السيد علي السيد محمود الأمين كان عالماً محققاً مدققاً فقيهاً اصولياً قوي الحجة. ترجم له السيد الأمين في الأعيان فقال: كان ورعاً شاعراً أديباً نقاداً للشعر مهيباً مطاعاً نافذ الكلمة محمود النقيبة اتفقت على حبه وتعظيمه جيمع الناس من جميع المذاهب. ولد في شقرا من قرى جبل عامل ـ لبنان في حدود سنة 1276 وتوفي ليلة السبت 11 شوال 1328 هـ فيكون عمره نحواً من اثنين وخمسين سنة قضاها في خدمة العلم إفادة واستفادة وتأييد الدين وقضاء حوائج المؤمنين. وبعدما حفظ القرآن في مدة يسيرة ولما يبلغ السبع تفرغ لطلب العلم وتوجه للنجف في حدود سنة 1290 وعمره نحو 14 سنة وكان يقول: بلغت الحلم في النجف فقرأ علوم العربية والاصول على الشيخ احمد ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ـ الذي كان وحيداً في توقد الذهن وطيب الأخلاق ، كما قرأ على الشيخ محمود ذهب ، هذا في السطوح وأما درس الخارج فقرأ في الفقه والاصول على الفقيه الشيخ اغا رضا الهمداني صاحب مصباح الفقيه وغيره من المصنفات وعلى الشيخ محمد حسين الكاظمي صاحب هداية الأنام في شرح شرائع الاسلام ، وفي الاصول على ا لشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية وغيرها ، وتخرج على يده في العراق ولبنان عدد كثير من العلماء والفضلاء وكان يقول: باحثتُ المطول للتفتا زاني أربع عشرة مرة ، وبقي في النجف الأشرف في خدمة العلم نحواً من إحدى وعشرين سنة ، وهذه ألوان من شعره ، قال مخمساً بيتين لبعض المتقدمين في مشهد الحوراء زينب بنت امير المؤمنين عليه السلام بقرية راوية من دمشق الشام:
قبرٌ ملوك الورى تعنو لهيبته مَن سره أن يرى قبرا برؤيته |
لبنت خير الورى طراً وبضعته فقلت مذ فزت في تقبيل تربته |
يفرج الله عمن زاده كربه
رأى من العالم العلوي أحسنه فليأت ذا القبر إن الله أسكنه |
فذا إذا الطرف من بُعد تبيّنه ومن يوم إن دهاه الخوف مأمنه |
سلالة من رسول الله منتجبه
روى السيد الأمين في الأعيان جملة من مراسلاته وما قيل في رثائه من النظم تغمده الله برحماته قال مخمساً أبيات السيد حسين ابن السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1325 وأصل الأبيات في مدح أمير المؤمنين علي
كؤوس المنون وساقت نساه أبا حسن أنت عين الاله |
بنفسي الحسين سقته عداه فقل للوصي وحامي حماه |
فهل عنك تعزب من خافيه
نساك وأنت حمى الضائعات وأنت مدير رحى الكائنات |
أما هتفت بك بين الطغاة وأنت المرجّى لدى النائبات |
وإن شئت تسفع بالناصيه
ووترك بين بني الأدعياء وأنت الذي امم الأنبياء |
أتقعد يا سيد الأوصياء وتجثو وذا الكرب يقفو البلاء |
لديك إذا حشرت جاثية
*ادب الطف ـ الجزء الثامن215_ 216