها) وذكر جملة من شعره وقال: توفي حدود سنة 1330 في النجف وترجم له المعاصر علي الخاقاني في (شعراء الغري).
وذكر مرثيته المرحوم المجدد الميرزا حسن الشيرازي واخرى في مراسلاته مع السيد المجدد وجملة من رثائه لأهل البيت عليهم السلام.
قال يرثي علي الاكبر ابن الحسين وقد استشهد مع أبيه بكربلاء
أصـابك سـهم الـدهر سـهماً مفوّقا
حـذاراً وان يـصفو لك الدهر رونقا
فــأردى لـه ذاك الـشباب الـمؤنقا
شـبـيه رسـول الله خَـلقا ومـنطقا
الـيه انـتهى وصـلا وفـيه تـعرّقا
فـحـاز فـخاراً والـمكارم والـتقى
فـحاز سـما الـعلياء سـمتاً ومرتقى
فـطاها لـها أصـل وذامـنه أورقـا
لـه الـمجد ذلاً لاوي الـجيد مطرقا
فـقـرّب آجــالاً وفــرّق فـيلقا
فـكم لـهم بـالسيف قـد شـجّ مفرقا
ومـن سـيفه يـجري الـنجيع تدفقا
فـسـارع فـيما قـد دعـاه تـشوقا
هـلال أضـاء الافـق غرباً ومشرقا
أرى جـدّي الـطهرَ الرسولَ المصدّقا
سـقـاني زلالاً كـوثـرياً مـعبّقا
يـرى إبـنه ذاك الـشباب المؤنقا
كـرأس عـليٍّ شـقه السيف مفرقا
وأجـرى عـليه دمـعه مـترقرقا
لمن بعدك اخترتُ الرحيلَ على البقا
وقـد كـان دهري فيك أزهر مشرقا
فـريداً وجـفن الـعين مني مؤرقا
لـها شـعلٌ بـين الـشغاف تـعلّقا
ومـلكاً رقـيت اليوم أعظمُ مرتقى
|
إذا مـا صـفاك الـدهر عيشاً مروّ قا
فـلا تـأمن الـدهر الخؤون صروفه
وجـار عـلى سـبط الـنبي بـنكبة
عـلى الـدين والـدنيا العفا بعد سيدٍ
وخُـلـقاً كــأن الله أودع حـسـنه
حـوى نـعته والـمكرمات بـأسرها
تخطى ذرى العلياء مذ طال في الخطى
ومـن دوحـة مـنها الـنبوة أورقت
فـمن ذا يـدانيه إذا انـتسب الورى
ولـم أنـس شـبل السبط حين أجالها
يـصول عـليهم مـثلما صـال حيدر
كــأن قـضـاء الله يـجري بـكفه
ولـمـا دعــاه الله لـبـاه مـسرعاً
فـخرّ عـلى وجـه الـصعيد كـأنه
فـنادى أبـاه رافـع الـصوت معلناً
سـقاني بـكأس لـست أظمأ بعدها
فـجاء الـيه الـسبط وهـو برجوة
رآه ضـريـباً لـلسيوف ورأسـه
فـخرّ عـليه مـثلما انـقضّ أجدلٌ
فـقال عـلى الـدنيا الـعفا بتلهف
أرى الدهر أضحى بعدك اليوم مظلما
فـأبعدت عن عيني الكرى وتركتني
وأودعـتني نـاراً تؤجج في الحشا
مـضيت إلى الفردوس حُزتَ نعيمها
|
*ادب الطف ـ الجزء الثامن303_ 304