الشيخ محمد رضا بن ادريس بن محمد بن جنقال بن عبد المنعم بن سعدون ابن حمد بن حمود الخزاعي النجفي ، ولد بالنجف عام 1298 ونشأ بها وتوفي سنة 1331 عن عمر يناهز الثلاثين سنة . وجده حمد هذا هو شيخ خزاعة المشهور المعروف بـ (حمد ال حمود) ترجم له صاحب (الحصون المنيعة) وجاء في الطليعة : كان فاضلاً مكباً على الاشتغال في النجف لتحصيل العلم ملتزماً بالتقى وكان أديباً مقلّ الشعر في جميع أحواله فمن شعره
فكان شـرابي شـراباً طهـورا
وغصن العلى عاد غضّاً نضيرا
|
سقتني الأماني الهنا والسرورا
وأزهـر كوكب روض الفخار
|
والقصيدة محبوكة القوافي على هذا النفس العالي رواها الخاقاني في شعراء الغري وروى له غيرها في التشبيب والغزل والفخر والحماسة والمراسلات ، ويقول إن والد المترجم له كان من ذوي الفضل وترجم له السيد الأمين في (أعيان الشيعة) ج 44 / 343 وذكر من مراثيه للحسين
حـيّاك وكـافّ الـحيا مرعدا
إن ظـلّ يبكي يُضحك المعهدا
فـيك لـيالي الـملتقى عـوّدا
عـيساً ولـلتوديع مـدّت يـدا
قلبي لدى المسرى برجع الحدا
إلا فـتيت الـمسك والـمرودا
كـيلا تـجوب الـبيد والفد فدا
مـني بـياض الـشيب لما بدا
قـد بـان مـذ بانت بنو أحمدا
فـيه وجـنبي جـانب المرقدا
وجـداً بـأكناف الـحشا موقدا
يـحي الثرى لو لم أكن مكمدا
يـروي شعاب الطف أو يجمدا
إلا مـقـاماة الـظما مـوردا
قـد كـابدوها تـقرح الأكـبدا
بـالطف إن الـصبر لن يحمدا
لـلموت أن تـلقي لـه مقودا
كـم أوقدت نار الوغى والندا
كـادت لـه الأبطال أن تقعدا
لـما تـداعوا أصـيداً أصيدا
تـيهاً مـتى طـير الفنا غرد
يـدعو بـمن يـلقاه لا منجدا
هـيف تـعاطيه الدما صرخدا
فـيها الـمنايا السود لا الخرّدا
مـا بـين كهل أو فتى امردا
تـحكي نجوماً في الثرى ركّدا
لـلسمر والبيض غدت مسجدا
وتـلك تـهوى فـوقها سجدا
يسطو على جمع العدى مفردا
مـاض بـغير الهام لن يغمدا
تـروي حديثاً في الطلا مسندا
يـنبو ولـو كـان اللقا سرمدا
غـيران يوم الروع فيك اقتدى
كـلا ولا يعبأ بصرف الردى
فـيها نقيّ الثوب غمر الردى
رأيـت بـدراً يـحمل الفرقدا
ألـبسه سـهم الـردى مجسدا
طـوق يـحلي جـيده عسجدا
تـدعو بصوت يصدع الجلمدا
مـنفطماً آب بسهم الردى
ل فـيض وريديه له موردا
بـمهجتي لـو أنه يفتدى
يا ليت قد فطر قلبي الصدا
|
يـا مـنزل الأحباب والمعهدا
وانهلّ منك الروض عن ناظر
وافترّ ثغر الروض واسترجعت
أنـى وسـلمى قـرّبت للنوى
مـا بـالها لا رُوّعت روعت
بـانت فـما ألفيت في عهدها
هلا رعت عهد الصبا وارعوت
صـدّت وظـني أنـها أنكرت
لـم تدر أن الشيب في مفرقي
بـانوا ولـي قلب أقام الجوى
كـم أعـقبوا لي يوم ترحالهم
إن لـم أمـت حزناً فلي مدمع
يـهمي ربـاباً فـي ربا زينب
كـم صبية حامت بها لا ترى
يـا قـلب هلا ذبت في لوعة
فـاجزع لـما لاقت بنو أحمد
حـيث ابـن هند أمّ أن تنثني
فـاستأثرت بـالعز في نخوة
قـامت لدفع الضيم في موقف
شبوا لظى الهيجاء في قضبهم
يـمشون في ظل القنا للوغى
مـن كـل غـطريف له نجدة
يـختال نـشواناً كـأن الـقنا
سلوا الضبا بيضاً وقد راودوا
حتى قضوا نهب القنا والضبا
أفـدي جـسوماً بالفلا وزعت
أفـديهم صـرعى وأشلاؤهم
هـذي عـليها تـنحني ركعاً
وانـصاع فرد الدين من بعدهم
يـستقبل الأقـران في مرهف
أضحت رجال الحرب من بعده
مـا كلّ من ضرب ولا سيفه
يـهنيك يا غوث الورى أروع
لا يـرهب الأبطال في موقف
مـا بارح الهيجاء حتى قضى
ولــو تـراه حـاملاً طـفله
مـخضباً مـن فيض أوداجه
تـحسب أن الـسهم في نحره
ومـذ رنـت ليلى اليه غدت
تـقول عـبد الله ما ذنبه
لم يمنحوه الورد إذ صيروا
أفـديه من مرتضع ظامياً
فطر من فرط الصدا قلبه
|
وقصيدته التي أولها
ويسحبن في وجه الثرى فاضل المرط
|
مشيـن يلئن الأزر فوق قنا الخط
|
*ادب الطف ـ الجزء الثامن 240_ 242