العالم العامل الشيخ أحمد ابن الزاهد العابد الشيخ صالح بن طعان بن ناصر ابن علي الستري البحراني ، ولد سنة 1251 هـ وكان جامعاً لأنواع الكمالات ومحاسن الصفات محبوباً لدى الخاص والعام وهو من الذين عاصرهم صاحب (نور البدرين) فقال: لم أرَ في العلماء ممن رأيناهم على كثرتهم مثله. كان من أهل (سترة) ـ جزيرة في البحرين ـ ثم انتقل مع والده إلى (منامه) وقرأ على السيد علي بن السيد اسحاق أكثر العلوم من نحو وصرف ومعاني وبيان وتجويد ومنطق وغير ذلك حتى أقر اقرانه له بالفضيلة واشتغل بالتصنيف والتأليف وأجوبة المسائل التي ترد عليه حتى منّ الله عليه بالتشرف بزيارة العتبات المقدسة فحضر ابحاث العلماء بالنجف الأشرف كالشيخ الانصاري والملا علي ابن الميرزا خليل ولما توفي الشيخ الانصاري رثاه بقصيدتين
ورجع إلى بلاده وتردد على القطيف مبلّغاً مرشداً إلى أن توفاه الله ليلة الاربعاء يوم عيد الفطر سنة 1315 ، وقبره المقدس في الحجرة التي فيها العالم الرباني الشيخ ميثم البحراني المتصلة بالمسجد بقرية (هلتا) من الماحوز من البحرين.
أقول وعدد صاحب أنوار البدرين جملة مؤلفاته الكثيرة وقال: وله ديوان شعر في مدح النبي والأئمة عليهم السلام ومراثيهم ، جمعه بعض الاخوان وطبعه بعد وفاته وسماه بـ (الديوان الأحمدي) ولم يستوف جميع أشعاره ، وله في رثاء المرحوم الشيخ مرتضى الانصاري المتوفى 1281 هـ.
من قصيدة في الحسين
فـفيه الـتعجّل لـن يجملا وأجـر الـمسلسل والمرسلا لـتكسي بها خير وشيٍ حلا بـكاؤك قـتلى ربـى كربلا بـنوا إذ بـنوا منزلاً أطولا إذا سهل الخطب أو أعضلا |
على الطف عرّج ولا تعجلا وحُلّ وكا المدمع المستفيض ووشى بها عرصات الطفوف عـلى أن أفضل برّ الرسول مـلوك الكمال الكماة الاولى فـمن بـاسل بـاسم ثـغره |
ومن شعره في الحث على الانفاق
أنفق ولا تخشَ من ذي العرش إقتارا والـرزق يأتيـك آصالاً وأبكـارا |
يا فاعل الخيـر والاحسان مجتهداً فالله يجــزيك أضعافاً مضاعفة |
وله قصيدة جارى بها الشيخ البهائي والشيخ جعفر الخطي في الإمام المنتظر مطلعها
معاهد يهدي من شذا طيبها الساري توشّي بروداً مـن رباها بأزهـار |
سقى عارض الانوا بوطفاء مدرار ولا بـرحت أيدي اللواقح غضـة |
وفي الذريعة: الشيخ أحمد بن صالح بن طعان بن ناصر الستري البحراني المولود سنة 1251 والمتوفى 1315 صاحب التحفة الأحمدية طبع ديوانه الكبير وترجم له السيد الأمين في الأعيان فقال: كان عالماً علامة فقيهاً اصولياً متبحراً في الحديث والرجال من علماء آل محمد علماً ونسكاً وعبادة جليل القدر كثير التصنيف ، رأس في القطيف والبحرين ، وهو عالم القطيف والمرجع للدنيا والدين بتلك البلاد قصده الطلاب من كل فج ، وله منظومة في التوحيد ، قال ابن اخته في (أنوار البدرين) انها لم تتم 1 وترجم له الباحث المعاصر علي الخاقاني في (شعراء الغرى) ونقل عن أنوار البدرين جملة مؤلفاته وعدد منها 30 مؤلفاً وطائفة من أشعاره..
*ادب الطف ـ الجزء الثامن127_ 128
1-عن الذريعة 8 ج 23 صفحة 99