آل شعبان من البيوت القديمة في النجف، ومن الاسر التي كانت لها نيابة سدانة الروضة الحيدرية في عهد (آل الملا) أما اليوم فلهم الحق في خدمة الحرم الحيدري فقط وفي أيديهم صكوك ووثائق رسمية (فرامين عثمانية) هي التي تخولهم الحق في تلك الخدمة.
أما المترجم له فقد كان أبوه بزازاً فمالت نفسه هو إلى طلب العلم فاشتغل به ودرس وتأدب في النجف وكان فاضلاً كاملاً شاعراً أديباً وانتقل إلى كربلاء فقرأ على السيد محمد باقر الطباطبائي في الفقه مدة، وكان من أخص ملازميه ثم سافر إلى الهند وذلك حوالي سنة 1325 وانقطعت أخباره إلى سنة 1336 فوردت كتب من رامبور تنبئ بوفاته هناك وكانت له هناك منزلة سامية عند أهلها.
أما ولادته كانت في حدود 1290 بالنجف. ترجم له صاحب الحصون فقال: فاضل ذكي وشاعر معاصر، وأديب حسن المعاشرة ظريف المحاورة، وترجم له السيد الأمين في الأعيان والشيخ السماوي في (الطليعة).
فمن شعره في الحسين قوله:
وفـي يـدك الـعليا من السيف قائم وعـدلاً ولا يبقى على الأرض ظالم مـدى الـدهر حـزناً أن تقام المآتم كـراماً الـيها الـدهر تنمى المكارم مـن الـنور وسـم لـلهدى وعلائم وأجـسـادهم لـلمرهفات مـطاعم وقـد يـبست أكـبادها والـغلاصم بـصارمه الـوهاج تـطفى الملاحم وأطـعمها مـن لـحمه وهو صائم وقـد وهـنت مـنه القوى والعزائم |
أتـقـعد مـوتوراً بـرأيك حـازم مـتى تـملأ الـدنيا بـهاءً وبهجة فـلله يـوم الـطف لا غـرو بعده غـداة أبـيّ الـضيم جـهّز للوغى بـدور هـدى قد لاح في صفحاتها وخرّوا على وجه الثرى سغب الحشا عـطاشا يـبلّ الأرض فيض دمائهم وأضـحى فريداً في الجموع شمردل وروى الضبا من جسمه وهو عاطش شـديد القوى ما روعت عزمه العدا |
ومن قوله:
بـعـد الـنبي إمـامها وكـتابها لـمدينة الـعلم الـحصينة بـابها من دونه قاسى الكروب صعابها1 |
يـا أمـة نـبذت وراء ظـهورها مـاذا نـقمتِ من الوصي ألم يكن أم هـل سـواه أخ لأحمد مرتضى |
ومن روائعه قصيدته الشهيرة التي لا زالت تتلى في المحافل الفاطمية والمقطع الأول منها:
ويـا جـنة الـفردوس دانية القطف لـيالي أصـفى الردّ فيها لمن يصفى قـلوب عـلى صافي المودة والعطف لـمنتقد شـمل الأحـبة بـالصرف ونـحن نـشاوى لا نملّ من الرشف تـمرّ عـلينا وهـي طـيبة العرف بـزهرتك الأريـاح أودت بما تسفي فـذكـرتني قـبر الـبتولة إذ عُـفيّ بشجو إلى أن جُرّعت غصص الحتف |
سـقاك الـحيا الهطال يا معهد الإلف فـكم مـرّ لي عيش حلا فيك طعمه بـسطنا أحـاديث الهوى وانطوت لنا فـشـتتنا صـرف الـزمان وإنـه كـأن لـم تدر ما بيننا أكؤوس الهوى ولـم نـقض أيـام الصبا وبها الصبا أيـا مـنزل الأحـباب مالك موحشاً تـعفيت يـا ربـع الأحـبة بـعدهم رمـتها سـهام الدهر وهي صوائب |
* ادب الطف ـ الجزء الثامن312_ 316
1- عن أعيان الشيعة ج 20 صفحة 83