آل الهر اسرة ادبية علمية لها شهرتها ومكانتها1 ولعل أشهرهم هو الشيخ كاظم المولود في كربلاء عام 1257 هـ شب وترعرع على حب العلم والكمال فقد درس المقدمات وسهر على علمي الفقه والاصول بالدراسة على أفذاذ عصره فكان مثالاً صالحاً ومفخرة تعتز به كربلاء، يقول الشيخ السماوي في إرجوزته:
وكالأديب الكاظم بن الصادق ظريف آل الهر في الحقائق
فشعـره كان لأهـل البيت مشتهـر كغـرّة الكميـت
كان عالماً فقيهاً وكانت له حوزة للتدريس في مدرسة حسن خان، وله ديوان شعر جلّه في مدح آل البيت صلوات الله عليهم، لم يزل مخطوطاً، كتب عنه الشيخ محمد السماوي في (الطليعة) والسيد الأمين في (الأعيان) وترجم له أخيراً الأديب سلمان هادي الطعمة في مؤلفه (شعراء من كربلاء) واستشهد بشيء من غزله ورثائه ومراسلاته وقال: توفي سنة 1330 عن عمر يقدّر بالستين ودفن بكربلاء.
له قصائد مطولة ومنها مرثية في الإمام الحسن السبط، وثانية في الامام السجاد علي بن الحسين، وثالثة في رثاء الامام جعفر بن محمد الصادق، ورابعة في الامام باب الحوائج موسى بن جعفر، وخامسة في الامام محمد الجواد عليه السلام مما جعلني أعتقد أنه رثى جميع أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم.
ومن شعره في رثاء الحسين عليه السلام:
وأمـضّ يـوم الأسـى مشحون بـقيت وأفـنت سـالفات قرون فـي كـل وقـت لا تزال وحين تـبكي لـه حـزناً عـيون الدين بـين الـعدا مـن ناصر ومعين صـدر إلـى عـلم الـنبي مكين سـبق الـطباق ودك كل رصين بـدم كـمنهل الـسحاب هـتون جــدٍّ لأسـرار الـكتاب مـبين دام بـحـدّ حـسامها الـمسنون أضـحى لـه بـدلاً مـن التكفين |
لـكن يـوم الـطف أشجى فادح لم أنسَ في أرض الطفوف مصائبا تـفنى الـليالي وهي باق ذكرها يـوم بـه سـبط الـنبي مـحمد يـوم بـه نادى الحسين ولم يجد يـوم بـه شمر الخنا يرقى على يـوم بـه قـد زلـزلت زلزالها لا غرو إن مطرت سحائب مقلتي وبـقـية الله الـذي يـنمى الـى يـبقى ثـلاثاً بـالتراب مـعفراً مـلقى ولـكن نسج أنفاس الصبا |
* ادب الطف ـ الجزء الثامن 239
1- تنحدر من اسرة عربية عريقة بعروبتها تعرف بـ (آل عيسى).