هو الشيخ أحمد بن مهدي بن أحمد بن نصر الله آل السعود الخطي البحراني القطيفي عالم أديب. عقد الشيخ علي آل حاجي البحراني في كتابه أنوار البدرين فصلاً خاصاً لذكره ، وترجمه ترجمة مفصلة قال فيها : هو أحد أركان الدهر ونبلاء العصر وفصحاء المصر ، أفضل ما يكون في الأدب وأبصر ما يكون بسياسة الملك ، كان لأهل بلاده سيفاً وسناناً وظهراً ولساناً من أحسن حسنات زمانه وأفخر أبناء عصره وأوانه له السبع العلويات التي جارى بها ابن أبي الحديد ففاقه ، وله السبع التي جارى بها المعلقات السبع وله مائة قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام ، وله مدائح كثيرة في آل الله ومثالب أعداء الله ، وديوان شعره يقع في أربعة أجزاء. توفي في ربيع الأول سنة 1306 هـ ودفن بالحباكة وهي مقبرة معروفة بالقطب انتهى ملخصاً عن التكملة.
وقال صاحب أنوار البدرين عند ذكره لعلماء الخط والقطيف ما يلي مختصراً : ومن ادبائها الفخام وبلغائها العظام ورؤسائها الحكام الشيخ أحمد بن الشيخ مهدي بن أحمد بن نصر الله أبو السعود الخطي ، له من الشعر والأدب الحظ الوافر عاصرناه مدة من الزمان فلم نرَ مثله في الرؤساء والأعيان ، إن جلس مع العلماء فهو كأحدهم في اللهجة واللسان أو مع الشعراء المجيدين والادباء الكاملين كانت له التقدمة عليهم ، أو مع الرؤساء والحكام فهو المشار اليه بالبنان ، قد سلّم الله بسببه كثيراً من المؤمنين من القتل. وإلى الآن لم نقف لأحد من الشعراء والأدباء مع كثرة تتبعنا واطلاعنا بمثل ما وقفنا له من كثرة الأدب والشعر البليغ المتين ولا سيما في المدائح والمرائي لمحمد وآله الطاهرين ، بالرغم من كثرة النكبات التي لاقاها بعد وفاة والده من حكام الوهابية حتى نهبت أمواله وأملاكه حتى نفي عن البلاد فهاجر للبحرين عن طريق قطر ثم إلى أبو شهر ثم اتصل بالدولة العثمانية وحرّضها على طرد الوهابية وهكذا كان ثم رجع إلى بلاده بالعز والهيبة والعظمة والسطوة إلى أن أجاب داعي ربه.
وهذه إشارة الى علوياته التي ذكرها صاحب أنوار البلدين. قال من قصيدة طويلة عدّد فيها فضائل الإمام أمير المؤمنين وتخلّص إلى رثاء الإمام الحسين عليه السلام
وسـيق لـه بـالزاخرات الشوادر |
فـلله ظـام حـيل والـماء دونه |
وفي آخرها
وفيك وإن لجّ اللواحي بضائري |
الـيك أمـير المؤمنين مدائحي |
وقال في مطلع قصيدة
أرقٌ يلم وظاعـن لا يرجع |
في كل يوم للحشاشة مصدع |
والقصيدة تربو على المائة بيتاً.
له ما يقرب من مائة قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام وله شعر في أغراض أُخر وله ديوان يقع في مجلدين كبيرين كله في المدائح والمراثي ذكر جملة من شعره في أعيان الشيعة. توفي رحمه الله في شهر ربيع الأول سنة 1306 هـ وصلّينا عليه مع شيخنا الوالد الروحاني ، وجاء في جملة أحواله أنه كان ينظم في عشر محرم الحرام كل ليلة قصيدة ويعطيها فتنشد في المأتم.
*ادب الطف ـ الجزء الثامن63_ 64