ابو الأمين علي بن حسين بن علي العوضي نسبة إلى آل عوض من اقدم الاسر العربية الحلية، ويصرح المترجم له في شعره ان نسبه يمت بامراء آل مزيد الاسديين ـ مؤسسي الحلة وامرائها في اخريات القرن الخامس إلى اواخر القرن السادس للهجرة، قال الشيخ السماوي في (الطليعة): علي بن الحسين من آل عوض الأسدي الحلي كان اديباً شاعراً ظريفاً حلو الحديث الى تقى ونسك وديانة قوية، حاضرته فرأيت منه رجلاً صافي السريرة نقي القلب طاهر الثوب وراسلني بشعر في المدح وأجبته بمثله ثم ذكر قطعة شعرية من غزله، قال السماوي: وتوفي سنة 1325 هـ في الحلة ودفن بالنجف، وترجم له الشيخ اليعقوبي في (البابليات).
قال: وقد وقفت على ديوان شعره الذي جمعه ولده الأكبر الشيخ محمد أمين بعد وفاة والده، وكان يحتفظ به ويبقية آثاره المخطوطة والمطبوعة ولكنها بعد وفاة ولده المذكور بيعت، وللمترجم له رسالة صغيرة بخطه أودعها مقاطيع من شعره وبعض نوادر (الكوازين) وغيرهما كتبها باقتراح من العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء في إحدى زياراته الحلة ولا تزال في مكتبته بالنجف ولعلها هي التي أشار اليها شيخنا في (الذريعة) ج 4 / 62 بقوله: تراجم لمعاصرين من علماء الحلة للشيخ علي عوض. وذكر في آخرها أن ولادته كانت في الحلة سنة 1253 وتوفي كما أخبرني ولده الأمين في ثاني جمادى الثانية سنة 1325 ونقل إلى النجف.
ومن شعره في رثاء الحسين عليه السلام
ودمـعة صـبٍّ لا يجفّ انسجامها
يـزيد عـلى نزر الوصال غرامها
ومــا رامـة لـولاهم ومـرامها
بـأن الـحشا بـين الحدوج مقامها
ومَـن لـي بعيني أن يعود منامها
ولـم يـك عـذباً شربها وطعامها
ومـا نـاضلته فـي المنايا سهامها
مـثال الـدبى سدّ الفضاء جهامها
ذعـاف الـمنايا حـدها وسمامها
فـضجت عراقاها وريعت شئامها
ولـما تـحسّ الوطء منه رغامها
يـجبنّ آسـاد الـعرين اصطدامها
وخرّت سجوداً طوع ماضيه هامها
وعـاث بـعمرو مـذرءاه حمامها
ويخشى لظى الهيجاء وهو ضرامها
وعـزته فـي الـقتل يسمو مقامها
وغـلّته لـم يـطف مـنها أُوامها
ونـاحت لـه وحش الفلا وحمامها
وتـندك غـبراها ويهوي شمامها
ويـا خطة شان الوجود اجترامها
تـرامى بـها عرض الفلاة لئامها
بـها خـفرت لـلمسلمين ذمـامها
بـني خـير مبعوث وانتم كرامها
بـلى وقـوى عادت هباء رمامها
ولـم تهن الدعوى وانتم خصامها
وقـد حـان منه للطغاة اخترامها
وفـي كـفّ مهديّ الزمان حسامها
تـقشع عـنها ريـبها وظـلامها
إذا خـيّب الـراجي هناك عظامها
وفـي عـقبات لا يطاق اقتحامها
ســواء بـه اذنـابها وكـرامها
وللنفس في يوم الحساب اعتصامها
|
عـلاقة حـبّ لا يـخف ضرامها
ومـهجة عـان لا تـزال مشوقة
بـنفسي الـخليط المدلجون لرامة
فـما كنت أدري قبل شدّ حدوجهم
فـمن لـي بـقلبي أن يقرّ قراره
فـلا عيش في الدنيا يروق صفاؤه
فـلو أنها تصفو صفت لابن احمد
أتـته بـنو حـرب تجرّ جموعها
فـثار لها ابن المرتضى بصفيحة
وأثـكل أمّ الحرب أبناءها ضحى
عـلى سـابح قـد كاد يسبق ظله
رمـاها أبـو الـسجاد منه بعزمة
فـأورد أولاهـا بـكاس أخـيرها
هـو ابن الذي أودى بمرحب سيفه
فـكيف يـهاب الموت وهو حمامه
نـعم قـد رأى أن الـحياة مـذلة
هناك قضى نفسى الفداء لمن قضى
بـكته السما والأرض والجن كلها
وكـادت له تهوي السماء ومن بها
فـيا ثـلمة في الدين أعوز سدّها
كـرائم بيت الوحي أضحت مهانة
يـسار بـها عنفاً على سوء حالة
عـفاء عـلى الـدنيا غداة أُسرتُم
فـلو كـان لي صبرٌ لقلتُ عدمته
ولـما يـفت ثـار بـه الله طالب
كـأني بـداعي الـحق حان قيامه
عـلى حـين لا وتر يضيع لواتر
فـثمّ تـرى نهج الشريعة واضحاً
فـيا خـير مَن يرجى لكل عظيمة
دعـوناك فيا لدنيا لترأب صدعنا
بـيوم بـه كـل رهـين بـذنبه
فـأنت لـنا فـي هذه الدار منعة
|
*ادب الطف ـ الجزء الثامن 192_ 197